الكآبة اليسارية: الحركة الشعبية والمحاذير من نيفاشا ٢ بقلم:عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2020, 05:37 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكآبة اليسارية: الحركة الشعبية والمحاذير من نيفاشا ٢ بقلم:عبد الله علي إبراهيم

    05:37 AM September, 11 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    نضح الإعلان السياسي الموقع في أديس أبابا بين الحزب الشيوعي والحركة الشعبية ب"الكآبة السياسية"، التي كانت موضوع حديثي ليوم أمس، بوجوه عديدة. فالحزب الشيوعي "ضهب" عليه واقعه المتعين منذ ملص الماركسية خلال ما عرف بالمناقشة العامة في التسعينات إلا تجملاً. ولم يبق له من تحليل الطبقات في مجتمعه سوى التمطق ب"البرجوازية الطفيلية" أثيرة زعيمه الخطيب. والصفة أي البرجوازية الطفيلية، من فرط حمولتها الأخلاقية، أشبه برمي الجمرات على شيطان رجيم منها بالإحاطة بكامل حيثيات التشكيل الاجتماعي تحت نظام لم يُسبق إلى زلزلة حياة المدينة والريف من فوق موارد استثنائية لتمكين القوى التي من ورائه. فلم يزد الشيوعي في تحليله من قوله إنه نظام للكيزان فاسق الأخلاق صبأ عن الإسلام نفسه. واقتصر الحزب بمثل هذا النظر على ما يعرف بالتحليل الثقافي دون النفاذ إلى أساس المجتمع المادي.

    وكنت أخـذت عليه تحليله لانقلاب ١٩٨٩ بأنه انقلاب كيزان في حين كانت عقيدته الأولى التي نازع فيها انقلاب مايو أنه انقلاب للبرجوازية الصغيرة. فقد كان الحزب انتهى إلى أن الانقلاب، أي انقلاب، هو تكتيك البرجوازية الصغيرة فيما يسميه الثورة الوطنية الديمقراطية. وما وقع انقلاب ١٩٨٩ حتى امتنع الحزب أن يرده إلى البرجوازية الصغيرة (أو أي طبقة أو فئة اجتماعية أخرى) وجنح إلى وصفه ثقافياً بأنه انقلاب الكيزان أو المتأسلمين أو الظلاميين إلخ. وأخذت عليه نفس المأخذ في تحليله للأزمة في دارفور في كتاب لسليمان حامد عضو مكتبه السياسي. فلم ير فيها سوى صراع زرقة وعرب مسايرة للمزاج المعارض العام وغاب عنه تحليل أساس المحنة المادي وهو علاقات الأرض المتمثلة في الحاكورة في ظرف سميته "صدأ الريف" في موضع آخر. وهو ظرف شديد التفجير لأنه بورة اجتماع الأزمة الإيكولوجية، وتوقف التنمية، ووفرة السلاح الناري من سقط حروب ليبيا في تشاد، واستثمار الإنقاذ في أطراف في الولاية ضد أطراف لتمكن لنفسها بتطفل مكلف على أعراف الحاكورة. وقلت في كتابي "أصيل الماركسية: المقاومة والنهضة في ممارسة الحزب الشيوعي" إنه لما جاء الوقت لينتفع الناس من الماركسية كأفضل أداة لتحليل القاعدة المادية للنزاع "همّلها" الشيوعيون وأخذتهم العزة بالتحليل الثقافي. وسرعان ما اتضحت محدودية هذا التحليل حين تصارع العرب فيما بينهم صراعاً أعنف من صراعهم مع الزرقة وأسفك للدم. فلن تجد في مفاوضات السلام أو مطالبه اليوم دعوة لمفوضية للزرقة والعرب بل تجد مفوضية للحواكير أس النزاع.

    وركبت الكآبة اليسارية الحركة الشعبية من جهة النضال لأمس أفضل لا لغد أفضل. ورمى بها في هذا انكفاؤها على تجربة لها غير سعيدة بعد اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ التي عادت منها بخفي حنين. وفّصّل هارون كافي في كتاب له مضاضة كثيرين من النوبة من جحود الاتفاقية حقهم الـذي لم يدخروا وسعاً أو تضحية لنيله. فاخترعت لهم هيلدا جونسون، عضو لجنة التفاوض في نيفاشا عن دولة النرويج، ما عرف ب"المشورة الشعبية" لتخرج العقيد جون قرنق من حرجه مع النوبة وهو يصطلح مع حكومة الإنقاذ على حق الجنوب في تقرير المصير وفي رفع التشريعات الإسلامية عنه خلال الفترة الانتقالية دون جبال النوبة. وربما كانت مرارة أمس نيفاشا هي من وراء تمسك الحركة الشعبية بالعلمانية بتركيز على إلغاء كافة التشريعات الإسلامية أو تقرير المصير. وساقت عزيمة الحركة استرداد أمس لم تجف مرارته بعد إلى واحدة من أنكى مظاهر الكآبة اليسارية وهو الاستهانة بالتحالفات. فالحركة في البادي لم تكتشف جديداً سياسياً في قوى يومها وهي قوى الحرية والتغيير لتعقد تحالفات معها كزملاء لا خصماء كما انتظرت الحكومة الانتقالية. فاليساري المصاب بهذه الكآبة يكاد لا يرى القوى التي تستجد على ميدان الصراع السياسي. فمتي جلس ليتفاوض حول مطلبه الآن لم ير غير الخرطوم-المركز لا فرق إن جلس إلي الإنقاذ أو قحت. فكله عند الحركة الشعبية صابون. وأقول عرضاً ٌإن لحركة الشعبية ورثت هـذا الاستثمار في الأمس لا الغد من الحركة الأم في الجنوب. فقرنق لم يتصالح مطلقاً مع اتفاقية القوميين الجنوبيين في ١٩٧٢ مع نظام نميري. وظل يقول إنها "غشة". ولم يكذبه نميري حين فرتق حافل الاتفاقية من طرف واحد متحالفاً مع جوزيف لاقو والاستوائيين. وقد تفسر هـذه الحسكنة من الأمس بعض ما أخذه عليه لام أكول من أنه مفاوض عصيب. وما أخذت عليه أنا من أنه حليف عصيب وغير مأمون.

    أردت بهذه لكلمة بيان وجوه إصابة كل من الحزب الشيوعي والحركة الشعبية بعلة الكآبة اليسارية قبل أن ننفذ إلى إعلانهم المشترك في أديس أبابا لنرى ما نضح من هـذه الكآبة عليه.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de