الأمر لا يحتاج لشطارة الأذكياء .. حيث المفاهيم لدى عناصر ( قوى إعلان الحرية والتغيير ) لعبت دوراُ أساسياُ في إخفاقات المرحلة الانتقالية بذلك القدر الفظيع .. ثم كان ذلك التمسك الشديد بتلك المفاهيم .. ولو جاز للناس أن يحكموا بمصداقية تامة فإن الأمر الوحيد الذي اتفقت عليه عناصر قوى الحرية والتغيير هو ذلك ( الإسقاط ) .. أما بعد تلك الخطوة الأساسية فقط طغت تلك المفاهيم على الساحة السودانية بذلك القدر الذي أربك كل الحسابات !! .. ولقد أصرت تلك العناصر في اتجاهاتها ومواقفها بطريقة غير مسئولة وغير عقلانية .. الكتلة الحزبية في قوى الحرية والتغيير منذ اللحظة الأولى كانت ترى أن دور الحكومة في المرحلة المؤقتة الانتقالية مجرد ( حكومة تصريف أعمال ليس إلا ).. ولكن هنالك أطراف أخرى في قوى الحرية والتغيير ترى أن تلك الفترة المؤقتة الانتقالية هي فترة هامة جداُ في مسار البلاد .. حيث تلك الفترة التي تتطلب تواجد ( حكومة قرارات جازمة وحاسمة ) بالقدر الذي يصحح الأوضاع في البلاد ويصفي آثار الماضي .. وفي نفس الوقت بالقدر الذي يمهد لأرضيات ثابتة وسليمة للفترة الدائمة .. وذلك المفهوم يوافق توجهات الشباب الثائر .. هؤلاء الشباب الذين يريدون تلك التحولات السريعة في البلاد .. بينما أن تلك الأحزاب التقليدية ترى ضرورة تأجيل مراحل التصفيات والإصلاحات الأساسية لتقوم بها الحكومة الدائمة في مستقبل الأيام بعد انتهاء المرحلة المؤقتة .. ويرى أصحاب ذلك المفهوم أن الحكومة الدائمة هي التي يجب أن تقوم بمفاوضات السلام مع تلك الأطراف المتنازعة التي تحمل السلاح .. وهي التي عليها إثبات أو إبعاد جهة من الجهات من منطلق الممارسات الديمقراطية السليمة .. وبالملخص المفيد فإن تلك الأحزاب تدعم أقوالها بحجة أن الحكومة الدائمة هي التي سوف تقوم بوضع الدستور الدائم للبلاد في نهاية المطاف .. ولكن مع الأسف الشديد فإن التجارب السابقة قد أكدت مرارا وتكراراُ خطل ذك المفهوم .. حيث أن تلك الأفكار للأحزاب السودانية هي التي كانت دائماُ تسبب الانتكاسات بعد الانتفاضات .. فتلك الأحزاب السودانية تجيد التسويف والمماطلة بالقدر الذي يقتل تلك الأفكار الثورية الملتهبة في مهدها .. وقد أصبحت تلك المقولة شائعة بين أبناء السودان .. حيث مقولة : ( إذا أردت أن تقتل انتفاضة من الانتفاضات أو ثورة من الثورات فسلم الأمر لتلك الأحزاب السودانية !! ) ,, وتلك حقيقة ثابتة وسليمة مائة في المائة .. حيث تموت تلك الأفكار الثورية الملتهبة في مهدها بأيدي تلك الأحزاب التي تنسى فوراُ أنها في مرحلة انتفاضة وثورة .. ثم تعود لحالتها القديمة لتمارس تلك اللعبة السياسية التي تبتعد بالبلاد عن نزعة الثوار والحماس .. والعقلاء المتابعون للأحداث السياسية السودانية منذ استقلال البلاد يتمنون لو أن الحكومات التي تحكم السودان كلها في ( مراحل مؤقتة ) ولا توجد تلك المراحل الدائمة .. وذلك لأن التجارب قد أثبتت بأن الحكومات الدائمة تمثل الموت للبلاد !.. وتلك هي الحقيقة سواءُ اتفقت مع المنطق السليم أو اختلفت .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة