الله في الدول العلمانية بقلم :عبدالعليم شداد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2021, 05:44 PM

عبدالعليم شداد
<aعبدالعليم شداد
تاريخ التسجيل: 09-18-2014
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الله في الدول العلمانية بقلم :عبدالعليم شداد

    04:44 PM January, 16 2021

    سودانيز اون لاين
    عبدالعليم شداد-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    كان ظهور الدول العلمانية هو نقطة تحول ضخمة في حياة البشرية فلأول مرة في تاريخ الانسان يصبح الحكام والحكومات هم الذين يعملون علي القضاء علي فكرة (الايمان بالغيب) التي تتميز اهم سماتها في وجود اله خالق يختلف الناس في مفهومهم له ولكنهم جميعا يقرون بوجوده ولهم طرقهم المختلفة في عبادته ففيما مضي لم يكن شعب من شعوب العالم الا و له دين ففي اسيا كان للهنود الهندوس المئات من الالهة مثل راما وبراهما والصينيين كانت لهم الهتهم كذلك والفرس وقدماء المصريين وسكان امريكا الاصليين واليونانيين الذين عبدوا زيوس واثينا والعرب كانت لهم اللات والعزي كل ذلك اضافة للأديان السماوية المعروفة وغير المعروفة فقد عبد الانسان كل شيء تقريبا فهناك من عبد الشمس والقمر والنار والحيوانات والعواصف وغيرها فوجود الاله امر تدركه النفس البشرية وتحس به ولكن بعد ظهور المشروع العلماني الذي قام منذ بدايته بوضع برنامج شامل يؤدي الي انسان فاقد الاحساس بإلهه اصبح الناس لا يشعرون بوجود اله فكيف يخضعون لإله لا يرونه او يحسون بوجوده.
    ظهر العلمانيون في القرن الثامن عشر في بعض المناطق في اوروبا وتمكنوا من السيطرة علي جميع الدول الاوربية بعد صراع عنيف ولزمن طويل مع المؤمنين المسيحيين الذين كانت تمثلهم الكنيسة فقد كان صراعا بين المؤمنين بالغيب (الاله) وبين الدنيويون الذين لا يؤمنون به لينتهي لصالحهم عن طريق الثورات المعد لها جيدا في بريطانيا وفرنسا والمانيا و هولندا وروسيا وغيرها وساعدهم في ذلك بعض العيوب الموجودة في الكنيسة والعقيدة المسيحية وانظمة الحكم السائدة وكلها كانت ثورات ترفع شعارات الحرية ومقاومة الاستبداد ومن ثم بدأوا في تشكيل المجتمعات الاوروبية علي اسس جديدة تمت فيها تربية الناس ليكونوا علمانيين دنيويين فكانت نتيجة ذلك أن أصبحت الكنائس اليوم في اوروبا خالية مهجورة لا يدخلها احد وعبر عن ذلك المصور الفرنسي فرانسيس ميسليت في كتاب مشهور اسمه الكنائس المهجورة (Abandoned Churches) استعرض فيه الكنائس المهجورة بمقاعدها الفارغة المليئة بالاتربة التي اصبحت لا تجد من يدخلها لعشرات السنين فلم تعد لها حاجة وفي تقرير عن وضع الكنائس في اوروبا ان أوروبا بها نحو 60 ألف كنيسة ودير ولكن عدد الكنائس التي تشهد ممارسة دينية لا يتجاوز الاربعة آلاف كنيسة فقط بمعني أن هناك حوالي 56 ألف كنيسة لم تعد مكانا للعبادة بسبب عدم وجود مصلين لذلك نجد ان بيع الكنائس اصبح امرا عاديا حيث يتم بيعها لمستثمرين يقومون بتحويلها لمحلات تجارية او فنادق أو صالات عرض أو لأنشطة تجارية أخرى فعدد الذين يذهبون الي الكنائس اصبح اقل من عشرة بالمئة من السكان ومن ثم ظهرت ظاهرة حديثة لم تألفها البشرية من قبل وهي ظاهرة الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود اله والذين وصل عددهم الي اكثر من ربع السكان في الولايات المتحدة حسب اخر الدراسات وذلك مع ارتفاع عدد اللادينيين ليصبح اكثر من خمسين بالمئة وكل ذلك نتيجة لسياسات العلمانيين في الاعلام والتعليم ونشرهم للنظريات العلمية الوهمية التي تحقق اهدافهم.
    جاء المشروع العلماني بمفاهيم وانظمة جديدة شملت كل جوانب الحياة مثل النظام الاجتماعي ونظام الاسرة والنظام السياسي والاقتصادي وحتي مفهوم الناس للكون وجغرافية الارض وطبيعتها. وكل هذه الاسس والقواعد يتم غرسها اليوم في نفوس الاطفال منذ نعومة اظفارهم من خلال مؤسسات التعليم ووسائل الاعلام المختلفة والهدف منها إضعاف الاحساس بالغيب مما أدي الي انتاج شعوب علمانية دنيوية لا تؤمن الا بالمحسوس ففي الجانب الاجتماعي جاء العلمانيون بمفهوم المساواة المطلقة بين المرأة والرجل وهذا بخلاف المفهوم القديم الذي كان سائدا والذين ينظم الاسرة والعلاقة بين الرجل والمرأة فقد كان الرجل (الزوج أو الأب) هو قائد الاسرة والمسؤول الاول عنها والمرأة (الزوجة أو الام) هي القائد الثاني للأسرة (نائب القائد) والاولاد هم الرعية فقد كان الاصل (حتي في اوروبا) هو ان الحياة الكريمة للمرأة ان يكون لها زوجا طيبا وبيتا واطفالا ترعاهم وما سوى ذلك هو مجرد استثناء اما نظام العلمانيين فهو نظام البحث عن المساواة الكاملة حيث لا يوجد قائد ولا قائد ثان ولا رعية فأصبحت الاسرة مجرد حشد بلا قيادة فتم تخريب الرابطة الاسرية تحت شعار المساواة اضف الي ذلك انه في كل الدول التي ساد فيها نظام العلمانيين الاجتماعي تتم تربية الابناء في المدارس منذ الصغر علي انهم شخصيات مستقلة عن ابائهم وامهاتهم والسجن هو مصير الاب ان حاول تأديب ابنه أو ابنته في البيت فانهارت بذلك منظومة الاسرة تماما واصبح الزواج بلا قيمة وأصبحت المساكنة (العيش معا كالأزواج ولكن بلا زواج) هي الاصل وبانهيار الاسرة انهارت العلاقات الاجتماعية الممتدة وانغلق الناس حول ذواتهم ومما يؤسف له انحدار الحال ليصبح أمرا مستساغا ان يتزوج رجل برجل وان يتم تشجيع ذلك بالقوانين فاليوم هذا الزواج القبيح اصبح معترفا به في اكثر من 25 بلدا ابرزها بريطانيا وفرنسا. وفيما يتعلق بالاقتصاد او سبل كسب العيش تم تحويل الناس الي الات عاملة لجمع المال فجعلوا الاسرة كلها بنسائها ورجالها تعمل في ظاهرة تاريخية فريدة وتركض ليل نهار طول العام بحثا عن السعادة والرفاهية ومعلوم ان شدة الاجتهاد في البحث عن المال وتحصيله تنسي الناس انفسهم فيصبح التفكير في (اله) لا يرونه نوعا من الخيال اللاواقعي كما قاموا بتقنين الرباء وجعلوه اساسا لعمل البنوك والتعاملات المالية العالمية ومن ثم تم تشجيع الناس علي التوسع في الاستهلاك و الاستدانة من البنوك. اما في الجانب السياسي فتقوم سياسة العلمانيين (خاصة في اوروبا) علي اعطاء الشعوب حرية وهمية بينما يعملون بقوة باطشة لحماية فكرتهم فهم يعملون بسياسة الهجوم الدائم فالآخرين عندهم دائما مستبدون متخلفون ظلاميون الي اخر القائمة من صفات بينما هم دائما رعاة الحرية والمساواة وما الي ذلك وقد اداروا الشعوب عن طريق استغبائها بحيث لا تعرف من يحكمها ولا تعرف اهدافه النهائية وذلك بصناعة ما يسمي بالمسرح السياسي (ادارة اللعبة السياسية) فالقادة السياسيون الذين يظهرون علي الواجهة في معظمهم مجرد ممثلون أو زعماء مضحوك عليهم يؤدون ادوارهم المطلوبة منهم الي حين استبدالهم باخرين بعد استنفادهم لأغراضهم بينما يظل اصحاب اللعبة الحقيقيون غير معروفين للجماهير.
    ان ما يجب فهمه اليوم هو ان طبيعة الصراع في العالم اليوم تختلف عن الصراع فيما مضي فقديما كان الصراع مع الاخرين هو حول اثبات الدين الصحيح والعقيدة الصحيحة ولكن الصراع اليوم مع مجموعة تعمل بكل قوة وفي مختلف الاتجاهات للقضاء علي الجانب الفطري في البشر الذي يدفعهم للبحث عن الههم فالطبيعة الصحيحة للعلمانية انها (ضد الاله نفسه) وضد كل ما يترتب علي الايمان به وليست ضد الدين فلا مشكلة للعلمانيين مع دين يظل مجرد طقوس رياضية او نفسية مقطوع الاثر من اله حي يأمر وينهي ولذلك فهم دائما يشجعون كثرة الاديان او تعدد الاديان في الدولة الواحدة فالاطار الذي يريدونه لها انها مثل الاندية الرياضية او المجموعات الثقافية يختار الناس منها ما يشاؤون لأجل الترفيه النفسي او التسلية وتمضية الوقت والمتدينون (رجال الدين) عندهم هم فئة من فئات المجتمع مثلها مثل اصحاب الفرق المسرحية والفنون الشعبية والفلكلورية لهم حيز محدد ومهام محددة لا يتجاوزونها, ولذلك دائما ما نجد ان الدول التي تحظى بأغلبية ملحدة تتسم جميعها بنظم حكم علمانية تنحي الدين من الحياة العامة حيث تجعله بلا أهمية في المجال العام وهذا بخلاف الطبيعة الحقيقية للأديان فالدين فضلا عن انه يمثل الرابطة بين الناس والههم الذي يعتقدون به هو كذلك يمثل الرابطة الروحية المشتركة بين الفرد ومجتمعه وحبه له يعني حب الفرد للقواعد المنظمة للمجتمع الذي يعيش فيه والعكس كذلك فعدم حبه يعني استحقار الفرد لقواعد مجتمعه فالدين هو التزام ورابطة مجتمع وليس شأنا شخصيا مثل خيارات ان تلعب كرة القدم او الطائرة او الكاراتيه اذ لا يمكنك ان تكون مطمئنا مرتاحا ملتزما بدينك الا وانت تعيش في مجتمع يتفق معك فيه او تعيش وتعرف انك غريب ولا تشعر بالانتماء للمجتمع الذي انت به. ختاما نقول ان الله العظيم الامر الناهي لا وجود له في الدول العلمانية فهي دول تستحوذ علي عقول الناس وقلوبهم وتصوراتهم وافكارهم لتبعدهم عن اي احساس بوجوده وهي دول في ظاهرها العدل والتسامح والرحمة بينما هي في باطنها دول شيطانية بنيت بالكذب والنفاق والخداع فسرقت من الناس أعز ما يملكون.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de