هنالك مادة فى العلوم السياسية تسمى السياسة المقارنة , هذا الكورس اي المادة تدرس لطلاب العلوم السياسية و اللتي تتلخص حول ان اي حدث يحدث في دولة ما من دول العالم يمكنة ان يحدث او يتكرر سناريوهات في اي دولة اخرى اذا توفرت العوامل و الظروف اللتي ادت لحدوثة فى تلك الدولة الاولى. من هنا تاتي التكهنات السياسية بان الدولة المعنية ( اكس) سياتي عليها هذا الحدث . العالم اصبح على شهر فبرائر و هو على صدمة الانقلاب العسكري في بورما اي( نينمار). ففي الوقت اللذي اصبح الشعب البورمي وهم يتطلعون لرؤية اول يوم لا نعقاد البرلمان المنتخب حديثا واللذي هو غالبيتة من الحزب القومي الديموقراطي برئاسة الانسه (ان سان سوكي) الفائزة بجائزة نوبل للسلام. هذا الحزب اللذي اكتسح الانتخابات في نوفمبر باغلبية ساحقة ضد الحزب المعارض و اللذي يجد مناصرة من الجيش البورمي. على الرغم من ان الجيش البورمي وعلى نحو خمسمائة عام يسيطر على السلطة هنالك الا ان عام 2011 شهد تحول نوعي في البلاد و اتجاة نحو الديموقراطية شي ما مع شراكة للعسكر في السلطة. نجد ان الجيش في نيمار ضالع في فساد كبير و اعمال و شركات ضخمة يسيطر عليها اعضاء من عوائل جنرالات في الجيش البورمي, نينمار تلك الدولة اللتي هي غنية بالذهب و الاحجار الكريمة و الموارد الغابية الضخمة. اذا استخدمنا منظور السياسة المقارنة هذا نجد ان كل تلك العوامل والظروف اللتي ادت لانقلاب بورما تتوفر عندنا في السودان اليوم, نفس طبق الاصل من شراكة هشة ما بين العسكر و المدنيين مع وجود فساد كبير في البلاد يقوم بة جنرالات الجيش السوداني و اقربائهم مع احتكار ملحوظ لعديد من الشركات الضخمة من قبل الجيش بجانب التحكم في صادرات الذهب و الماشية و مضاربات في الدولار يقوم فيها نافذين في السلطة. لا تندهش عزيزي عندما تستيقظ صباح و تجد الدبابات تحرس الكباري و المرافق الحكومية في السودان مع اصوات المارشات الموسيقية العسكرية في راديوا امدمان و القنوات الفضائية المختلفة تحث المواطنين السودانيين عن ترقب البيان العسكري رقم واحد والمهم من قبل الجنرال الفلاني التابع للقوات المسلحة السودانية. عزيزي, لا تقل لي بان منظمة الوحدة الافريقية حرمت الانقلابات و سوف تضغط على الانقلابين في السودان !, ارجع للانقلاب اللذي حدث مؤخرا في مالي و ماذا حدث هنالك !. تعاملت منظمة دول غرب افريقيا الاقتصادية مع الانقلابين بغفاز من المطاط , ترجت المنظمة الانقلابين في مالي بان ينشؤا حكومة وحدة و طنية و يكون على راسها مدني . وافق الانقلابين و اتوا بجنرال متقاعد من المؤسسة العسكرية لرئاسة الحكومة و صمتت كل الاصوات اللتي رفضت الانقلاب على الحكومة المدنية في مالي. لا تندهش عزيزي السوداني عندما تستيقظ صباح و تتفاجا بقوانين طواري في البلاد لمدة عام او اثنان مع وعود كاذبة بالعمل على عودة الديموقراطية من قبل العسكر في السودان, و الحلف برب الكعبة على اقامة انتخابات حرة نزيهة فى عموم البلاد بعد سنة او اثنان من قبل جنرالات الجحيم. نينمار اليوم في صدمة وكل انصار الديموقراطية في العالم افواههم مفتوحة في دهشة الى اللذي حدث هنالك في بورما, الا ان اشد صدمة ستصيبهم غدا عندما يصبحون على اصوات مارشات موسيقية تنبعث من بوابة افريقيا الشرقية السودان. وانها ثورة حتى النصر..! الصادق جادالله كوكو – الولايات المتحدة الامريكية - فيرجينيا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة