العنصرية أصلها و فصلها و كيف نهزمها (1) بقلم:محمد حسن فرج الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2021, 09:01 PM

محمد حسن فرج الله
<aمحمد حسن فرج الله
تاريخ التسجيل: 09-19-2015
مجموع المشاركات: 36

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العنصرية أصلها و فصلها و كيف نهزمها (1) بقلم:محمد حسن فرج الله

    09:01 PM June, 13 2021

    سودانيز اون لاين
    محمد حسن فرج الله- السعوديه
    مكتبتى
    رابط مختصر




    العنصرية هي الإعتقاد بأن هنالك فروقاً موروثة بمقدرات الناس و طبائعهم بسبب انتمائهم لمجموعة عرقية معينة ، و بالتالي تبرير معاملة هذه المجموعة بشكل مختلف قانونياً و إجتماعياً.

    لم أقابل في حياتي عنصرياً لا تمتد جذور عنصريته الي أحد هذه العناصر الثلاثة ؛ الجهل باستحالة تفسير التفاوت في المقدرات العقلية و الطبائع النفسية للبشر علي أساس العِرق ، أو الخوف من الآخر المُختلِف الذي يهدد المزايا المُتصوّرة أو الحقيقية لمتبني العنصرية ، أو الغرض بتوظيف العنصرية و الترويج لها للحصول علي مكاسب إجتماعية أو سياسية أو مادية للفرد أو للمجموعة.

    علي المستوي الشخصي أزعم بأنني مُتحرر من أي شعور عنصري تجاه الآخر ، و مُحصّن ضد الاثار النفسية الوخيمة التي تُخلِّفها أي ممارسات عنصرية قد أتعرض لها ، و أنا مدِين بهذا التحرر و هذه الحصانة لسببين بعيدين كل البعد عن مجال تخصصي المهني ، و الدراسة و التخصص و التحصيل الأكاديمي المجرّد بالمناسبة ليس بأسباب حتمية للاستبصار والتعلم اذا لم ترافقهم ارادة المعرفة و استخلاص الحكمة بإعمال الفكر العميق في معاني الحياة والإنتباه للدروس اليومية المجانية التي تقدمها التجربة في كل يوم.

    السبب الأول هو حرص الوالد ( رحمه الله ) علي ترسيخ مفهومين أساسيين لدي أبنائه ؛ تساوي البشر في تفاوتهم العقلي و النفسي بعيداً عن الشكل و اللون و العرق ، و قد لخّص ذلك في عبارة جامعة مانعة
    Skin color is only skin deep
    "درجة اللون عمقها الجلد فقط "
    والحقيقة أن العلوم أثبتت أن لون الجلد ليس له علاقة بالعِرق و العنصر ، بل بالمقدرة علي التأقلم علي الحياة تحت درجات مختلفة لسطوع الشمس .
    و الأمر الآخر الذي حرص الوالد ( رحمه الله ) بالغ الحرص علي ترسيخه هو الثقة بالنفس في وجه المسالك العنصرية ، لأن العنصرية تعكس ضعف العنصري و خوفه و ليس تفوقه و إعتداده بنفسه و تقديره لها.

    السبب الثاني الذي قادني للتحرر من العنصرية و التحصن ضد آثارها هو تجربة عملي كطبيب قُبيل إنفصال جنوب السودان في منطقة ( كرتون كسلا ) في ذروة الدعاية العنصرية العاتية التي كان يتولي كِبرها أطراف شمالية و جنوبية من السياسيين في ذلك الوقت ، و منطقة ( كرتون كسلا )في ذلك الزمن كانت من مراكز الثقل السكاني الجنوبي الرئيسية مما يتيح لمن يعمل فيها تجربة الاحتكاك القريب بالسكان و التعرف علي طُرق حياتهم و تقاليدهم و ردود افعالهم علي التحديات اليومية و الاستراتيجية و علي تطلعاتهم و احلامهم و فنونهم في التعاطي مع تعاريج الحياة و مفاجآتها.
    واستطيع التأكيد علي أن هذه التجربة عززت إيماني بأن الإنسان هو الإنسان في كل مكان ؛ يحيا و بين جنبيه آمال كبيرة في الحب و الصداقة و العمل و إقتناص الفرص ، ضعيف أمام قسوة الطبيعة و أحكام الأقدار و نوازل الاعتلالات الصحية وآلام فقد الأحبة ، يهزه الحنين الي الدار و الأهل و الولد إذا نأي عنهم ، و يطربه الثناء و التقدير و تحزنه الخسارة و توجعه خيبة الأمل.

    في ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن ثمة معضلة كؤود لابد أن تهزم النظريات (المثالية) عن تساوي الناس و إندماجهم ؛ معضلة الزواج بين المكوِّنات العرقية المختلفة ، و الحقيقة أن المصاهرة و التزواج هو التجلي الكامل للاندماج و هذا أمر لا مراء فيه ، و قد واجهتني هذه المعضلة بعد توقيع اتفاق نيفاشا مباشرة حين سألتني صحفية عن اذا ما كنت أؤمن بأن الشماليين و الجنوبيين يمكن أن يهزموا العنصرية بالزواج و المصاهرة ؟ و فتح الله علي بإجابة لا زلت أؤمن بها : الزواج و المصاهرة نتيجة و ليس مقدمة ، و سيكونا نتيجة للارادة الصادقة و العمل الدؤوب علي التمازج الإجتماعي و التعريف بالآخر الذي يزيل الجهل به ، و علي التنمية الإقتصادية المتوازنة التي تقلِّص الفوارق المادية و الطبقية بين الناس ، و علي إتاحة الفرص المتساوية بل التمييز الإيجابي الي حين تقارب المسافات في التعليم و في تسنم المواقع القيادية السياسية و الاقتصادية للمجوعات الأقل فرصاً بغض النظر عن الأسباب التاريخية المنطقية و غير المنطقية لهذه الفوارق ، و بتجاوز الغُبن و المرارة بالتركيز علي المستقبل و فرصه بدلاً عن اجترار الماضي و الإستغراق في أطيافه المؤلمة.
    الرئيس باراك أوباما فسّر الطاقة التي دفعته خلف الأمل الرئاسي في أنصع مثال للقوة التي تتولد من الإختلاف بقوله “ أنا أستمد الحُلُم من أبي ، و الإرادة من أمي “



    د. محمد حسن فرج الله
    إستشاري الطب النفسي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de