في يوم الاربعاء 15 ابريل 2020 ، كتب رئيسنا الحبوب حمدوك على صفحته ( الرسمية ) بالفيس بوك ، ونصاً ، ما يلي :
(القرار الذي أصدره وزير الشؤون الدينية والأوقاف اليوم الاربعاء 15 ابريل 2020 ،والخاص بتعليق صلاة الجمعة والجماعات في كل مساجد ولاية الخرطوم ، وإيقاف الصلوات وكل الطقوس الدينية والقداسات بكافة كنائس الولاية ، لمدة ثلاثة أسابيع ... قرار أملته الظروف الصحية التي تمر بها البلاد ، ويأتي ضمن التدابير والتحوطات التى اتخذتها الدولة لحماية مواطنيها من وباء الكورونا.
ومن هنا أُجدد المناشدة لكل مواطني بلادي باتباع الإرشادات التى صدرت من وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى ذات الصلة لأن هذه الإرشادات هي التى تعيننا على هزيمة هذا الوباء. حفظ الله السودان وشعب السودان).
انتهى بيان حبيبنا الحبوب حمدوك .
لم يشر حبيبنا حمدوك في بيانه الى ان دولة الحرمين الشريفين ، ودولة الازهر الشريف ، قد سبق واتخذتا نفس هذا القرار قبل حوالي شهر كامل في يوم السبت 14 مارس 2020 ، بناء على فتاوي شرعية من اهل العلم ، ومنهم الامام الاكبر شيخ الازهر الشريف ... أكبر شرعية دينية اسلامية في العالم قاطبة . كما إن بابا الفاتيكان قد قاد صلاة عيد الفصح يوم الاحد 12 ابريل 2020 منفرداً ، ولوحده في كنيسة وميدان الفاتيكان في روما .
رفض والي ولاية الخرطوم الفريق الركن أحمد عابدون حماد إنفاذ قرار رئيسه رئيس الحكومة الرئيس حمدوك ، واكد في بيان تم نشره على نطاق واسع بوسائل التواصل الاجتماعي إنه لن يلتزم بإنفاذ قرار رئيس الحكومة ، إلا بعد إخضاعه للدراسة والتقييم خلال المرحلة الأولى من سريان الإغلاق الشامل الذي أقرته اللجنة العليا للطوارئ الصحية بولاية الخرطوم ، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب وفق ماتقرره الدراسة ، وليس وفق ما يأمر به رئيس الحكومة ، بإعتبار ان ولاية الخرطوم هي الجهة التنفيذية المسؤولة.
كان يمكن للسيد الوالي اخطار مكتب رئيس الحكومة والسيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بقراره عدم إنفاذ قرارهم ، ومناقشة الامر معهم ، قبل اصدار بيانه المتحدي ، وكأن في الدولة حكومتان ... حكومة الوالي وحكومة الرئيس حمدوك .
قطعاً لم يقرأ السيد الوالي الوثيقة الدستورية ، وإلا لما جلط هذه الجليطة السياسية ، المفروض ان تعفيه من الولاية ، لو كنا في بلد صاحية تحترم الدستور وهرمية السلطة .
للأسف نحن في بلد الخمج السياسي ، وكل زول يسوق على كيفه خبط عشواء ، ولا مسآلة وبالتالي لا عقاب ... والنتيجة مزيداً من الخمج ؟
2- الكاهن والفرعون ؟ تداعى نفر من جنرالات القوات المسلحة من المؤدلجين الكيزانيين الى اجتماع ( سري ؟ ) تدارسوا فيه ، من حسد كان قديماً في الناس ، طلوع قوات الدعم السريع في الكفر ، وبالتالي تهميشهم ، وكأنهم اصفار على الشمال ، وتهميش قوات الشعب المسلحة . اجتمع هذا النفر مع الرئيس البرهان ، ونقلوا اليه تحفظاتهم على قوات الدعم السريع . نختزل ادناه ستة من هذه التحفظات الجنرالية الكيزانية ، مثالاً وليس حصراً : واحد : استمرار قوات الدعم السريع كسلاح منفصل عن بقية اسلحة الجيش سوف يغري الحركات المسلحة في سياق مفاوضات جوبا بان تطالب بنفس الوضعية لقواتها المسلحة ، فيصير عندنا بدلاً من جيشين منفصلين حالياً ، اكثر من عشر جيوش ، كل جيش يتبع وياخذ الاوامر من حميتيه . اتنين : قوات الدعم السريع لها ميزانية مالية منفصلة عن الجيش ، وكانها في الواقع جيش ثان . يجب ان تكون ميزانيتها مضمنة في ميزانية الجيش كباقي اسلحة الجيش . تلاتة : مخصصات ضباط وعساكر قوات الدعم السريع اضعاف مخصصات زملائهم في نفس الرتب في الجيش السوداني ، الامر الذي يخلق تساؤلات، وشيئاً من الحسد والشعور بالظلم ، في صفوف القوات النظامية في الجيش السوداني . اربعة : تاخذ قوات الدعم السريع تعليماتها العسكرية من حميتي وليس من القائد العام الاعلى للجيش السوداني ، حسب الهرمية العسكرية في الجيش ، التي تمر برئيس الاركان ثم القائد العام الاعلى للجيش . خمسة : في يوم السبت 15 يونيو 2019 ، بعد فض الاعتصام امام القيادة العامة في يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، قام حميتي باعتقال عدد من الضباط المنتدبين إلى قواته من القوات المسلحة ومن جهاز الأمن والمخابرات، بدعوى أنهم استدرجوا قوات الدعم السريع لفض اعتصام القيادة العامة. من هؤلاء المعتقلين اللواء الصادق سيد، وهو ضمن الضباط الذين انتدبتهم القوات المسلحة للعمل في جهاز الأمن والمخابرات الوطني، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى قوات الدعم السريع. اكد الجنرالات للرئيس البرهان إن اتهام حميتي لضباط الجيش وضباط جهاز الامن والمخابرات بانهم استدرجوا قواته لفض الاعتصام غير صحيح ، لان الامر بفض الاعتصام قد صدر يوم الاحد 2 يونيو 2019 من المجلس العسكري الانتقالي ، كما اكد بذلك الفريق شمس الدين كباشي في مؤتمر صحفي مفتوح مساء الخميس 13 يونيو 2019 ، حيث قال ونصاً ، بأن : المجلس العسكري الانتقالي هو الذي أمر بفضّ الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم في 3 يونيو 2019 في عملية شابتها بعض الأخطاء والانحرافات ، وتسبّبت بمقتل العشرات. يمكن الرجوع لتصريح الفريق شمس الدين كباشي على الرابط ادناه : https://www.emaratalyoum.com/politics/news/2019-06-14-1.1222918https://www.emaratalyoum.com/politics/news/2019-06-14-1.1222918 ستة : طلب الجنرالات من الرئيس البرهان ان ينهي إنتداب 68 من ضباط الجيش الذين تم إنتدابهم لقوات الدعم السريع ، وعودتهم الى مواقعهم السابقة في الجيش بحلول يوم الثلاثاء 14 ابريل 2010 . من هؤلاء الضباط ثلاثة عشر ضباطاً برتبة العميد، منهم : العميد هوراي حامد جبارة، والعميد مأمون هارون، والعميد دكتور مرتضى عثمان أبو القاسم؛ وعشرين ضابطاً برتبة العقيد، وخمسة وثلاثين ضابطاً من الرتب الأخرى. انتهت مطالب الجنرالات الكيزانين للرئيس البرهان . ربما لاحظت يا حبيب انها مطالب معقولة وموضوعية ، ولكنها للأسف مطالب حق ، اريد بها باطل . والباطل المراد هو ان يكون للجنرالات القرار النهائي في الجيش، بسلطات مطلقة لا يعوقها وجود قوات الدعم السريع المستقلة عن سلطتهم ، خصوصاً اذا فكروا لاحقاً في وضع حد للجوطة الحالية ، وإعادة الاستقرار للوطن بآلية انقلاب عسكري سلمي ، يطيح بحكومة الرئيس حمدوك ، ويدعو لانتخابات عامة في غضون تسعة شهور من استلامهم السلطة ، كما كان مُخططاً له في يونيو 2019 ، حسب توجيهات المحور الثلاثي السعودي – الاماراتي – المصري ... وجاءت مظاهرات الاحد 30 يونيو 2019 المليونية فابطلت هذا المخطط . بعد نقاش اتسم بالحدة من جانب الجنرالات الكيزانين ، وافق الرئيس البرهان على البدء بانهاء انتداب ال 68 ضابطا وعودتهم للجيش السوداني من قوات الدعم السريع . تم إبلاغ حميتي بقرار الرئيس البرهان . الكرة في ملعب حميتي المدعوم من المحمدين، والذي قابل السيسي في القاهرة في يوم الاحد 15 مارس 2020 ، وبصم بالعشرة على خطط السيسي بخصوص تعويق سد النهضة ، كما توضح الصورة الحميمية ادناه .
وفي نفس يوم الاحد 15 مارس 2020 ،تراس حميتي اجتماعاً في القاهرة جمعه مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل وجنرالاته كما توضح الصورة ادناه :
وبالطبع لم ينس حميتي ان يقابل في القاهرة يوم السبت 14 مارس 2020 مولانا الميرغني للبركة ، كما توضح الصورة ادناه :
يبدو ان حميتي يده مليانة من المحمدين في الرياض وابوظبي والسيسي في القاهرة ، ولن يدوشه العيار الذي اطلقه في مواجهته الرئيس البرهان يوم الاربعاء 15ابريل 2020 ، بطلب انهاء اعارة 68 ضابطاً من قوات الدعم السريع ؟ والآن نأتي الى بيت القصيد ، وهو دعوتنا للرئيس الحبوب حمدوك بان يستغل هذه الفرصة الذهبية ، ويعقد تحالفأ مع حميتي ، ومع الرئيس البرهان ، والجنرالات الوطنيين غير المتكوزنين ، لتحييد مؤامرات الجنرالات المتكوزنين . في حوالي عام 1602 ، لعله هاملت الذي قال : When sorrows come, they come not single spies. But in battalions. وترجمتها بعربي الكلاكلة : المصائب لا تأتي فرادى كالجواسيس ، بل سرايا كالجيش. تكاثرت علينا الاحزان والمصائب ... لا يزال الكيزان بطرفنا وهذه هي ام المصائب . ولا تزال الكورونا ضيفة ثقيلة علينا ، وسوف تفصل الثالوث العاصمي عن بعضه البعض في يوم السبت 18 ابريل 2020 لاول مرة في التاريخ . اما القائمة الارهابية الامريكية فهي من عينة الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك . وفجاة يسطع نور يشتت العتمة فوق الاولمب ونرى من حوله العرائس . ونردد فرحين ، رغم ان الله لا يحب الفرحين ، مع المتنبي : بذا قضتْ الأيّامُ ما بينَ أهلِها ... مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ . المصائب هنا ترمز للمشاكل المغتغتة بين حميتي والجنرالات المتكوزنين ؟ والفوائد تكمن في الفرصة الذهبية التي نزلت من السماء لإنفاذ حلمنا القديم الجديد بتحالف وثيق بين الحبوب رئيسنا حمدوك ، والفرعون الإله حميتي ... لمصلحة الوطن ، ودحر الكيزان، خصوصاً اخونجية المكون العسكري في السلطة الانتقالية ، اسم الدلع للجنة البشير الامنية ، ومن شايعهم من مؤدلجي كيزان القوات المسلحة ، الذين يتربصون بحكومة حبيبنا حمدوك الدوائر والمربعات والمستطيلات . نعم ... بذا قضت الايام ما بين اهلها ... قوموا إلى صلاتكم داخل بيوتكم ... يرحمكم الله .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست