إنني انتظر بشوق، الخازوق الأول الذي ستركبه أمريكا في البرهان. بطريقة ما ومن جهة ما، فكل الجهات تحت قبضتها، وكما نجحت تمريكا في إسكات كل الاحزاب عندما وقع نظام البشير إتفاقية نيفاشا، ثم اشترت صمتهم وهم داخل برلمان النظام (ومنهم أحزاب قحط اليسارية نفسها)، عند تحقق الإنفصال، فقد نجحت أيضاً في السيطرة على تلك الأحزاب الفاشلة، وكذلك السيطرة على العسكر وحتى الحركات المسلحة، والشعب، ونجحت في الحصول على التطبيع. تدرك أمريكا أن السودان دولة ضعيفة وفقيرة جداً، رغم مساحتها الكبيرة ومواردها تحت الأرض وفوقها. لكنها تفتقر إلى التجانس، ويفتقر سكانها للحساسية تجاه سيادة دولتهم، وفوق هذا قابلية السياسيين لبيع كل شيء مقابل ثمن بخس. وكما نجحت في فصل الجنوب، ثم أعطت البشير خازوقاً سريعاً بعد الإنفصال، فستعطي البرهان أول خازوق، يدوٍّخه بعد التطبيع. وهو الذي يعتقد كما اعتقد السابقون أنه ابن أمريكا وصنيعتها. إن امريكا تستخدم الخونة ثم تدوسهم بعد استنفاد اغراضها منهم. وهذا ما ستشاهدونه بعد قليل. إنما المشكلة أن طبيعة الخازوق البرهاني غير معروفة، وغالبا فإن الشر الأمريكي يعم ولا يخص، وهذه هي المشكلة. تتلاعب امريكا بالعالم بيد عملائها وخونتها داخل كل إقليم يفترض أنه يتمتع بسيادة. لذلك تكون الدول حذرة جداً عندما يتعلق الأمر بأي روابط بين السياسيين وأمريكا. تقوم امريكا بتجنيد هؤلاء إما مباشرة أو عبر واجهات عدة، فالمنح الدراسية (خاصة المتعلقة بحقوق الإنسان وصناعة القادة)، ليست سوى واجهة شرعية لتنقل عملائها من الداخل في الخارج. إن أمريكا لا تفتح ذات الفرص لمنح تتعلق بالعلوم التكنولوجية الأكثر فائدة، بل لدراسات تافهة كحقوق الإنسان وصناعة القادة، فحقوق الإنسان مثلاً؛ إن كان يجب أن تُدرَّس تدريساً محترماً، فالأصل هو أن تدرس ضمن إطاراتها العامة، كالقانون الدولي العام من جهة، والعدالة الجنائية من جهة أخرى. لتكون هناك دراسة منتجة ويمكن للدارس أن يفهمها تأصيلياً. إن امريكا تبيع الوهم، وذلك عبر مؤسساتها التي تتوزع بمئات الآلاف حول العالم، كمراكز الدراسات والأبحاث، والمؤسسات الإعلامية، والمراكز الثقافية، والمنظمات الإنسان غير الحكومية،...الخ. وهكذ تقوم بزرع بؤر داخل كل دولة بكل سهولة. سيخيب فأل البرهان بعد قليل، ومن لم يفهم لغة العم سام، لم يأمن شره. والأيام بيننا..وسنرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة