ـ في السياسة السودانية غالباً ما يتم توزيع المناصب بناءً على الولاء السياسي أو الانتماءات القبلية والطائفية حيث تسود ثقافة (الاستزوار) وتقديم المناصب للأقربين من أصحاب النفوذ أو الحلفاء السياسيين وهذه الظاهرة تعود جذورها إلى عقود مضت حينما استغلت الحكومات السودانية المختلفة الروابط القبلية والدينية لتعزيز سلطتها ورسختها حكومة الإنقاذ الكيزانية وهو نهج استمر حتى اليوم ويؤثر بشكل كبير على بناء المؤسسات وتوزيع الثروات في السودان وفي المشهد السياسي السوداني تبرز ظاهرة الاستزوار والسعي وراء المناصب بشكل لافت وكأنها أصبحت الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الكثيرون دون النظر إلى مصلحة الوطن الحقيقية أو احتياجات المواطنين ويبدو أن الحصول على المناصب بات رهيناً بالصوت الأعلى والقدرة على (النباح) والتملق بينما تضيع الكفاءة والمبادئ في غياهب هذه الصراعات المحمومة. من المؤسف أن نجد البعض لا يتردد في استخدام كافة الوسائل الممكنة للوصول إلى هدفه حتى وإن كان الثمن التخلي عن مبادئه وقيمه فتوزيع المناصب أصبح مجرد مكافأة لكل من يستطيع أن يرفع صوته أو يرضي رغبات أصحاب النفوذ ليُمنح (العضم) الذي طالما نبح لأجله وتعيين خالد الاعيسر وزيراً للإعلام خير مثال لذلك وهكذا يعلو في المشهد السياسي من يحرص على المظاهر ويجيد التملق بينما يتم إبعاد وتهميش(العظماء) من أصحاب الفكر النزيه والوطني الصادقون بعد أن يتم معهم استعمال سياسة تكسير (العظام). هذا الوضع يعكس أزمة عميقة في بنية السياسة السودانية التي يجب أن تبنى على أساس الكفاءة والنزاهة والرؤية الواضحة للمستقبل بدلاً من أن تكون مرهونة بمن ينادي بأعلى صوت أو من يجيد التملق لأصحاب القرار. نحتاج إلى نهضة حقيقية تتجاوز مفهوم الاستزوار وتعيد الاعتبار للسياسة كخدمة للمجتمع وليس وسيلة لجني المكاسب الشخصية. (تبا) لكل من استغل السياسة لتحقيق مصالحه الخاصة دون اكتراث بما يعانيه المواطن البسيط ولتكن رسالة إلى كل من يتصدر هذا المشهد أن السودان بحاجة إلى قيادات واعية مخلصة تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار لا إلى من يجيدون النباح فقط للحصول على (العضم) الذي يسعون وراءه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم هلال
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست