هناك أنباء ومواقف قد يعتبرها الناس إيجابية ولكنها أيضا قد تكون مقلقة ومريبة عندما نحاول إدراك مآلاتها النهائية: خذ مثلا حديث رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي أن قوات الدعم السريع تعمدت ارتكاب مجازر في الفاشر وحان الوقت لتصنيفها منظمة إرهابية. ثانيا إعلان تحالف تأسيس تعليق التعاون مع قناة الحدث والعربية واتهامهما بتزييف الحقائق في الفاشر وهذا أمر مثير للريبة لأن قنوات الحدث والجزيرة مباشر وفرت منذ بداية الحرب منابر إعلامية للدعامة لم يكونوا ليحلموا بها وثالثا الإنتباه المفاجيء لوسائل الإعلام وكذلك المنظمات الدولية بما يرتكبه الدّعّامة من إنتهاكات وإبادة وربما استخدام غازات كيميائية ..الخ وكأن الانتهاكات تحدث لأول مرة وحتي أن تقارير بالأقمار الصناعية أثبتت بالصور "سيلان دم" الأبرياء في الفاشر ولكن نفس هذه الأقمار لم ترصد بِرَك دماء الأبرياء في الجنينة ووسط هذه الأمواج العالية دعت حكومة بورتسودان المجتمع الدولي ل"محاسبة" قوات الدعم السريع.
هذه كله شيء إيجابي إذا أدي فقط إلي كفّ الدعامة عن افاعيلهم واذا أدي إلي حظر السلاح عنهم
ولكن.. ومع ذكرياتنا للأحداث المؤلمة التي حدثت في منطقتنا العربية والإسلامية نخشي أن يجر هذا وراءه شرور التدخل الدولي خاصة بعد تهديد مستشار الرئيس الأمريكي لشئون افريقيا بأنهم في حال فشل وقف النار ربما يتحولون إلي " إجراءات أخري" وحكومة بورتسودان فعلا في موقف صعب مثل المرأة التي شكت حالها قائلة: (إن اسكت أُعلَّق وإن أنطِق أُطلَّق) فالتدخل الدولي لن يؤدي فقط إلي تحييد الدعم السريع بل سيؤدي حتما إلي تطليق الحكومة نفسها وربما حتي إلي "تعليق بريطيشاتها" ففي ليبيا أدي التدخل إلي خلع القذافي لكن الدول الغربية لم تقف مع الثورة الليبية بعد ذلك بل تم دمغ الثوار ب (تعاطي الارهاب) ثم بعد ذلك .. اختلط الحابل بالنابل. والغرب منذ الآن لديه تحفظات ضد حكومة بورتسودان بأن لها ارتباطات مع الإخوان وأنها تحمي قادة النظام السابق وكذلك يتهم الغرب بورتسودان باستخدام مادة الكلور - التي يفترض استخدامها في تعقيم مياه الشرب- لأغراض حربية ..الخ
و نختم حديثنا بعرض أخبار من التاريخ القريب قبل حوالي ١٥ عاما نحاول أن "ننعش" بها ذاكرة القاريء اللبيب:
《اعنلت وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون ان سلسلة من أكثر من 110 صواريخ كروز أطلقت ليلة السبت الى اليوم الأحد 20-3-2011 على اهداف ليبية هي مجرد مرحلة أولى لعملية متعددة المراحل بمشاركة دول غربية أطلق عليهأ إسم "فجر أوديسا" وقال البنتاغون أن تحالفا من خمس دول، هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وايطاليا يشن هجمات على ليبيا بهدف شل دفاعات معمر القذافي. واستهدف القصف الجوي الدفاعات الجوية الليبية في محيط طرابس وحول مدينة مصراتة التي دارت فيها معارك ضارية بين كتائب القذافي وثوار ١٧ فبراير. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد اعلن السبت 19-3-2011 بدء العمليات العسكرية في ليبيا، بعد تجاهل القذافي لتحذيرات المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في قتل المدنيين. وقال إن الطيران الفرنسي بدأ بالفعل منع الطيران الليبي من قصف المدنيين في إشارة لتحليق طائرات فرنسية في أجواء بنغازي وأضاف أن الشعوب العربية بحاجة للدعم الخارجي. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وجّه إنذاراً نهائياً للزعيم الليبي معمر القذافي، وحذره من أنه سيواجه عواقب قد تشمل تحركاً عسكرياً إذا لم يلتزم بمطالب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، فيما تحركت الولايات المتحدة باتجاه تدخل مباشر في الاضطرابات الليبية. وأضاف الرئيس الأمريكي أن الهدف الرئيسي للمجتمع الدولي هو حماية المدنيين الليبيين》
□■□■□■□■ تذكرة متكررة: ¤¤¤¤¤¤¤¤ بالدعاء على الظالمين الذين اخرجوا الناس من ديارهم بغير حق وسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض ونهبوا الحقوق وساموا الناس سوء العذاب وهو دعاء لا شك مستجاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الصادق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست