الذكرى الجميلة: سعودي دراج بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2020, 05:20 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى الجميلة: سعودي دراج بقلم عبد الله علي إبراهيم

    05:20 AM July, 06 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    المرحوم سعودي دراج، النقابي العمالي الوطيد، رجل مسكون بفن لا حصر له. وهذا الفن هو الذي أبقاه على رقة الجانب ودماثة الإنسانية في خضم مسئوليات شاقة، قديمة، وطويلة أثقلت كاهل آخرين وشرّدت عذوبتهم الأصل.
    أذكره في زنزانات الشرقيات بكوبر في 1971 وقد تعلقت روحه بطائريّ ود أبرق كانا يحطان على باحة أمام زنزانته يؤانسان وحشته. وكان سعودي إذا فرغ من تدوين ملاحظاته الذهنية عنهما في يومه نقل إلىّ لاحقاً حديث الطائر إلى الطائر، ألفتهما، وشغبهما، وشغفهما.
    ومن أميز ما رأيت من فن سعودي أنه كان يتقمص شخصية مثيرة للفكاهة يدخل في دور منها ويخرج كما شاء. وهي شخصية الأب الذي يتأبط عصاه ويسوق ولده إلى المناسبات الاجتماعية من عقد ونحوه. وكان سعودي بارعاً في استنباط دقائق هذه الشخصية التي اكتملت لها سعادة الدنيا: عصا وولد وأهل ومناسبات. وكنت أضحك لمنظر الرجل في أداء سعودي وهو يمشي نحو المناسبة الاجتماعية، يتأبط عصاه، ويتحدث إلى ابنه عن صلة الرحم التي بينهما وبين صاحب العزومة. أو المنظر الآخر الذي يأخذ فيه الرجل قطعة حلوى من الصحن المار ويحشو جيب ولده حشواً بالحلوى.
    في مرة في سجن شالا اشتقنا للحرية جداً. سئمنا المحاضرات والرياضة وشائعات إطلاق السراح وانتظار الذي يأتي من الأهل والذي لا يأتي. وتذاكرنا الغناء مقطعاً من هنا وهناك. وجاء ذكر إبراهيم عوض وتصفحنا بعض أغنياته. ثم إذا بسعودي، وله صوت عذب، يتغنى:
    الذكرى الجميلة لو تعرف معناها
    لا دنيا بتزيلها لا آخره بتمحاها
    وكانت تلك الأغنية هي ما ظللنا نبحث عنه تحديداً ونحن في ذروة السأم. وهرعنا
    بأصواتنا: أجشها وأنكرها وأعذبها نغني أو نشيل مع سعودي نشق عنان السجن. وغنيناها، واستعدناها حتى رطِبت حلوقنا، وأزالت أكثر الصدأ من أرواحنا ثم تفرقنا. لقد شيدنا منطقة محررة في جغرافيا السجن. كأن مرهماً مس الجراح. وكأن النيل مد لنا سرباً من موجه وغسل درن الروح.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de