لست متشائماً لكنني اتحدث هنا بواقعية واضحة قد لايجروء الكثير على قولها عن الواقع السوداني ومايرافقه من تخبط سياسي وتمجيد وتقديس بدون انجاز ، السودان اليوم يعيش مأساة حقيقية نتيجة لفقدان الوطنية وتفضيل الولاء القبلي على الولاء الوطني ويكاد يكون السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي يعلن فيه ساسته على انهم يفضلون القبيلة علي الوطن علناً ودون تردد أو خجل بل انهم يتفاخرون بها وتلك طامة كبرى تؤشر مدى الأنحطاط الذي وصل اليه الكثير من ساسة السودان . بعد سقوط حكومة السفاح البشير التي نهبت ثروات السودان ، ظهرت الينا قوي اعلان الحرية والتغيير وهي في الاصل عبارة عن مجموعة احزاب طامعين في السلطة وقد نجحوا في ذلك لتستمر معاناة الشعب المخدوع بأوهام المدنياووو . صورة الحياة في السودان اليوم هي الأكثر سواداً من أي وقت مضى والصراع على السلطة والمال المتبقي يصل الى حدود لايمكن وصفها بحيث لايمانع القحاتة من مشاركة مليشيات الدعم السريع المغمس بالدماء ، أعلموا جيداً أن القحاتة ومليشياتهم لن يقدموا اي حل لمشكلات السودان التي يتسبب الكيزان في أفتعالها وتعمد صنع المآسي للشعب مع زيادة واضحة في الاسعار علي حساب الشعب الذي يئن جوعاً وبطالة وأزمات في كل مناحي الحياة . بعد سقوط الكيزان خرجت علينا مجموعة احزاب فاشلة في لعبة أسماها قحت ، ومن هنا نؤكد أن هذه الاحزاب لا تختلف عن الكيزان بل هي جزء من الكيزان . اليوم السودان يعيش مرحلة أحتضار حقيقية ، السودان اصبح بلد يتسول بين الدول لتمنحه القروض حتى لو كانت الضمانات فيها كسر للسيادة وهيبة السودان وكنتيجة فعلية لما آلت اليه امور الدولة السودانية ومنع الشباب من أن يكون لهم دور في أنقاذ السودان . نتلمس وبشكل واضح أن الأمور في السودان تتجه الى المزيد من الانهيار ، ولهذا فأن قادم الأيام سيزيد من احتمالية ذهاب الشعب الى الموت جوعاً ، الجوع سيكون قاسياً ولايمكن تحمله سيما وأن بوادره قد بانت اليوم من خلال زيادة الاسعار والغلاء الطاحن !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة