ونحن نشاهد الإنتفاضة الشعبية فى مدن الولايات المتحدة الأمريكية إحتجاجا على مقتل جورج فلويد على يد شرطي أبيض، لابد للسودانيين ألا ينسوا أو يتناسوا المواطنيين الذين إغتالتهم مليشيات الدعم السريع فى مثل هذا اليوم الثالث من يونيو العام الماضي. وإن كنا قد شاهدنا فديو يصور الطريقة اللإنسانية التى كتم بها هذا الشرطى أنفاس المواطن الأمريكى الأسود جورج فلويد، والغضب الجماهيرى الذي إجتاح المدن الأمريكية فهناك العشرات من الفيديوهات التى وثقت للجرائم والعنف الذي إرتكبته مليشيات الدعم السريع ضد المعتصمين.
شاهدنا العشرات من سيارات الدعم السريع وجهاز الامن تقتحم ميدان الإعتصام مسلحة بالكلاشينكوف والعصي. شاهدناهم يضربون الجثث المتناثرة على الارض. شاهدناهم يدوسون بأحذيتهم وجوه المعتصمين ويمرغونها بالتراب. شاهدناهم يحكمون قبضتهم على أجساد النساء. شاهدناهم يطلقون الرصاص على المعتصمين. شاهدنا الجثث المثقلة بالأحجار الإسمنتية يقذف بها فى النيل. شاهدنا الجثث المشوهة يلقى بها فى الشوارع والخيران. شاهدنا الجثث المجهولة الهوية فى المشارح.. وشاهدناها تقبر دون التعرف على هوية الشهيد.
لقد تحول مقتل جورج فلويد إلى حركة مقاومة شعبية عنوانها أن ارواح البشر ليست لعبة فى يد السلطة وان لكل إنسان، بغض النظر عن لونه وعرقه ودينه، له حقوق أساسية يجب على الشرطة إحترامها. قيمة أرواح شهدائنا أنها كانت مهراً لحريتنا من نظامٍ مجرمٍ بغيض، قتل الناس لإتفه الأسباب كما أعترف بذلك السفاح المجرم عمر البشير.
لذلك نطالب الحكومة الإنتقالية والقوى السياسية الكشف عن نتائج اللجنة التى كُلفت بتقصى الحقائق فى مجزرة الإعتصام اليوم قبل صباح الغد. ومع كل يوم يمر نفقدُ وأسر الضحايا الثقةَ فى اللجنة والحكومة فى تحقيق مبدأ العدالة والذي هو واحد من أهم مطالب الثورة السودانية وعلى السيد نبيل أديب المحامى الإبتعاد عن خلط السياسة بحيادية وإستقلالية القضاء. فكلنا يعلم أن الرجل كان موكلا ومدافعاً على بعض رموز النظام السابق فى قضايا الفساد والأجرام. لا نريد رسائل سياسية على الصحف ومنابر الأحزاب السياسية بل نطالب بنشر نتائج التحقيق على منابر الدولة الرسمية.
عجز الاستاذ نبيل فى تقديم تقرير رسمى ونشر نتائج التحقيق بمناسبة مرور عام على جزرة فض الإعتصام يدعونا لأن نكون حريصين أكثر مما مضي على الدفاع عن الثورة السودانية وأهدافها وأن تعلم القوي السياسية والحكومة الإنتقالية ان الشوارع ليس ببعيدة عن المتاريس فلازالت حجارة المتاريس باقية فى مداخل الشوارع والطرقات وان الشباب الذين كانت هتافاتهم تشق عنان السماء فى شوارع وميداين السودان هم نفس حراس هذه الثورة. فالعبرة مما يحدث فى أمريكا الآن أن حقوق المواطن فى العيش بكرامة لن يثنيها حظر ولا فيروس فى الدفاع عنها والطالبة بها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سيف اليزل سعد عمر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست