أعلنت الإدارة الأميركية، عن فرض عقوبات على قيادات من النظام "الساقط" وعدد من "المسؤولين الحاليين" وعوائلهم، والسبب هو العمل على تقويض التحول الديمقراطي، وعرقلة أعمال الحكومة المدنية، وتعطيل كتابة دستور جديد.
وبالأمس تم القبض على ثلاثة أفراد من القوات النظامية، هاجموا سوبر ماركت "العوالي" بحي الميرغنية في كسلا وهشموا واجهة المحل بطريقة درامية لافتعال عنف وجر الأهالي إلى طريق الصراعات، ولكن يقظة ووعي المواطنين أجهضت المخطط وتم القبض عليهم وفتح بلاغات في مواجهتهم لتأخذ العدالة مجراها.
قبل أحداث حلفا الجديدة، طالب أهالي قرية 10 المرشد من الشرطة حمايتهم عندما شعروا بأن هناك ما يحاك في الخفاء لمهاجمتهم غدراً، وتحت إلحاح الأهالي تم وضع 8 عساكر لحماية القرية، ولكن للأسف وبدون سبب مقنع تم سحب 4 عساكر قبل الهجوم المباغت على القرية.
في أحداث بورتسودان، بدأت الشرارة الأولى عندما سمحت "اللجنة الأمنية" لمسيرة أبناء النوبة بالمرور عبر حي "دار النعيم" الذي تسكنه قبيلة البني عامر وهي تعلم تماماً حساسية هذا الأمر وخطورته، ولم تكلف نفسها بحماية المسيرة، أو تغيير مسارها، وكانت النتيجة استفزاز وحرق وموت.
في الولاية الشمالية، تم فتح بوابات سد مروي دون سابق إنذار، وبطريقة غادرة، وكانت النتيجة تلف محاصيل زراعية وتهدمت المنازل وغرقت المزراع والماشية، وفقدت الولاية أرواح غالية نتيجة لهذا السلوك الذي تم التخطيط له بليل.
ما تم في مجلس السيادة من ترسية عطاء على شركة خاصة لاستيراد 35 سيارة، هو سلوك "كيزاني" بدون أدنى شك، بالإضافة إلى منح 3 شركات رخص تقديم خدمات الإنترنت بدون عطاء معلن هو أيضاً سلوك "كيزاني" متجذر، ولكن اذا عرف السبب بطل العجب، الواقعة الأولى حدثت بترتيب من الشق العسكري وتم إيقاف العطاء من الشق المدني، الواقعة الثانية صدرت القرارات من "هيئة الاتصالات" وهي تتبع لإدارة الشق العسكري وفقاً للوثيقة، وبهذا يتضح لنا أن ثقافة النظام البائد ومصالحه ما زالت متجذرة في تلك المؤسسات التي لم يطالها التغيير، وطال الزمن أو قصر سينتهى كل هذا.
عطفاً على ما سبق، دعونا نعيد النظر في كل ما يحدث اليوم من فساد، وتوترات، وتصعيد لصراعات وهمية، وزراعة الفتن بين القبائل، سنجد أن الهدف هو ضرب استقرار الفترة الانتقالية والنيل من الثورة التي نجحت في إسقاط أسوأ نظام دموي قمعي مر على تاريخ السودان، تارة بافتعال الأزمات والصراعات القبلية، وتارة أخرى بتحميل الحكومة "المدنية" الفشل والتدهور الذي طال البلد خلال الـ30 عاماً الماضية، وفي كل الأحوال هي معركة غير أخلاقية وتشبه تماماً "الفلول"، فهم لا يعرفون سوى لغة العنف والإقصاء والغدر.
سنعبر؟.. نعم.. سننتصر؟ .. نعم.. سنهزم تجار العملة وسدنة الاقتصاد الموازي.. نعم.. ستسألون من أين لك بهذه الثقة؟.. سأقول إنها مستمدة من هذا الشعب العظيم صانع الثورات، من الشباب الثائر الذي يراقب ثورته ليل نهار حتى لا تنحرف عن مسارها، وقالها المحترم الدكتور حمدوك قبل عام، "لا قوة ولا سند لنا في الحكومة المدنية سوى الشارع"، وصح قوله.
ستظل لجان المقاومة هي العين الساهرة على الثورة، والرقيب على تحقيق مطالب الثورة، ويوماً بعد يوم سنجني ثمار أعظم ثورة في تاريخ السودان، ولن ينجح "الفلول" من تشويه سمعتها أو النيل منها، وما يحدث اليوم هو الصراخ الذي يسبق "الفطام".. دمتم بود
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة