الشعوب المقهورة دائماً تظل غارقة في الازمات، و العاطفة هي البوصلة، و الاداة الوحيدة التي يتم توظيفها لبلوغ الاهداف بلا معايير.
الشعوب المقهورة دائماً تبحث عن الزعيم المُخلص، و ذلك ظهر جلياً بعد الحقبة الإستعمارية كنتيجة منطقية للقهر الذي مارسه المستعمر في عالمنا.
من الغير منطقي ان نظل تحت تأثير القهر حتي يصبح جزء من سلوكنا الإجتماعي، و السياسي.
لنقترب من حالتنا اكثر نحن نمارس الكبت الإجتماعي علي اوسع نطاق، فالبلد الوحيد الذي يرى فيه الرجل المرأة لمرة واحدة، و يقرر الإرتباط بها، و في احيان بعد ساعات يمكن ان تكتمل مراسم الزواج.
بعد مؤتمر اصدقاء السودان ظهرت الإعلامية زينب البدوي، خلال تقديمها للمؤتمر بحنكة، و مهنية غاية في الروعة، والإحترافية.
لحدي هنا تمام، لكن لتخرج حملة علي نطاق واسع، و نرى فيها انها تصلح لتكون وزيرة خارجية، او في اي منصب نشعر بأنه معطوب، فتدفعنا غريزة القهر للقفز علي المعايير، لنزيد الطين بِلة، كما اخطأنا في الحملة التي قدناها بأنفسنا نتيجة للإحتقان ايام إختيار المجلس السيادي، و حكومة الثورة، فأنتجت التشوهات التي نعيش آثارها الكارثية الآن.
مع تطور العلم، و المعرفة اصبحت المعايير هي التي تحدد ماهية الاشياء، لدرجة تمت حوسبتها، و التعاطي معها و كأنك تريد صناعة وجبة في إعتماد المقادير، و جودة المواد.
لذلك نريد ان نقتل حالة اليأس، و الكبت، نتيجة القهر الذي نمارسه علي انفسنا بلا وعي، لنستشرق عهد جديد بعد ثورة ديسمبر المجيدة، و ان نعتمد المعايير بشكل صارم لنضع الاشياء في نصابها.
للأمانة انا احمل جينات هذا المجتمع، و احمل هذا الداء، فلابد الإعتراف بالمرض اولاً، فيصبح العلاج ممكناً، لطالما التشخيص سليم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة