أسعدتني الملكة القيادية في وكالة سونا للأخبار التي أذاعت بلغة الزغاوة (وربما بلغات غيرها) موجهات وزارة الصحة للوقاية من الكرونا. ولربما أوحى لسونا بذلك فريق الشباب بهي الطلعة المتطوع في إعلام وزارة الصحة الذي افتتح نشاطه بفيديو أنيق وقفنا فيه على استعداده للخدمة في التنوير بالجائحة. ومع أن استخدام لغة الزغاوة في هذا الفيديو ما يزال في نطاق إبلاغ الدولة عن نفسها إلا أنه بادرة رنوت لها قبل نصف قرن في كتابي "الماركسية ومسألة اللغة في السودان" (1977، 2001) وصفت فيه وطننا بالصامت في لغاته العديدة. وفيه عارضت فهم أن إعلان لغة رسمية للوطن (العربية) مما يترتب عليه إخراس كل لغة أخرى. فقلت: الوطن ليس دولة تتوحد فيه لغة الفرمانات والأوامر لكي تصبح الرعية على بينة من طغيان الولاة والبيروقراطيين. الوطن هو هذه الشعوب التي ترنو للسعادة والتكافل وليس ثمة لغة لم تساهم في هذا الحزن الكثير والشوق الجليل. هو هؤلاء الناس الخارجون من مملكة الضرورة إلى مملكة الحرية. وليس ثمة لغة لم تلامس هذا المسعى الكريم. وكل لغة تكره على الغياب عن هذا الكونشيرتو ستتحول إلى الاغتياب والنميمة. كان بدء اضطرابات 1955 الدموية في الجنوب برقية بلغة الأشولي: إشارة في الظلال للشر". ومرحباً يا شوق
نص الإشارة معربة من لغة الأشولي: من بلك أمين سترلينو إلى الملازم ثاني رينالدو لولبا. ستكون هناك حرب غداً (18 أغسطس 1955) الساعة الخامسة صباحاً. يجب أن تعمل في نفس الوقت ولا تتأخر. أرسل بلتونين إلى منطقة منقلا. ضع هذا في ذاكرتك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة