التقيت بأحد الزملاء القدامى بعد طلق زوجته، فوجدته مكتئباً، لأن المرأة طلبت الطلاق دون اي مبرر، سألته، بعد ان انجبت؟ أجابني: نعم. أخبرته ان هذا أصبح موضة العصر، بعد انتشار مفاهيم تحرر المرأة التي يطلقها الفمنيستس من العاطلات عن الأنوثة. بقصد تدمير غير العاطلات حقداً وحسداً، وقد نجحن في ذلك. أخبرته بأن عليه أن يسارع بتقديم النفقات اللازمة للمرأة وألا يعامل طليقته معاملة سيئة، ليس لأسباب أخلاقية، بل لأن المرأة إن جربت مرة اللجوء للمحاكم فهي لن تتوقف أبداً. فالمرأة كجرو الذئب إذا شم رائحة الدم، فهو لن يقنع بعد ذلك بشرب اللبن من ضرع أمه. وهذا بالتحديد هو ما حدث من الأحزاب السياسية في السودان. لم تكن القوات المسلحة تعرف أن بإمكانها أن تسيطر على حكم الدولة بعد الإستقلال، إلا عندما تطوعت الأحزاب وسلمت الجيش مقاليد الحكم. وهكذا عرف العسكر طريق الحكم بالقوة، بعد أن كانوا يعتقدون أنفسهم مجرد موظفين عاديين في الدولة. ظلت الأحزاب، تستعين بالجيش لتقويض الحكم المدني عندما لا تنجح في إدارة الدولة بسبب إقصائها للقوى السياسية والمجتمعية الأخرى، فيضيق عليها الخناق، فينهار حكم المدنية، إما بتسليم مباشر للجيش، أو أن يقوم الحزب المهزوم بالإستعانة بالجيش للوصول إلى السلطة. ما يحدث اليوم ليس أكثر من تكرارٍ للماضي، فالشيوعيون مبسوطون جداً من منحهم المناصب والوظائف لكوادرهم، والانتقام من الإسلاميين كما نكل بهم الإسلاميون من قبل. ولذلك فهناك تحالف من تحت الطاولة بين الشيوعيين (القاعدين والمطاريد على حد سواء) مع العسكر؛ إذ أنك داخل السلطة أفضل من خارجها. لقد أدار قوش اللعبة بإحتراف، فقد وجد من يضعهم في الواجهة، وهم من الضعف بحيث يرتهنوا إلى حكم العسكر. اختفى أولاد قوش فجأة والذين ظهروا فجأة أيضاً. أصبح هناك تمكين للشيوعيين، صحيح أنه تمكين ضعيف ولا يرقى لتمكين الإسلاميين، لكن (القُحة ولا صمة الخشم). وهكذا يكون الباب مفتوحاً لتحييد الشارع، فيقبل بأي شيء يخرجه من أزمته. (هكذا تستقر الدولة، فالصف الثالث للحركة الإسلامية، يتفاهم مع الشيوعيين جاعلاً من الصف الأول كبش فداء) لكنه ليس فداءً خطيراً، إنها زوبعة في فنجان، ستستمر قليلاً ثم تخمد. وتعود الأمور إلى مجاريها. منذ أن تم سرقة الثورة، وصرخنا محذرين، فتم اتهامنا، كانت هذه النهاية الحزينة هي ما نخشاه. الآن حصحص الحق. البلادة التي اجتاحت الشعب فأنساق وراء لصوص الثورة، انقشع سديمها، فبصره اليوم حديد، لكن بعد أن قامت القيامة بالفعل، حيث لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا هم ينصرون. القوات المسلحة لم تستولِ أبداً على السلطة. بل كانت توصَل إلى السلطة بسبب عمالة وخيانة الأحزاب السياسية لبعضها البعض وللشعب. كما يحدث الآن من الشيوعيين وباقي الفريسيين الكذبة كما نعتهم يسوع المسيح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست