لأول مرة بعد ثلاثين عاما من حكم القهر والظلم والفساد والإستبداد، يحل علينا عيد الفطر المبارك، وشعبنا يتطلع إلى المستقبل بأفق وافر بالأمل والتفاؤل .. يرنو إلى الغد بمشاعر ذاخرة بالعزة والكرامة والبطولة والشموخ والكبرياء . مشاعر فخر تحكي قصة شعب مشى فوق أشواك النضال، متحديا كل الصعاب منذ الإستقلال، وحتي يومنا هذا الذي نستقبل فيه عيد الفطر المبارك بعزم لا يلين . تجلى العزم ثورة شعبية شملت كل بيت وشارع، وحي وحارة، حتى تراب الأرض ثار في وجه رموز الضلال والظلام قحما وخضرة .. والسماء إنهمرت غيثا وثلجا في مدينة الأبيض ( فحل الديوم) هذا العام. إستبشاراً بالثورة التي قالت: للعالم إن الشعب السوداني، ليس هينا يسهل قيادته بالأكاذيب والشعارات المنافقة ...! إنه شعب القرشي، ومحمد الحسن الهمام .. شعب أكتوبر ومارس أبريل. شعب بقدر ما هو مسكون بالأوجاع، أيضا هو مسكون بالأمال والأحلام يشرئب ألقا وعنفوانا لصياغة غد مشرق. عامر بكل مقومات الحياة للأجيال الحاضرة والقادمة. ثورة، حكت قصة شعب رفض الذل والقهر والظلم والفساد والإستبداد. شعب كفر بالكذب والدجل والنفاق. كفر بحالة التناقض التي ظل يعيشها ستون عاما ... !!! بين وطن وافر بكل كنوز الأرض، بينما واقعه اليومي زاخر بكل صور الفقر والبؤس والمعاناة ..! هذا التناقض جعل منه شعبا مسكونا بحب السياسة والقراءة بحثا عن سر هذا التناقض ...؟؟؟ وفي سبيل إماطة اللثام عن هذا التناقض ...!! قدم قوافلا من الشهداء، من الأطباء والأدباء والفنانيين والشعراء والعسكريين الشرفاء، مهرا للحرية. رغم تطاول عهد الطغيان ظل الشعب السوداني صامدا ومثابرا يخرج للشوارع رافعا صوته هيبة سطرتها هتافات عالية النبرة، هزمت الطاغية وحاشيته وأساليبه وسياساته وتوجهاته ومؤامراته...!! هتافات ظلت ثلاثون عاما حية مناوئة لحكم القهر والظلم والإضطهاد...!!! تعبيرا عن وعيه وعزيمته وهمته التي هزمت كل الأباطيل والخيانات والدسائس والتشوهات والحماقات والتفاهات ..!! وفضحت كل الجهلة والخونة والمطبلين الذين أدمنوا حرفة التطبيل والمديح في فضاء الإعلام المرئي والمسموع للطاغية ونظامه البائس ...! هتافات الحرية جعلت عيد الفطر المبارك يحل علينا هذا العام، والثورة حاضرة في الأذهان والعقول والضمائر، هدية متجددة لكل الناس، ولكل الأعياد القادمة. وهداية للمنافقين الذين باعوا ضمائرهم وكرامتهم ثلاثة عقود حالكة لحاكم ظالم ...!!! حل العيد هذا العام، مذكرا أن ثورة ديسمبر المجيدة، جاءت فرصة تاريخية لكل من خان وطنه وشعبه لكي يتصالح مع نفسه وشعبه ووطنه. لذلك أتمنى على الذين خانوا وطنهم وشعبهم ودينهم وقيمهم وأخلاقهم ووعيهم وثقافتهم طوال ثلاثين سنة، أن ينظروا إلى العيد والثورة من هذه الزاوية. والمثل السوداني، يقول: العترة بتصلح المشي، حتى تنعدل الخطى ونمشي معا بخطى واثقة في طريق الثورة وشعاراتها وأهدافها، لمحاربة الفساد والفاسدين الذين شوهوا مسيرة هذا الشعب العظيم ونبني وطنا خالي من الحروب والمظالم . عيد سعيد، وثورة واعدة للجميع . الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة