بقلم / Email. [email protected] المملكة المتحدة ( بريطانيا). في هذه الحلقة سوف أتناول نقاطاً فنية واستراتيجية عن المصالح التي تبحث عنها الإمارات في السودان نظراً لتأثيرها الكبير وتداخلها في حرب 15 أبريل، وانشاء الله لاحقاً أوضح جزءاً من مصالح الشقيقتين جنوب السودان وتشاد ومخاوفهما عن مآلات الحرب عليها .. *مصالح الامارات*:- بعد انفصال جنوبنا الشقيق فقد شمالنا السوداني احد اهم مراكز اقتصاده ( البترول ) و بعد ذلك بسنوات قليلة برزت ابوظبي بقوة على الساحة السودانية كجهة اقتصادية فاعلة واصبحت أكبر شريك تجاري جديد للسودان ومشتري رئيسي للذهب الذي يتقدّم على بقية صادرات البلاد اجمع والتي تقدر قيمتها بنحو حوالي 2.08 مليار دولار في العام 2021، أي ما يقارب 90% من صادرات الذهب المسجلة رسمياً. ايضاً عام 2020 استثمر مستشار الامن الوطني الإماراتي بما يقارب 225 مليون دولار في افضل المشاريع الزراعية للبلاد و مساحته يقدر بحوالي 100 الف فدان، ناهيك عن بنية بقية الإستثمارات الغامضة التي تضمّ شركات صوَريّة خارجة عن ادارة الرقابة المصرفية العالمية والمحلية. هذا فضلاً عن استثماراتها في مجالات المرافئ وشرائها للموانئ بغرض تخزين الواردات الدولية وتصديرها، مثلاً في السنوات الماضية عقدت الإمارات صفقة لبناء وتشغيل مرفأ جديد علي سواحل البحر الأحمر باعتباره احد اهم الممرات المائية من الناحية الإستراتيجية في العالم. إذ تعتقد ابوظبي ان تأمين الممر المائي سيشجع شريكها الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب مهم وذو نفوذ اقتصادي،استخباراتي وسياسي علي تعزيز قبضتها على محيط البحر الأحمر و الخليج العربي والأفريقي، بحيث يعمل الشريكان (واشنطن والإمارات العربية) علي تخفيف تمدد الوجود الروسي في السودان، وبموجبه تبنت الإمارات المتحدة مقاربة عمليّة تجاه السياسة الداخلية للسودان، والتي بدورها شجّعت طرفي الحرب علي الانخراط في حوار مع القوي المدنية في يونيو 2022. ولذلك حرصت على ان تحتفظ بعلاقاتها الدبلوماسية والفنية مع طرفي الحرب( الجيش والدعم السريع)، والدليل بدليل موافقة ودعم قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان لصفقة أبو عمامة و التي تقدر قيمتها ب 6 مليار دولار، وعلاقتها التجارية المباشرة مع حميدتي معروفة. اعتقد للإمارات مصالح متعددة في أن يكون السودان بلدا مستقرا، بحيث الإماراتيون يأملون في ان تخفف السودان مخاوفهم بشأن الامدادات الغذائية خاصةً بعد تفجر الحرب الاوكرانية وانعكاساتها السلبية علي اقتصاد الدول العربية.فلذا حالات عدم اللاستقرار تسهم في تعطيل قطاعات كبيرا من مصالحها وتمددها الاستثماري. حسب المعطيات الجيوسياسية والمتغيرات العسكرية اعتقد المصالح العليا لابوظبي مرتبطة بإنهاء حرب 15 أبريل كما تسعي جاهدة مع حلفائها الاقليميين، الدوليين والمحليين علي عودة السودان إلى مرحلة ما بعد سقوط حكومة البشير و قبل انقلاب 25 أكتوبر، وذلك من أجل حماية مصالحها في السودان.وعليه ترتكز و تدور تحركاتها ودعمها الماكوكي (الخفي) والمعلن للجولات التفاوضية على محاور سياسية و مداخل إنسانية متعددة والتي تتمثل في الوقف الدائم لإطلاق النار، فتح المعابر و المسارات الإنسانية، تشكيل حكومة مدنية من المستقلين سياسياً تكون ذات قبول و مصداقية شعبية تحقق استقرارا سياسياً، اجتماعياً وأمنياً لتحافظ علي مصالحها الإستراتجية، و تتوافق مع متطلبات القوي السياسية والشعبية التي عبرها تسهم بشكل كبير في عودة السودان إلى الساحة الدولية، كما من شأنها المحافظة علي علاقتها الاستراتيجية مع جزء كبير من قوي الكفاح المسلح التي وقعت على اتفاقية جوبا وضمان استحقاقاتها ضمن الملفات السياسية التي ستُطرح بعد الملفين ( الامني والإنساني ) لتكون مدخل رئيسي لاتفاقيات قادمة في المستقبل. نواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مبارك عيسي احمد سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست