المثقف وحقول الألغام.! بقلم الطيب الزين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-18-2020, 05:07 PM

الطيب الزين
<aالطيب الزين
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 729

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقف وحقول الألغام.! بقلم الطيب الزين

    05:07 PM July, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    الطيب الزين-السويد
    مكتبتى
    رابط مختصر




    من الإشكاليات المطروحة في الساحة السياسية السودانية، منذ القرن التاسع عشر، الذي شهد بدايات تبلور وتشكل الدولة السودانية الحديثة بعد مخاضات التحرير الأولى من الهيمنة الأجنبية، مرورا بمحطة الإستقلال الوطني وثورة إكتوبر وإنتفاضة مارس أبريل وإنتهاءاً بثورة ديسمبر المجيدة، كلها محطات تاريخ نضال عنيف وشرس مخضب بالدماء وعرق النضال، توقا للحرية والتحرر من شروط الحياة وظروفها الصعبة،حلما بواقع أفضل في السياسة والإقتصاد وتحسين معاش الناس في أكلهم وشرابهم في امنهم وتعليمهم وصحتهم وثقافتهم، حلم غنت وهتفت له حناجر الملايين، وسالت لأجله دماء غزيرة.
    رغم مرور السنين، وتعقد المشهد السياسي وتدهور الوضع الإقتصادي ظل حلم التغيير وبناء الوطن المعافى من الإنقلابات العسكرية والحروب وإنتهاكات حقوق الإنسان، والفقر والجوع والجهل والتخلف، حلما يانعاً حمله صناع 21 أكتوبر، ومارس أبريل، و19 ديسمبر، إيقونة على الصدور ونبراسا في العقول لمجابهة تحديات الحياة وتعقيداتها، التي فرضت حياة قاسية وصعبة على شعبنا المسكين، الذي يعاني ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد، في ظل إنشغال الساسة بشؤون الحكم ورهق السياسة.
    يأتي دور المثقف والمبدع ليعبر عن هموم الملايين التي تعاني وتكابد من أجل الحصول على لقمة العيش، عبر الكاريكاتير والريشة والقصيدة والمقال، والأغنية، وخشبة المسرح من أجل أن ينقل واقع الحياة اليومي إلى الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، الفيس بوك، والواتساب وغيرها من طرائق التعبير، تعبيرا عن وعيه وإضطلاعا بدوره الوطني
    تنبيها للحكومة وحاضنتها السياسة قوى الحرية والتغيير، عبر خطاب ثقافي إستشرافي يخترق حجب الواقع ، ويفتح مصاريع المستقبل.
    رافضا أن يكون مجرد عتال ثقافة، أو شاهد زور في مجتمع مازال يعيش واقع الأزمة.!
    وبلادنا تمر بمرحلة مخاض صعبة مرحلة تحول من نظام ديكتاتوري جثم على صدور شعبنا ثلاثة عقود مظلمة، إلى نظام ديمقراطي واعد.
    المثقف الحقيقي، لا يجامل أحد حتى لو كان يدعم الحكومة، لانه يفرق بين الحكومة والوطن، لذلك دعمه سيكون مشروطا بتحمل الحكومة لواجباتها ومسؤولياتها، وخروجها من الغرف المغلقة بأن تنزل إلى الشارع، وتسمع الشارع ماذا يقول ...؟ وماذا يريد ..؟ كما رأينا د. يوسف أدم الضي والي الخرطوم ووزير الحكم الإتحادي المكلف في الشارع واقفا مع عمال النظافة في الأسبوع الماضي ، هذا النموذج من المسؤولين هو الذي يشعرك بأنه مهتم بمعاناة الناس يسمع منهم مباشرة.
    الثورة لم تأت من أجل أن تشغل القوى السياسية الشعب بصراعاتها ومشاكلها، وإنما جاءت من أجل أن تنشغل الأحزاب والحكومة بهموم الشعب وتبذل قصارى جهدها لتحسين مستوى حياته ومعاشه.
    ما رأيناه من مزايدات و مناورات، بين القوى السياسية، لا يعبر عن روح الثورة، لذلك لابد للمثقف أن يواصل مسيرته، شاقا طريقه وسط حقول ألغام السياسة والسياسيين، مستخدما ملكته وطاقاته لإبراز حقيقة الواقع المأزوم كما هي دون مواربة أو تزويق وروتش، مسلطا الأضواء تشريحا ونقدا للمفاهيم المشوهة والظواهر السالبة في الساحة السياسية والثقافية والإجتماعية، بغرض تعرية المواقف والنهج الذي يحاول أن يفرغ ثورة ديسمبر المجيدة من مضامينها الوطنية، ويحولها إلى محاصصة بائسة، وسلام زائف لا يحقق سوى مصالح أمراء الحرب وتجار السياسة، مع إستمرار واقع الأزمة، ومفاقمة معاناة الملايين من الفقراء، الذين يفتقدون لأهم ضروريات الحياة، على رأسها الأمن والإستقرار والسلام، بجانب غلاء الأسعار وتدهور الخدمات العامة ومخاطر تجدد الحرب والصراعات القبلية التي شهدتها أغلب الولايات.!
    أمام هذا الواقع المأزوم، لا يمكن للمثقف أن يصمت، لابد له أن يعبر وينقد سعيا منه، لإعادة تعريف الصراع الإجتماعي القائم على أنه صراع قضية، وليس مصلحة، كما يفكر بعض الإنتهازيين الذين يحاولون أن يجيروا الصراع لخدمة أجندتهم السياسية الضيقة، على حساب الحقائق الموضوعية، والقيم والمعاني الوطنية العليا التي من أجلها قدم الشعب مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين والمفقودين، لإيجاد بديل منطقي وواقعي يحقق تطلعات الشعب في التحول الديمقراطي الكامل الذي يمكن الشعب السوداني من ممارسة حقوقه السياسية وإنتخاب حكومته المدنية التي تحافظ على وحدته الوطنية، وتصون سيادته وتحقق تطلعاته المشروعة في حياة حرة كريمة، بعيدا عن التحيزات الضيقة والدعوات الزائفة التي تقدم حلولا مشوهة وزائفة، لأزمة حقيقية ما زالت تنتظر المداخل الصحيحة.! وحتى ذلك الحين، التحية لك يا وطن، والتحية للملايين الواطية جمر المعاناة.!

    الطيب الزين























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de