كونوا جميعاً يا بنيّ إذا إعتري - خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا تأبي الرماحُ إذا إجتمعْنَ تكسراً - وإذا إفترقنَ تكسرَت أفرادا ،،، المهلّب بن أبي صُفرة ،،،
✍️يروَي أن المهلّب بن أبي صفرة لمّا أشرف علي الموت نادي أبناءه السبعة وأمرهم بإحضار رماحهم مجتمعة وطلب منهم أن يكسروها فلم يقدر أحد، فقال لهم: فرقوها وليتناول كل واحد رمحه ويكسره فكسروها دون تعب! فقال لهم أنتم مثل هذه الرماح فما دمتم مجتمعين يعضد بعضكم بعضا لن ينال عدوكم منكم، أما إذا إختلفتم وتفرّقتم فسوف يسهـل أمركم لأعداءكم وينالون منكم ويصيبكم ما أصاب الرماح!!
🔥ما من أحد ينكر أهمية الوحدة علي صنع المعجزات وإنجاز المستحيل في أي عملٍ جماعيٍّ لأنها توفر المنعة والردع ضد محاولات النيل والعدوان كما إنها توفر التعاضد وتوافر الجهود مما يعني مضاعفة القوة وسد الثغرات فضلاً عن تحصين المجموعة من الإختراق ودق أسافين الفرقة والشتات وفي الوقت نفسه فإن الوحدة والتماسك يبعث علي الشعور بالثقة والأمان وينشر ثقافة توزيع الأدوار من خلال إكمال النواقص وتلاقح الخبرات لأن الجميع في مركب واحد وإذا غرق فلا نجاة لأحد إلا من رحِمَ ربّي!! جميعنا نعلم بأن قوي الحرية والتغيير "قحت" هي كتلة تجمع داخلها كل الأحزاب السودانية يمينها ويسارها بالإضافة إلي حركات الكفاح المسلحة بإستثناء الأحزاب ذوي الصبغة الإسلاموية (المؤتمر الوطني المحلول) الذي أسقطه الشعب وبقية الفروع المنبثقة منها والتي تكوّن ما يعرف بأحزاب الفكة وهي في الأصل أحزاب إسلامية تم تفكيكها بمكر وخبث لبعض كوادر الإسلامويين وبتمويل من خزينة الدولة وإشراف جهاز الأمن وإعطاءها أسماء وهمية لتزييف إرادة الشعب عن طريقها بإنتخابات "مغشوشة" وكلهم يشاركون حزب المؤتمر الوطني نفس الفكرة والشعار الأيدلوجي ووجودهم في البرلمان أو الجهاز التنفيذي مجرد ديكور صوري لإعطاء شرعية مفقودة للنظام البائد تحت لافتة ما سُمّيَت زوراً ب "حكومة الوحدة الوطنية" وإن هي إلا حكومة الحركة الإسلامية البائدة!! إن القوي المكونة لحكومة الثورة هم من خلفيات ومشارب متعددة جمعت بينهم الحد الأدني من البرنامج لإسقاط النظام ثم إدارة الفترة الإنتقالية من خلال تنفيذ شعارات الثورة العريضة "حرية، سلا وعدالة" ووضع الأساس لدولة المؤسسات والحقوق المتساوية مع تفكيك دولة التمكين الكيزاني الوقح الذي كرّس للظلم والفساد من خلال تمكين الكوادر الكيزانية فقط في مفاصل وأجهزة الدولة طوال ثلاثة عقودٍ عجاف!! مما منح الفاشلين فرصة الصعود والترقي علي حساب الكفاءة فقط لأنهم "حركة أسلاموية" لكن ما نراه الآن هو ضعف المكوّن المدني في مجلسي ( السيادة والوزراء) لمصلحة المكون العسكري الذي يدعمه الفلول لحاجة في نفس يعقوب ! علماً بأن فترة رئاسة العسكر للسيادي قد إنتهت حسب المدة المحددة في الوثيقة الدستورية التي تنظم الفترة الإنتقالية ويجب أن يتولي المكوّن المدني الرئاسة دون تأخير ،،،،
☀️ما يجب علينا قوله هو علي كل جماهير الثورة (شفاتة وكنداكات ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني) في كل الولايات التمسك بالوحدة وإبقاء جذوة الثورة مشتعلة من خلال قيادة المبادرة في الشارع ومراقبة الأداء العام خاصة في ظل غياب المجلس التشريعي "البرلمان" والإشارة إلي المقصّرين أو عناصر الفلول في أجهزة الدولة وإلعادهم حتي لو بالمليونيات وعلينا أن نكوّن من أنفسنا (برلمان الشارع) الذي يراقب أداء الجهاز التنفيذي وعدم الإنشغال بكثرة الإشاعات والأخبار المحبطة التي تطلقها جداد الفلول والزواحف في الوسائط من غير مصادر معروفة وكذلك التسجيلات المرسلة وبدون أسماء !! فقط للفتنة والإحباط وتفويت الفرصة لهـؤلاء المرجفين الذين فقدوا مصالحهم بعد إغلاق (البلف السائب) وفي نفس الوقت عدم إعطاء العسكر مساحة للتمدد علي حساب المدنية المنشودة والديمقراطية المستدامة لأن أي فراغ نتركه سوف يملأونه علي حساب مدنيتنا المرجوة والتي دفعنا من أجلها الدم والدموع فالطبيعة لا تقبل الفراغ ، وعلينا التذكر دائماً بأن وحدتنا هي التي أسقطت النظام البائد بعدما فشلت الأحزاب والحركات الثورية في إسقاطها لأنهم كانوا متفرقين وإستطاع النظام المقبور أن يحدث بينهم الفتن والإنشقاقات قبل ضربهم فرادي مما ساعدوا في إطالة أمد بقاءه! في الختام أصحي يا ترس ، وخلي اللستك مولّع 🔥🔥، ودستورنا هو الشارع بس!! وغايتنا هي المدنياااااااو ......
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة