من أفلام الكرتون اللطيفة يجلس ذلك الكلب فوق منصة عالية ويدعي أنه يحرس قطيعاً من الأغنام من غدر الذئاب .. ثم يدعي الحزم والجزم في حفظ الأمن والأمان وسلامة القطيع .. فإذا بحمل صغير يأتي إليه ويهمس في أذنه قائلاً : ( يا سيدي الحارس أنا أجزم بشدة بأن هنالك ذئب ماكر يندس وسط القطيع ويلبس ثياب الأغنام !! ) .. وعند ذلك ينزعج الكلب الحارس ثم يمسك المايكروفون ويعلن في القطيع قائلاً : ( أنا أعلم جيداً أن هنالك ذئب يندس وسط القطيع ،، وإذا لم يخرج ذلك الذئب فوراً ويسلم نفسه للعدالة فأنا سوف أطاردته وأمسكه ثم أمزق جلده إرباً وإرباً حتى الموت !!! ) .. فإذا بكامل القطيع يفر هارباً لغابة مجاورة ولا يتبقى في الميدان إلا ذلك الحمل الصغير !! .. وحينها فقط يكتشف ذلك الكلب الحارس الأمين أنه كان يحرس طوال النهار قطيعاً من الذئاب التي تلبس ثياب الأغنام !!
تلك الصورة الهزلية تلامس وتطابق أحوال الشعب السوداني في هذه الأيام .. حيث هؤلاء المسئولين الذين يدعون ذلك الحرص الشديد على أمن وسلامة المواطنين .. وحيث تلك الأحوال المتردية التي تؤكد أن البلاد تعيش حالة من حالات الانفلات في الأمن .. وتفتقد أدنى معدلات الأمن والأمان .. جهات مسئولة في السودان تدعي الحرص الشديد على توفير ذلك الأمن والأمان للرعية والمواطنين .. وتلك الأحوال في أرض الواقع تؤكد أن تلك الجهات تجهل الكيفية الصائبة والسليمة التي توفر ذلك الأمن والأمان .. وتلك الرعية بالسودان تدعي البراءة والوداعة ثم تشتكي من ويلات الانفلات في مجال الأمن والأمان .. وفي نفس الوقت هي تلك الرعية التي تجود من أرحامها هؤلاء المجرمين الذين يخلقون الرعب والخوف في الأرجاء .. منتهى التناقضات في المواقف والتصريحات ،، ومنتهى التناقضات في تلك الإدعاءات !! .. وقد تفشت حالات من الإرباك في كافة مجالات الحياة بالسودان .. ومن الصعوبة للغاية في هذه الأيام التفريق بين الصالح والطالح بين أبناء السودان .. وفي نفس الوقت من الصعوبة للغاية التفريق بين الرجال وأشباه الرجال في هذه الأيام !! .. والأحوال الحالية بالسودان تماثل أحوال المجانين في مراحل الجنون المتقدمة .. حيث ذلك الانفلات في معدلات الحكم والقياسات .. فذلك الغني ينهب أموال الفقير وغير الفقير ولا يبالي .. وذلك التاجر ينهب أموال المقتدر وغير المقتدر ولا يبالي .. وذلك الشاب المفتل العضلات يمارس مهنة الخسة والدناءة ،، حيث يخطف أجهزة ( الموبايلات ) من أيدي الفتيات الضعيفات ثم يهرب مع رفاقه الحثالة في تلك المواتر السريعة وهو لا يستحي من تلك الفعلة الشنيعة !!.. ولا يدري ذلك الساقط ( أشباه الرجال ) أنه لو كان رجلاً بحق وحقيقة لخطف تلك ( الموبالات ) من أيدي الرجال حتى يقال أنه رجل كالرجال !! .. ولكنه في حقيقة الأمر يفتقد تلك الرجولة في نفسه من الأساس .. فهو أقل قيمة ألف مرة من تلك الفتيات الضعيفات فاقدات الحيلة !! .. ويستحق ذلك البصاق والتفاف في الوجه !! .. وحتى في مجال السرقة والإجرام يفتقد البعض من هؤلاء الناس تلك الرجولة والفحولة !! .. فيا حسرة على هؤلاء أشباه الرجال !! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة