تطايرت في فاتحة ديسمبر من العام المنصرم، الأخبار حول سعي وزارة التعليم العالي إلى خفض عدد الطلاب المقبولين للعام الدراسي 20/2021م، بنسبة 5.4%، أي خفض عدد (22395) طالب عن العام السابق؛ مع تجميد بعض برامج كليات الهندسة، والطب، والصيدلة، والمختبرات الطبية، والاسنان، وبعض الكليات النظرية؛ بسبب جائحة كرونا، وتراكم الدفعات والتحديات القاسية التي تمر بها مؤسسات التعليم العالي من نقص الأجهزة والمعدات والمعامل والاساتذة المؤهلين، مع انعدام وصعوبة توفير بيئة السكن الملائمة للطلاب وافتقار معظم الداخليات لمقومات ومطلوبات الإقامة والاستقرار ـ بحسب وصف الخبر.
ونفت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، بروفيسور انتصار صغيرون، ما نسب إليها في اليوم التالي من نشر الخبر، وغردت على حسابها الخاص بتيوتر قائلة: أن الأمر لم يكتمل النقاش حوله، ولم يتم من جانبها نشر أي معلومة عن الأعداد المخططة للقَبول للعام الدراسي الجديد، وإن ما يشاع غير صحيح.
يبين تناقض الخبرين وتقاطعهما، حجم التباين وسط المكونات السياسية للحكومة، وفي داخل الوزارة، خاصة إذا حللنا مضمونها، مع المادة (29) المؤسسات التعليمية، من برتكول السلطة باتفاقية مسار دارفور الموقع بين حركات الكفاح المسلح والحكومة في أغسطس 2020م، والتي أعطت طلاب دارفور تمييزاً ايجابياً لمدة عشر سنوات، منها تخصيص نسبة (15%) من التخصصات الطبية، والبيطرية، والهندسية، والإنتاج الحيواني، والمختبرات الطبية، والصحة العامة، والإشعة، والصيدلة، وكافة التخصصات العلمية من مجموع الطلاب المقبولين بالجامعات الحكومية خارج الاقليم مع اعفائهم من الرسوم الدراسية؛ وما لا يقل عن (50%) في جامعات دارفور، مع اعفاء جميع طلاب دارفور عن الرسوم الدراسية.
كما خصصت المادة ذات الستة بنود، نسبة (20%) من المنح الدراسية والبعثات وفرص التدريب والتأهيل الخارجي لابناء وبنات دارفور، وازالة معوقات استخراج الشهادات الجامعية كافة للذين أكملوا دراستهم في السنوات السابقة، وغيرها من الامتيازات. كأن الذين أشاعوا الخبر الأول يريدون أن يقولوا إن طلاب دارفور لا يستحقون ذلك، أو كذلك تشيء مضامين الرسائل. بمعنى آخر إن الرافضين لعملية السلام من بين الذين في السلطة يعبرون عن رفضهم بمكر ودهاء، تشتم من القرارات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة