الشعب لا يملك ولا يتعامل مع ذلك ( الدولار ) ولكنه يكتوي بشدة من نيران تلك العملة المجنونة .. ومن أوجع الأمور في الحياة أن يتحمل المرء وزر الآخرين من تجار المضاربات من أجل المصالح الذاتية .. والشعب السوداني لا ناقة له ولا جمل في قصة ارتفاع أو انخفاض ذلك الدولار .. ورغم ذلك فإنه من أكثر الشعوب فوق الأرض التي تعاني من جور ذلك الدولار .. وكل ذلك بأسباب ذلك العجز الكبير في أداء تلك الحكومة المؤقتة للسيد عبد الله حمدوك .. وبالأمس فإن تلك الإفادات قد أكدت بأن قيمة ( الدولار ) في الأسواق السوداء قد بلغت مبلغ ( 245 جنيه سوداني ) .. وهي تلك القيمة التي كانت تعادل مبلغ 40 جنيه سوداني عندما قامت الانتفاضة الأخيرة ,, وذلك الشعب السوداني قد انتفض وقدم تلك التضحيات الجسيمة في الأرواح والأنفس بسبب ذلك الارتفاع الجنوني في قيمة الدولار في نهايات حكم الإنقاذ البائد .. واليوم بمعية حكومة السيد عبد الله حمدوك المبجل قد بلغت قيمة الدولار مبلغ ( 245 جنيه سوداني !!! ) .. ومازال الدولار يزاول معدلات الارتفاع بتلك الوتيرة الجنونية .. وذلك التمرد العجيب للدولار قد أسقط مقام وهيبة تلك الحكومة المؤقتة في الحضيض بكل القياسات .. وبنفس القدر فإن تلك الصورة المخزية الكئيبة قد جعلت من تلك الحكومة المؤقتة مجرد مهزلة في مهزلة !! .
لو جاز لأحد الحادبين من أبناء السودان أن يجازف ويخاطر من أجل هذا الوطن المكلوم يذهب أولاً لرئاسة مجلس الوزراء ثم يقوم بطرد كافة المتواجدين في ذلك المجلس ( كباراً وصغاراً ) ثم يغلق أبواب المجلس بتلك الطبال الصينية الضخمة القوية ثم يلغي بتلك المفاتيح في نهر النيل .. وبعد ذلك يذهب لمجلس السيادة ويطرد كافة المتواجدين في ذلك المجلس ( كباراً وصغاراً ) ثم يغلق أبواب المجلس بتلك الطبال الصينية الضخمة القوية ثم يلغي بتلك المفاتيح في نهر النيل .. وبعد ذلك يذهب لرئاسة الجيش السوداني والقصر الجمهوري ويطرد كافة المتواجدين فيها ( كباراً وصغاراً ) ثم يغلق أبواب القصر الجمهوري ورئاسة الجيش بتلك الطبال الصينية الضخمة القوية ثم يلغي بتلك المفاتيح في نهر النيل .. وبعد ذلك يجلس تحت شجرة من الأشجار على شاطئ النيل ويرتشف القليل من فناجين القهوة ،، ثم يتنفس الصعداء وهو في قمة الراحة النفسية .. ويجوز له أن يدندن ويغني وينشد وأن يردد عبارات : ( ملعون أبوك يا بلدي !! ) .
ذلك الدولار المجنون حين يرتفع يفرح هؤلاء أصحاب الدولار وأصحاب المصالح الذاتية ،، بينما يبكي ويحزن كثيراً ذلك الشعب السوداني المغلوب على أمره .. وهو ذلك الشعب الذي لم يشاهد ولم يتداول ذلك الدولار في يوم من الأيام .. والبعض من أبناء السودان في هذه الأيام ينادي بتغيير تلك العملة السودانية .. ولكن لدى الشعب السوداني ( فكرة جهنمية ) في هذه الأيام .. وتلك الفكرة تقول : ( لا بد من إيقاف استخدام تلك العملة السودانية كلياً في البلاد ) ،، وبدلاً من تلك العملة السودانية السخيفة الضعيفة الهزيلة يجب على السيد عبد الله حمدوك أن يعلن للشعب السوداني رسمياً بأن عملة البلاد الرسمية منذ بداية العام الجديد ( 2021 ) هو ذلك ( الدولار الأمريكي ) .. وعلى الحكومة السودانية المؤقتة أن تبدل تلك العملة المحلية المتوفرة لدى المواطنين بالدولار الأمريكي .. وبعد تلك الخطوة الجنونية فليرتفع ذلك ( الدولار) كما يشاء ومتى يشاء !!.. فإن الشعب السوداني لن يتأثر إطلاقاً من ارتفاع أو انخفاض الدولار بعد تلك الخطوة المجنونة ،، حيث أن تلك الدولارات في جيوب الشعب السوداني سوف ترتفع بنفس المقدار والمنوال !! .. ( وما فيش حد أحسن من حد !! ) .. والمصيبة الكبرى التي يتخوف منها الشعب السوداني أن ذلك ( الدولار ) المجنون سوف يتعقل ويتراجع لمعدلات الصفر إذا أصبح عملة البلاد الرسمية وإذا أصبح في جيوب الشعب السوداني !! .. وذلك لأن الشعب السوداني منحوس بالفطرة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة