|
|
 السودان جاذبية الوحدة ومآرب شرذمة البحر والنهر( 2-3 ) بقلم:حامد جربو
|
12:44 PM September, 08 2021 سودانيز اون لاين
حامد جربو-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر
الصراعات البينية في سلطنة سنار
في الجزء الثاني من المقال نواصل سرد الصراعات في سلطنة سنار
لا شك ان سلطنة سنار سادت في وسط السودان في الفترة من (1505م الى 1821م ) أي حوالى ثلاثة قرون من عمر الزمان وحكمت الرقعة الجغرافية المذكورة اعلاها ..!ولكنها كانت سلطنة موبوءة بالصرعات والتمرد والعصيان طوال الفترة حكمها ولا سيما في نهاية عصرها ..!لذك لا يمكن فتراضها سلطنة متجانسة ومتعايشة بصورة المثالية التي يراها ثلة المهر والنهر ..! تتلخص هذه النزاعات في الحروب البينية بين الإدارات الأهلية و الصراع على مستوى السلطة المركزية وأطماع تحالف القبائل والإدارات الأهلية .هنا نعرض بعض ملامح الصراعات التي كانت تدور في سلطنة سنار:
خرج الشيخ عجيب شيح قري (شريك الفونج )على ملك دكين بن ملك نائل الملقب بالعادل ملك سلطنة سنار (1563- 1578م ) , والتقى الجيشان في منطقة كلمكول قرب العيلفون , فقتل الشيخ العجيب وفر ولاده الى دنقلا ..! ورجع ابنه العجيل الى سنار وولاه الملك دكين شيخاً مكان والده.
في عهد الملك بادي الحمر الابن ( 1689م -1715م ) خرج اهله الفونج عن طاعته وتحالف معهم الشيخ أرداب ولد عجيب شيخ قري, واقاموا عليهم ملكاً اسموه ( أوكل) فجمعوا نحو الف فارس لمحاربة الملك بادي الاحمر , فقاتلهم الملك بادي فانتصر عليهم فقتل زعيمهم الشيخ ارداب ولد عجيب وطرد الباقين الى مكان اسمه العطشان .
في عام 1761م عزم الشيخ محمد ابو اللكيلك كبير الهمج على عزل الملك بادي , فلذلك غير الملك بادي ابو شلوخ الأبن النظم والقوانين واستعان بالنوبة الذين اتى بهم من الجبال فجعلهم رؤساء على المؤسسات بدلاً من اصحاب الرتب القديمة , وولى ابنه ناصر في مكانه وغادر سنار . يبدوا ان الملك بادي الأبن هو آخر من تمتع بعز الملك من ملوك مملكة الفونج فان الملوك من بعده صاروا يتولونه رسماً وليس لهم سلطة حقيقية ..! واصبحت السلطة الحقيقية في يد وزراء الهمج وأولهم ( الشيخ محمد ابو اللكيلك زعيم الهمج).
في عهد الملك ناصر (1762م – 1769م ) خرج عليه الشيخ محمد ابواللكيلك كبير الهمج فبعث ابو اللكيلك ابن اخيه بادي بن رجب مع جنده وقتلوه في منزله ( انقلاب ).
خرج الشكرية عن طاعة الملك عدلان الثاني ( 1778م -1789م ) فجمع عساكره ونزل بحلة رفاعة في شرق النيل وارسل جيشه على الشكرية في البطانة فواقعهم عدة وقائع , فقتل شيخ الشكرية ابا علي واجبروهم على الطاعة . يبدوا ان الشيخ بادي هو من يقود الجيش في المعارك بعد ان آلت اليهم الأمر في السلطنة بقيادة ابو اللكيلك كبير الهج..!.
في عهد الملك عدلان الثاني خرج الحلانقة عن طاعته فارسل الوزير بادي الحاكم الفعلي للسلطنة الشيخ عجيب بن عبد الله وعيساوي والشيخ قنديلاوي الى التاكا لمحاربة الحلانقة , قتل كل من الشيخ عجيب وعيساوي في المعارك مع الحلانقة , ورجع قنديلاوي وفي الطريق أعترضه فارس من فرسان الشكرية فذبحه كان ذلك في عام 1780م.
في عام 1784م اشهر الشيخ محمد الأمين شيخ قري المعزول العداء للهمج , فارسل الشيخ رجب ابن ابو اللكيلك الحاكم الفعلي للسلطنة أخاه ناصر الى الجزيرة حيث يقيم الشيخ محمد الامين , فهزم الشيخ محمد الأمين في الهلالية , ولكن الشيخ محمد الأمين اتفق مع الشكرية وأعاد الكرة وهجم على مدينة اربجي فخرابها وشتت شمل اهلها وتركها قاعاً صفصفا ..! لأن اهالي أربجي لم يقفوا بجانبه في حربه ضد الشيخ رجب .
في عام 1785م فكر الملك عدلان الفتك بالهمج , عندما كان الشيخ رجب يحارب المسبعات ويحاصر الجبال في كردفان , كتب الى مشايخ البلاد الذين يثق فيهم , واجمعوا امرهم واتفقوا على المواجهة الهمج , فقبضوا على ابراهيم وكيل الشيخ رجب فقتلوه في السوق , فاخرج الملك علان بنات الشيخ محمد ابي اللكيلك واسترقهن وفرقهن على رؤساء عسكره ..! فغضب الشيخ رجب واعلن الحرب على الملك عدلان من كردفان وكان معه الملك سعد بن ادريس بن الفحل ملك الجعليين واولياء الصالحين واصحاب الكرامات من المجاذيب , وكان يردد اثناء السير ( يا سنار جاءك نار ..!) فقابله الملك عدلان في مكان يقال له الترس شمالي سنار واقتتلوا قتالاً شديداً , قتل في المعركة الشيخ رجب وكان ذلك في عام 1788م , وأنهزم عساكر الهمج ولحقوا بعبود في وسط الجزيرة , فارسل اليهم الفقيه حجازي بن ابي زيد من ذرية الشيخ ادريس ود ارباب وأمرهم بالثبات وبشرهم بالنصر ..! فاطمأنوا وثبتوا وجعلوا الشيخ ناصر اخا رجب المقتول شيخاً عليهم فأعادوا الكرة للمرة الثانية والتقى الجيشان في محل يسمى ( انطرحنا ) فاقتتلوا قتالاً شديداً , واشتد القتال على عسكر الملك عدلان وانهزموا فغرق أكثرهم في البحر وتبعهم عساكر الشيخ ناصر بطشاً وقتلاً حتى دخلوا سنار , وندم الملك لعدم خروجه للحرب فمات قهراً ..!فدخل الشيخ ناصر مدينة سنار بعساكره فأسدوا فيها وذلك في عام 1789م , منذ ذلك الوقت انكسرت شوكة الفونج ولم تقم لهم قائمة بعد وولى الشيخ ناصر.
في عام 1789م خرج الشيخ محمد الامين شيخ قري المعزول ومحمد ود خميس على ملك طمبل , ووليا على سنار الملك رباط من الفونج , فجهز الملك طمبل والشيخ ناصر قوة لقتالهما فالتقوا في الحلفاية وقيل في مكان قرب شندي وهناك اشتعلت الحرب فقتل الملك طمبل وانهزم الشيخ ناصر شر الهزيمة فسمي رباط ملكاً .
وفي نفس العام 1789م استؤنف القتال ضد الشيخ محمد الأمين فقتل الملك بادي والملك الرباط معاً فولى ناصر على سنار.
الملك حسب ربه في عام 1790م في عهده خرج عبد الله ود عجيب على الشيخ محمد الأمين في قري وذهب هو والشيخ محمد خميس ابي ريدة برجالهما الى الشيخ محد الأمين بحلة بان نقا بين قري وشندي وقتلوه هناك وتولي المشيخة من بعد عبد الله ود عجيب .
الملك نور سنة 1791م , كان الملك نوار صاحب شهامة وسطوة , فلما ظهرت صفاته وشهرته للشيخ ناصر, قتله وولى بعد الملك بادي السادس
في عام 1797م اجتاز الشيخ ناصر البحر بعساكره ومعه عدلان وحارب محمد خميس ابي ريدة وقتله ونهب امواله ..! وخرج عليه هاشم بن الملك عيساوي واولاد الشيخ الأمين ومعهم قبائل فزارة وبنو جرار ودخلوا الجزيرة فخرج عليهم في نواحي سيرو وهناك اصلحوا ورجعوا سنار اما بني جرار خلع كبرائه .
في عهد الملك رانقي والملك بادي أتى الشيخ عبد الله بن عجيب بما اغضب الشيخ ادريس فجرد عليه جيوشه وكان عبدلاب قد نقلوا مركز المشيخة من قري الى الحلفاية , فاندلع القتال في الحلفاية في عام 1801م فقتل الشيخ عبد الله بن عجيب , وانهزمت جيوشه فأمنهم الشيخ ادريس وولى عليهم الشيخ ناصر الأمين الذي بقي في المشيخة حتى الغزو التركي المصري ..!
اقام الشيخ ادريس في الحلفاية وارسل اخاه عدلان بجانب عساكره الى شندي كرسي مملكة الجعليين كان الملك سعد قد توفى عندما وصل عدلان الى حلة بان نتقا ,كتب الى الملك محمد نمر يعده, قصد مخادعته بان يوليه ملكاً على الجعليين فأغتر بوعده وحضر اليه مع نفر من اهله وابنه ادريس , اما اخواه الملك نمر والملك سعد قد تخلفا الحضر لأنهما علما بالخطة فلما وصل الملك محمد ومن معه أمر علان بسجنهم وغلهم ..! فمات الملك محمد من ثقل الأغلال .ثم حاصر عدلان الملك نمر وضيق الخناق عليه فلما جن الليل فر بمن معه , فولى المساعد ملكاً على شندي , ورجع عدلان بالأسارى الى اخيه الشيخ ادريس في الحلفاية فعادا معاً الى سنار هناك ضرب رقاب أولاد الملك نمر .
في علم 1802م اندلع قتال عرف بقتال العواليب بين الملك نمر والملك مساعد الذي ولاه عدلان فانتصر الملك نمر, وخرج المساعد من شندي وكان مساعد لا يزال قوياً سعى رؤساء الجعليين بالصلح بينهما فتصالحا على ان يكون نمر ملكاً على شندي والمساعد ملكاً في المتمة وبقيا كذلك حتى الغزو التركي المصري .
في عام 1802م توجه عدلان أخ الوزير ادريس الحاكم الفعلي للسلطنة الى جهة الغرب وقاتل الملك عيساوي فانتصر علية واتى به اسيراً الى سنار فمات فيها .
في عام 1803م وقعت حرب بين الشكرية والبطاحين , فقتل الشيخ عوض الكريم ابو سن شيخ الشكرية .
في عام 1804م توفى الشيخ ادريس وتولى الوزراء اخوه عدلان فاشغل بالملاهي والملذات واهمل امور المملكة , اتفق ابن اخيه مع الفونج والشيخ كمتور شيخ خشم البحر والملك رانقي على الفتك بعدلان , فعلم عدلان بمكيدة فأسرع الى جواده فامتطاه هارباً نحو سنار فرماه احدهم بحربة فأصابته فوقع من جواده ميتاً وكان ذلك في عام 1804م .
حامد جربو
نواصل في الجزء الثالث ..
|
|
  
|
|
|
|
حامد جربو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست