ليس هناك خلاف حول بطء أداء الحكومة الإنتقالية في تحقيق تطلعات المواطنين المشروعة في التغيير السياسي الجذري وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين، ومع ذلك ظللنا ندافع عنها وعن رئيس الحكومة الدكتور عبدالله حمدوك لإيماننا بأنها ماضية للأمام مهما تكالب عليها أعداء السلام والديمقراطية والعدالة. نقدر الظروف التي قامت فيها الحكومة الإنتقالية عبر شراكة مدنية عسكرية ونبهنا أكثر من مرة من مغبة تطاول بعض العسكريين النظاميين وغير النظاميين وتصدرهم للمهام السياسية والتنفيذية لعرقلتها وتنفيسها من الداخل. أخيراً إعترف رئيس رئيس الوزراء المختار من قوى الثورة الشعبية بتطاول عضو المجلس السيادي الكباشي، في الحوار الذي أجراه معه تلفزيون السودان ورصدته ل"السوداني" الصحفية سوسن محجوب بعدد اليوم الإثنين. مع كامل تقديرنا للديمقراطية التي تبرر بها الحكومة سلحفائة الأداء التنفيذي وسط إزدياد حجم التامر من مخلفات النظام السابق التي مازالت مسيطرة على بعض مفاصل الدولة، إلا أن ذلك لايبرر التهاون مع الذين أجرموا وأفسدوا وخربوا السودان وتسببوا في كل الأزمات السياسية والإقتصادية والامنية. إن الحرص على الشراكة المدنية العسكرية لايبرر التطاول على الحكومة ولا التسلق على سلالم السلام للإرتقاء لمناصب ومكاسب بدلاً من تنزيل السلام على أرض الواقع بين المواطنين المتضررين، إنما لابد من دفع إستحقاقات السلام والعدالة وتامين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين. مرة أخرى نحذر كل الذين يتربصون بالثورة الشعبية ونؤكد لهم كما قال الدكتور عبدالله حمدوك في ذات الحوار بأن مغامراتهم البائسة لن تحبط الإرادة الشعبية القادرة على هزيمة أي إصطفاف عبر أي تحالف أو تنظيمات مصنوعة. إن الفرصة مازالت أمام الحكومة االإنتقالية بالتحصن بالمزيد من الشفافية والحسم وكشف الحقائق للشعب بعيداً عن الغطغطة والتعتيم والتهاون في مواجهة المجرمين والفاسدين والمتامرين ضد الثورة الشعبية وسد الغرات ومنافذ التامر، وإعلام الشعب بالحقائق بدلاً من ترك أعدائه ينشرون سمومهم ويهاجمون الحكومة وتهمونها بالعجز والقصور ليخفوا عوراتهم وسوءاتهم التي خبرها الشعب ونجح في إسقاط نظام حكمهم البائد. .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة