العقد- قصة طويلة- ج٢ كتبه د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 10:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-21-2024, 07:02 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العقد- قصة طويلة- ج٢ كتبه د.أمل الكردفاني

    06:02 PM December, 21 2024

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر








    -لقد كبرت في السن يا صديقي...

    كان الأستاذ كالوتشا يستمع إلى زميل الجامعة السيد فاري الذي أصبح اليوم أكبر وكيل للإطارات الألمانية في البلد. في حين بقى المحامي كالوتشا يعاني من الضائقة المالية باستمرار. كان كالوتشا في أواخر الخمسين من العمر، أسود وطويل القامة بعظام قوية وجسد متين ولكن ببشرة لامعة أيضاً.
    -نعم لقد كبرنا جميعاً يا صديقي فاري.. ومن الطبيعي أنك مندهش من اختلاف شكلي منذ آخر عهد لنا..
    -بعد الجامعة..
    -بعد آخر يوم لنا في المعتقل..
    ثم لمعت عيناه وقال:
    -الخائن بوبا.. هل تتذكره..
    -بالتأكيد..
    -لقد استقطبنا لحزبه اليساري وملأ أدمغتنا الفارغة بتلك الخرافات..
    اختلج جسد فاري وهو يضحك:
    -ثم تبين أنه جاسوس للحزب الحاكم..
    -على أي حال هو لم يستفد شيئاً فبعد الإنقلاب لم يجد بداً من الهرب إلى أمريكا.. ولقد سمعت أنه عمل هناك في توصيل البيتزا لفترة طويلة..
    واستمر جسد صديقه يهتز من الضحك وهو يقول:
    -لقد صدقنا تلك الترهات في ذلك الزمان.. هل تتذكر المظاهرة التي خرجنا فيها ونحن نهتف بحياة العمال..أما أنت فقد رفعت راية كبيرة كتبتَ عليها (العقد شريعة الشياطين)..
    -نعم.. لكن دعني أصدقك القول فبالرغم من اعتقالنا لكننا تمكنا من إحداث تغيير يذكر.. إلى حد ما طبعاً.. ونحن نستلهم ثورة العمال في بولندا في تظاهراتنا.. كانت عقود العمل غير عادلة.. هل تتذكر ذلك.. كان أصحاب مصانع الحلوى يمنحون العمال أجوراً من صناديق الحلوى.. وأصحاب مصانع البسكويت يمنحون العمال صناديق بسكويت كأجر.. وكذلك يتعاقدون مع العمال للعمل لما يقارب الست عشرة ساعة في اليوم.. وحين يرفع العمال دعاوى أمام القضاء كان هذا الأخير يقول لهم: العقد شريعة المتعاقدين.. ولكن ونتيجة لنضالاتنا -توقف ورفع رأسه بشموخ- خفف القانون من تلك النزعة الفردية لسلطان الإرادة في التعاقد لصالح العدالة.. لم يعد بالإمكان التعاقد على كل شيء تتفق عليه إرادة الإطراف بل أصبح القانون يرسم حدوداً لتلك الإرادة بحيث لا يستغل الطرف القوي ضعف الطرف الآخر..
    -لا أريد العودة إلى القانون يا صديقي.. فبمجرد أن حصلت على الشهادة انخرطت في التجارة.. ولذلك زرتك اليوم في مكتبتك لأن لدي مشاكل قانونية.. تعرف أنني منذ تخرجي علقت الشهادة في الحائط ولم أنظر نحوها بعد ذلك..
    بدا الأسى في عين كالوتشا:
    -لقد كنتَ متعجلاً لكسب الرزق من أجل عيني نتاليا.. الفتاة التي أحبها الجميع بمن فيهم أنا..
    شاركه فاري الأسى وقال:
    -حقاً.. وفي النهاية تزوجت من شخص يكبرها في السن عشرين عاماً على الأقل..
    -كان وزيراً.
    -والعقد الذي كان بيننا؟
    سأله كالوتشا بتعجب:
    -عقد زواج؟
    -عقد الحب..
    رجع كالوتشا مريحا ظهره على كرسيه وقال:
    -هذا مجرد التزام أخلاقي وليس قانوني..
    -مجرد مجازٍ فقط..
    -أدرك ذلك.. يذكرني مجازك هذا بفتي حضر إلى مكتبي قبل أسابيع.. كان فتى غريب الأطوار.. والأغرب من ذلك كان يرغب في إبرام عقد مع الشيطان..
    وعاد جسد فاري للاختلاج حين ضحك:
    -وهل صغته له؟
    -بالتأكيد لم أفعل.. لكنه عاد قبل يومين وقال بأنه ورث ثروة من أمه وأنه سيدفع لي أتعابي إن قبلت كتابة العقد..
    -حسنٌ.. أنت لا تحتاج للمال كي تخدعه..
    -حتى لو كنت أحتاجه فلن أخدعه.. إن المسألة تتعلق بالضمير.. لقد دافعنا عن الضعفاء ضد جبروت الرأسمالية.. وأنت تتذكر ذلك.. صحيح أن الفكر اليساري أثبت فشله لكنه لم يخلُ من كل فائدة.. رغم أن العديد من الرفاق تطرفوا في معاداته بعد أن انقلبوا عليه..
    -مثل مليك أليس كذلك؟
    -مليك وغيره.. هل تتذكر ذلك الشاب الذي بتروا له سبابته..
    ولم ينتظر جواب صديقه بل استمر في الحديث:
    -لقد أصبح شيطاناً من شياطين الرأسمالية.. لم يعد حتى يرد السلام على أحد إن لم يتوقع منه مصلحة ما..
    -أتذكره جيداً.. فلا أحد ينسى مشهد بتر سبابته.. لقد قذفت بنا الأقدار في اتجاهات مختلفة يا صديقي.. بعضنا ارتفع وبعضنا سقط.. بعضنا أصيب بالجنون مثل الرفيق آدم.. ولكن ها نحن اليوم بل الآن وفي هذه اللحظة يبدو فيها الماضي كله كحلم قديم.. إن الحديث مشوق ولكن دعني لا أضيع زمنك ولأدخل معك فوراً فيما جئت من أجله.
    ....

    ...(يتبع)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de