بالأمس تناقلت الأنباء بأن دول الخليج العربي طالبت من دولة السودان أن تمدها بالمواد الغذائية الزراعية واللحوم السودانية .. وكانت الفرحة عارمة لدى هؤلاء السماسرة والمحتكرين وتجار الثراء الحرام .. وبعد سويعات قليلة من تلك الأنباء بدأ هؤلاء السماسرة والتجار في الرقص والطرب .. وقالوا لوكالات الأنباء الخليجية أن دولة السودان تعج بالخيرات الزراعية واللحوم وتشتكي من الكساد والتخمة !! .. وأخذ البعض من هؤلاء السماسرة يتغنى بالأهازيج ويقول أن تجارتنا الآن بدأت تخرج من حالة ( الكساد ) والتخمة .. ويقول : يا نعمة الصادرات في مستقبل الأيام !!.. وطبعاُ هؤلاء المحتكرين والسماسرة همهم الأول والأخير هو الحصول على تلك الدولارات التي تحقق طموحاتهم ،، وتبني لهم تلك العمارات !!.. وقالوا بالحرف الواحد لوكالات الأنباء الخليجية : ( نحن لدينا في السودان ذلك الفائض الكبير من الأنعام والمواشي واللحوم ،، وذلك بالقدر الذي لا تتوفر له تلك الأسواق العالمية .. والشعب السوداني يقول لهؤلاء السماسرة والمحتكرين الجشعين ( أبناء الحرام ) كيف تشتكون من التخمة والكساد والبلاد تشتكي أساساُ من قلة المواد الغذائية ومن ندرة وغلاء اللحوم ؟؟ .. وما كان يضيركم لو أنكم أطعمتم ذلك الشعب السوداني الذي يشتكي من قلة اللحوم في موائد الطعام .. وذلك بسبب الغلاء الشديد لأسعار اللحوم .. ذلك الشعب الذي لم يذق طعم اللحوم منذ عشرات وعشرات السنين ؟؟ .. كيف تقولون أن البلاد تشتكي من التخمة والكساد في اللحوم ؟؟ .. وكيف تقولون أن البلاد تشتكي من وفرة المواد الغذائية وتشتكي من كثرة الأنعام والمواشي في أرجاءها بأسباب الكساد ؟؟ .. وذلك القول منكم في الوقت الذي فيه أن أسعار اللحوم بالسودان تعد من أغلى الأسعار في دول العالم ؟؟ .. ولو أن هؤلاء تجار اللحوم الجشعين رخصوا أسعار اللحوم قليلاُ ورحموا ذلك الشعب المسكين المغلوب على أمره لنفذت كافة كميات اللحوم المتواجدة في دكاكين الجزارات في أرجاء السودان .. ولكن مع الأسف الشديد فإن هؤلاء تجار اللحوم الجشعين يتعمدون في رفع أسعار اللحوم بالقدر الذي يعجز عن شرائها الغلابة من أفراد الشعب السوداني .
رقص التجار والسماسرة والمزارعون بتلك الأنباء السعيدة التي سوف تثري جيوبهم بالأموال .. وقالوا لوكالات الأنباء الخليجية أن دولة السودان تواجه اليوم تلك التخمة في منتجات المواد الغذائية والزراعية والقمح واللحوم .. فيا عجباُ ويا عجباُ كيف يواجه السودان تلك التخمة والفائض في المواد الغذائية والزراعية واللحوم في الوقت الذي فيه الشعب السوداني يشتكي من المجاعة ويقف في الصفوف الطويلة أمام المخابز ؟؟ .. شعب يعجز أن يشتري ربع كيلو من اللحمة ،، ويعجز أن يشتري تلك المواد الغذائية ،، ويعجز أن يشتري تلك الفواكه بأشكالها وألوانها والخضروات في بلد يشتكي من الفائض والتخمة والكساد في المنتجات !! .. أي منطق ذلك ؟؟ .. وأية عقلية تقبل تلك الحدوتة ؟؟ .. ومن العجيب أن هؤلاء السماسرة والتجار كانوا يرقصون بالأمس فرحاُ وطرباُ بعد الاستماع لتلك الأنباء والشعب ينظر إليهم في حيرة ودهشة وغرابة !!.. وكانوا لا يبالون إطلاقاُ بتلك النظرات المشفقة .. وسوف يأتي ذلك الغد حين تصدر خيرات البلاد لدول الخليج والشعب ينظر إليها جائعاُ ويقف في الصفوف .. وهو ذلك الشعب السوداني المسكين الذي يحلم في المنام بأنه يتناول قطعة من اللحوم !!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست