بالنسبه لقرار وزيرة التعليم العالى، والبحث العلمى السودانية، وتداعياته بخصوص اختيار مدراء الجامعات؛ ذلك انعش ذاكرتى بفتره الجاهليه التى عاشها اسلافنا. فى تلك الفترة عندما نقض عهد الصلح بين العرب والفرس جماعة بنى تميم، وبكر بن وائل المتاخمين لقرى السواد "ساحل البحرين والامارات حالياً" ؛ أعد ملك الفرس جيشاً جراراً بقيادة أحد قادته منزوعى الرحمة يسمى سابور الذى لقبه العرب فيما بعد بسابور ذو الاكتاف، نسبة لانهة بعد أن قضى عليهم خلع كتوف الالاف منهم لكى لايستطيعوا حمل سيوفهم على الاقل فى المستقبل القريب، بالاضافة الى انه اجبرهم على ركوب الخيل غير مسروجة، وهم عراه، وكانت من اشد الايام قسوة وذلة اثرت على نفوس العرب الابية وقتها.ما لبث الامر الا سنوات قليلة ،ونقض النعمان بن المنذر هو الاخر العهد مع كسرى بسبب طلب الاخير زواجة من احد حسنوات النعمان الجميلات حيث رد الى مبعوث كثرى "الم يجد ملككم فى مها السواد مايشفى قليله بدلاً من بناتى" بالاضافة الى تجدد الغارات على قرى السواد مراراً ، وبعد مقتل النعمان تحت اقدام أفيال ملك الفرس المدربه، جهز ملك الفرس جيشاً جرار بقيادة رجل اخر لايعرف قلبة الرحمة ليهاجم العرب فى عقر دراهم مستقلاً اشد فصولهم قسوة وهو الصيف. عندما، تحرك جيش كسرى، وهم بالرحيل ارسل رجل من اصول عربية الى اقربائه من العرب بان يجهزوا انفسهم، واعطاهم فكرة توزيع اسحلة النعمان فيما بينهم فاذا انتصروا اعادوها الى اهله ففعل اهل النعمان، وكانت محمده لهم وقتها. بعدها تجمع العرب فى ماء لهم اسمه ذى قار بعد ان فكر بعضهم جاداً بالفرار فى ربوع الصحراء؛ وبعد ان احتار بهم الدليل تجمعوا يراقبون الحشود القادمة اليهم لعلهم يجدون رجل يقودهم، او يجدوا عنده رأي يوحد كلمتهم، ويثبت قلوبهم التى بلغت حناجرهم وقتها، المهم؛ كلما قدم قوم قالوا ان فيهم قائدنا؛ حتى ان وصل قالوا لا ليس فيهم ما نريد؟؟؟؟ انتظروا مدة طويلة من الزمن حتى وصلت جماعة يتقدمهم رجل مربوع القامة مشوب لونه بحمره عظيم البطن اصلع الرأس، وعندما رأه القوم قالوا كلهم ان هذا هو قائدنا، ولم يقولوا ان فيهم قائدنا، وهنا تكمن أهمية شخصية القائد التى فقدناها فى هذا الزمان. قائد تلك المرحلة المهمة فى تاريخ العرب رجلاً اسمه حنظله العجلى من قبيل عجل" قبيلة عجل من أشد قبائل العرب بؤساً ، يشهد لهم التاريخ الاسلامى عندما استبسلوا فى معركة القادسية مع خال نبينا الكريم الاسد فى عرينة، وهو سعد بن وقاص رضى الله عنه وهذا موضوع اخر . "بالعوده الى حنظله؛ خاطبه القوم قالوا له يا ابا معده "لكبر بطنه، وكان كبر البطن صفة يتفاخر بها العرب ليس الحال كما نحن عليه اليوم"، افادوه بان ملك الفرس جهز جيشا لاقبل لهم به، فاما ان يفروا فى الصحراء، او يقضى عليهم فماذا انت فاعل؛ فقال لهم ماذا انتم فاعلون يريد ان يطمئن على رأيهم فقال بعضهم، نفر للصحراء؛ وقال بعضهم نصبر ونقاتل.. فقال حنظله قولته المشهورة اذا هربتم قتلكم العطش فاما انا فلا اهرب حتى تهرب هذه الخيمة؛ نصب خيمته فى ذى قار، وقطع وضن راحلة زوجته فسموه العرب بقاطع الوضن :رجلاً بالف رجل فقال قولته المشهوره لن تمشى خيول الفرس الهوينا على صحراء ذى قار وانا حى.، وهنا قال معاوية رضي الله عنه: ثلاثة من الشرف: صلع الرأس، وانتفاخ البطن، والغيرة على النساء. وقيل لأعرابي ما الجمال في الرجال؟ قال: صلع الرؤوس، عظام البطون، رحاب الشداق، غلاظ القصر. وقال آخر يمدح ساداتهم :بنى المجد سادات لنا سلفوا صلع الرؤوس، وسيما السادة الصلع كانت الصلعة هى سمة الساده عن العرب؛ فمثلاً سيدنا عمر، وعثمان، وعلى، ومعاوية، وعمر بن عبدالعزيز رضى الله عنهم جميعاً، كلهم كانت الصلعة تزين رؤسهم، حيث قال عمر بن عبدالعزيز إن قريشاً تزعم أن كرامها في صلعانها. وكان ملك فرنسا لويس الرابع عشر أصلعاً قصير القامة، وهو أول من لبس الباروكة، وأول من لبس الكعب العالي. وصاحب الصلعة تبرق صلعته وتضئ بين السمار في ليل الصحراء كما يضئ القمر في الليل حالك السواد. يقول د. أسامة الأشقر أن الصلعة تبعث البهجة في البيت حيث يضرب الأطفال عليها كأنهم يضربون على الدف. وفي دراسة نشرتها مجلة التايم الأمريكية أن الأصلع أوثق من غيره، وهو أقدر على الإدارة، وصنع القرار.بالعوده لاشجع العرب حنظله بكلمة رجل واحد يمثل القيادة الحقيقية، وباتخاذه القرار المناسب فى الزمان والمكان المناسبين انتصر العرب، وقتل حنظله قائد جيش الفرس فى اول مبارزة فحسم المعركة فى اولها، وفى تقديرى، لولا حسم معركة ذى قار لصالح العرب لما كان للعرب مجداً الان، ولكن ارادة الله ان يبعث فيهم نبياً من بين المنتصرين. ويظل السؤال المطروح هو هل فى جامعاتنا السودانية اليوم رجل بصفات حنظله يمكن ان يقود جامعتة لبر الامان؛ علماً بان نفس الحال ينطبق حتى على مؤسسات الدوله الاخرى؛ الاخ بروفبسور علام ذكر بعض مواصفات مدير الجامعة الناجح فى احد تسجيلاته ويمكننى اضافة بعض النقاط المهمة الاخرى لاختيار مدير الجامعة الناجح فى الزمن الصعب ومن بينها:- يجب ان يكون ادارياً ناجحاً، نقى القلب والسريرة. يجب ان لا يكون من ذوى البطانه السيئة وهم الرجرجه؛ والرجرجه كما عرفهم سيدنا على كرم الله وجه هم رهط من القوم اذا اجتمعوا اضروا واذا تفرقوا لم يذكرهم احد. يجب ان يكون متواضعاً: معظم مدراء الجامعات فى السودان فى طبيعتة يكون طيباً بشوشاً مع كل الناس ولكن سرعان ما يتم اختياره يصبح كفحل الابل الهائج الذى لايستهدف الى النجباء والاقوياء من ذكور القطيع وتصبح حوله فقط الاناث والضعفاء المتملقين الذين لايقدمون له نصحاً، وعوضاً عن ذلك يقدمون له تقارير شبه يوميه عن منتقدى سياساته، او من هم لهم شخصية محبوبه لدى العاملين فى الجامعة خوفاً من الاطاحة به او خطف الاضواء عنه بمبدأ مكافحة النجومية التى انتهجها القذافى وفى النهاية القت به فى قعر انبوب قتل فيه . مدير الجامعة يجب ان يكون حريصاً على موارد الجامعة يسخرها فى خدمة الجامعة وان لايكثر من سفرياته الخارجية حفاظاً على الموارد النادرة اصلاً . يجب على مدير الجامعة الاستفاده من مبعوثى الجامعة فى الخارج بعمل اتفاقيات اكاديمية لتدريب التقنين بالذات فى فترات قصيرة لانهم هم اقل الناس حظاً فى التدريب الخارجى والاكثر عملاً فى المعامل ويعتمد جل العمل المتقن على جهودهم. على مدير الجامعة تشجيع البحث العلمى وتقديم مبلغ مالى مقدر لكل باحث ينشر ورقة علمية فى مجله مرموقة ترفع من تصنيف الجامعة. الانفتاح تجاه الاساتذه وعقد اللقاءات معهم والتفاكر فيما يراه اعضاء هيئة التدريس مناسباً لتحقيق اكبر قدر من العمل كفريق واحد . على مدير الجامعة ان يعقد اجتماعات شهريه مع الطلاب والاستماع الى مقترحاتهم حتماً ان لدى بعضهم افكار رائعة؛ وعلى مدير الجامعة استشارة الطلاب وادخالهم فى عملية بناء الجامعة بالذات الاعمال التى لها تأخذ طبيعة النفير وعليه ان يتقدمهم خاصة فى عمليات تشجير ونظافة الجامعة وحتى العاملين يمكنهم المشاركة. ادخال اعيان المجتمع واستشارتهم ومشاركة المجتمع المحلى فى نشاطاتهم بالذات التى لها علاقة بتخصصات الجامعة. وصفات اخرى مهمة يمكن الاستفاده منها لتحقيق الهدف المنشود؛ بتحقيقها سنجد مديراً مثل حنظله العجلى وليست رجل كفحل الابل لايكره الا من كان نجيباً وقوياً. ويصبح السؤال الذى يطرح نفسه ان حنظله العجلى الذى عاش فى فترة الجاهليه اتخذ قراراً فى الزمان والمكان المناسبين وهو سبب وجود الكثير منا فى عالم اليوم، وهو رجل لم يكن بروفيسور ولم يدرس حتى حرفا ولكنه نظيف شفاف السريره غيور على مصلحة قومة فحسم المعركة بقطع بطان هودج راحلة زوجته بقوله كلمة للعرب كل منكم يقاتل عن حليلته وانا سأقاتل عن حليلتى وبالتالى حسمت المعركة قبل ان تبدأ. وعلية يجب على اعضاء هيئة التدريس فى الجامعات باختيار القوى الامين العفيف الشفيف نظيف السريره الذى لايسمع القيل والقال؛ الرجل الذى يحمل صفات فحلاً من الابل يحنو اعالى الفروع الغضة لصغاره لترعاها ويحافظ على كبار وناضجى القطيع للعمل وترميم البيت الجامعى من الداخل..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد آدم حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست