غباء الكيزان وداعميهم الإنتهازيين أعمى بصيرتهم عن فهم سنن الله في الكون، وعن إستيعاب ما ورد في القرآن الكريم من إشارات واضحة إلى سنة التدافع، باعتبارها قانوناً حتمياً يحكم تطور المجتمعات وتغير الأزمنة. لقد ظنوا أن التآمر يكفي لفرض حكم لا يملك شرعيته من الأرض ولا مباركة السماء، فاستمروا في السلطة لثلاثة عقود، سخروا فيها ثروات السودان وخيرة شبابه لتوسيع رقعة الفساد والدمار، بدلاً من البناء والتعمير. لكنهم غفلوا، أو تغافلوا، عن أن عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء، وأن التاريخ لا يرحم المفسدين. القرآن الكريم بيّن أن التدافع بين الناس ضرورة لحفظ التوازن والعدل، يقول الله تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"، وكذلك قوله: "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، وهي إشارات صريحة إلى أن التغيير والتطور سنة كونية لا تتبدل. وما حدث مؤخراً من إعلان حكومة "تأسيس" هو تجلٍ لهذه السنة الإلهية، تعبير عن إرادة شعب إختار أن ينهض من تحت رماد الظلم، متسلحا بالأمل والإرادة. لقد آن للسودان أن يخطو في اتجاه جديد، مدفوعاً بحلمه في حياة حرة، وعدالة إجتماعية، وسلام حقيقي. ما حدث ليس حدثا سياسيا فحسب، بل هو ولادة جديدة لشعب قرر أن يأخذ مصيره بيده، رافضًا إستمرار الإستبداد تحت أي إسم أو شعار، ومؤمنا بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. إن حكومة "تأسيس" هي خطوة جبارة تعبّر عن الوعي الشعبي، وعن نضج التجربة السودانية، وعن سنة من سنن الحياة تؤكد أن الظلم مهما طال أمده، لا يدوم، وأن النور دائما يتغلب على الظلام، ولو بعد حين. وإن الشعب السوداني، بوعيه وبسالته، قدّم مرة أخرى درسا للعالم في أن الإرادة الحرة قادرة على صنع التحول، وأن الشعوب لا تموت، بل تتجدد وتنهض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست