الحالة السائدة بدولة السودان ( تلك الأقطاب المتنافرة ) !!
العلوم الفيزيائية تؤكد بأن أقطاب المغناطيس المتشابه تتنافر وأن أقطاب المغناطيس المتباينة تتجاذب !! ،، وتلك فرضية علمية لا تقبل الجدال والإنكار في يوم من الأيام ،، فالثوابت العلمية هي الثوابت العلمية حتى قيام الساعة ،، وتلك الحقيقة العلمية العجيبة نجدها قائمة بين العناصر البشرية في بعض مناطق السودان ،، حيث لا يتوفر إطلاقاَ ذلك الوفاق والاتفاق بين كافة القبائل والأصول السودانية في تلك المناطق ،، بل كالعادة نجد قبائل وجنسيات سودانية تلتقي مع بعضها البعض في تواد ووفاق منذ مئات السنين ،، بينما أن قبائل وجنسيات سودانية أخرى تعادي بعضها البعض منذ مئات السنين ،،ـ قبائل وجنسيات سودانية تلتقي مع بضعها وقد لا تربطها علاقات الصفات والعادات والتقاليد ،، ورغم ذلك فهي تتعايش مع بعضها بمنتهى الأريحية ،، فنجدها تواكب الحياة بمنتهى الأمن والسلام والوفاق ،، وفي نفس الوقت منذ مئات السنين نجد قبائل وجنسيات سودانية تعادي بعضها البعض طوال المدى والسنوات ،، وتلك الحقيقة المؤلمة المفجعة قد خلقت في هذه الدولة المنكوبة حالة من حالات الكر والفر في اتخاذ القرارات ،، حيث تأتي من وقت لآخر تلك الموجات الغريبة التي تحدد مصير الكثير والكثير من المناطق والأقاليم السودانية والشعوب فيها ،، والشعب السوداني قد كل ومل وزهج من تلك السياسات المتكررة العقيمة التي تجري في البلاد منذ لحظات الاستقلال ،، وهي تلك السياسات الكئيبة المشينة التي يعايشها الشعب السوداني لدرجة الإملال منذ استقلال البلاد !،، فكم وكم من تلك الحكومات ( المدنية والعسكرية ) التي بدلت وحولت الأوضاع الإدارية والسياسية والمسميات الحدودية لتلك الأقاليم والمناطق السودانية !!!! ،، وقد تعود الشعب السوداني أن تأتي حكومة من تلك الحكومات لتقسم البلاد إلى أقاليم ومناطق عديدة ومتعددة ،، وذلك بالقدر الذي يواكب سياساتها وأجنداتها ،، وكذلك بالقدر الذي يواكب طموحات وأجندات بعض القبائل والجنسيات السودانية ! ،، ثم ترحل تلك الحكومات عن الوجود لسبب من الأسباب دون عودة !! ،، فتأتي حكومة أخرى جديدة لتبدأ خطواتها من جديد ،، وبذلك القدر الذي يحقق طموحات بعض القبائل والجنسيات السودانية !! ،، وبعد فترة وجيزة تأتي حكومة أخرى في البلاد لتبدأ ذلك التلاعب في مصير الأقاليم والمناطق السودانية !!،، وهكذا تدور تلك الدائرة السوداء بدولة السودان لسنوات وسنوات ،، وكل الدلائل والإرهاصات تؤكد بأن المقاصد السياسية والأجندات القبيلة هي التي تتحكم بمصير المناطق والأقاليم السودانية ،، ولا توجد إطلاقا تلك المقاصد الوطنية والسياسات العليا الراقية التي تضع دولة السودان في حدقات العيون .
في هذا اليوم تحتفل الجهات الرسمية بتوحيد أقاليم ( دارفور ) التي أصبحت عدة أقاليم في عهد النظام البائد ،، وهي خطوة جديدة من تلك الخطوات المعهودة عن حالات الكر والفر منذ استقلال البلاد ،، حيث تلك الظاهرة التي تشبع وترضي طموحات بعض القبائل والجنسيات السودانية في أقاليم دارفور ،، بينما أن تلك الخطوة لا ترضي طموحات ورغبات قبائل وجنسيات أخرى في تلك الأقاليم الدارفورية ،، فإذن الحالة برمتها هي حالة كر وفر بين تلك القبائل الدارفورية ،، وتلك الخطوة هي نفس تلك الخطوات المعهودة في البلاد منذ استقلال البلاد ،، حيث تلك الخطوة التي تؤكد حالات التنافر أو التجاذب بين أقطاب المغناطيس ،، أقطاب تلتقي وأقطاب تتنافر .
الشعب السوداني لا يهمه كثيراَ ذلك ( الكر والفر ) الذي يجري بين الأطراف والقبائل والجنسيات السودانية في تلك المناطق الدارفورية ،، بل يهمه فقط ذلك الاستقرار والأمن والسلام في ربوع السودان ،، فإذا تحقق ذلك السلام والأمن والاستقرار بتلك المناطق الدارفورية في ظلال الإقليم الواحد لدارفور فأهلاَ وسهلاَ بتلك الخطوة العظيمة المباركة الجبارة ،، وبنفس القدر إذا تحقق الأمن والسلام والاستقرار بمناطق دارفور في ظلال الأقاليم المتعددة فإيضاَ الشعب السوداني يردد عبارة : ( أهلاَ وسهلاَ بتلك الخطوة المباركة الجبارة ) ،، فقط يهم الشعب السوداني ذلك الاستقرار والأمن والسلام في مناطق السودان شرقاَ وغرباَ وجنوباَ وشمالاَ ووسطاَ ،، ولا يهمه إطلاقاَ تلك التقاسيم والمسميات الشكلية التي يمارسها أبناء القبائل والجنسيات ،، فالوطن السودان هو الذي يجب أن يقدس في نهاية المطاف .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة