جدتي لم تتخرج من مدارس ولكنها كانت واعية جدا وعندما ياتي احد ليخبرها خبر تسأله كيف عرفت؟ فلو رد فلان قال كذا مهما كان مقام ذلك الفلان او ان الناس بتقول كذا فيومه اسود. وتضعه في تصنيف مجموعة "قالوا لي" وهي مجموعة مسخرة جدا بالنسبة لها
التاريخ والسياسة لا يتعلم بالنقل من كتب مهما كانت شهرتهم او مصداقيتهم مثل العلوم التجريبية وغالبية العلوم الاجتماعية وانما يفهم ويكتشف التاريخ والسياسة باسلوب التحري الجنائي بالفحص والاختبار والخيال الابداعي والتركيب والادلة
تاريخ "قالوا لي" لا يصلح إلا للونسة في القهاوي وادعياء المثقفين والمختصين الفالصو. ومن يستخدم النقل من تاريخ "قالوا لي" هو يحمل صندوقا فوق رقبته مليء بالمتناقضات والأكاذيب والتراهات والمفاهيم الخربة وبالتالي آراءه ومواقفه ومفاهيمه تكون غير سليمة أبدا
اري ان المصادر تراهات بل نفايات. كما احتقر المؤهلات الاكاديمية واعتبرهم ادلة دانة لجهل وتواطيء. والدوغمائية الحقيقية هي الاعتماد علي مصادر ومؤرخين يروجوا لخرافات واكاذيب عمدا او جهلا بلا عناء البحث والإكتشاف واعتبار ذلك بحث علمي
ساعدت زوجتي في تحضير ماجستير في جامعة يقال انها محترمة وانا احمل بكالريوس في مجال آخر واكتشفت مدي خبل اسلوب ومنهج الحصول علي ماجستير ودكتوراة
قواعد البحث العلمي واسلوبه بكل صدق هو في منتهي اللا علمية والتخلف والنمطية. وياليت يكون البحث العلمي إضاعة زمن فحسب ولكن الاشد ضررا هو قولبة وحصار وتوجيه عقول وسلوك المجتهدين الساعين للاضافة للعلم. ولا اقول لتحصيل العلم لان هذا المصطلح الاكاديمي الرجعي يدعم مفهوم ان العلم بركة تاخذ منها بقدر
الاكاديميون يريدوا صناعة قطيع وليس علماء ولا علم. تماما مثل كهنة الاديان الفاسدة والسوشيال ميديا مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب. الان السوق لا يحتاج الي مهندسين ولا اطباء ولا محاسبين ولا اي خريجين بل يحتاج لحرامية وتجار ومزوريين ومدعين في كل مجال بسبب فساد وفشل النظام الاكاديمي وحتي النظام المهني.
افكر بجدية في تعليم ابني وبنتي بدراسة جامعية في البيت وحصر الذهاب للجامعة للنشاط الاجتماعي فقط. ولا احتاج من تلك المؤسسات لورق فارغ يشهد بالتعليم. فعندما اتذكر كم كنت جاهل وساذج عند تخرجي من الجامعة حاملا بكالريوس متعب جدا يحوي 40 ساعة في الاسبوع ويحمله الكثير جدا مما اوقن بانهم جهلة حتي اليوم اشعر بحسرة من ضياع سنين عمري. علما بان الجامعة كانت تعتبر قوية جدا والقبول لها صعب ومحدود للغاية
أمي يرحمها الله وهي في ال 90 فشل عدة اخصائيين في اكتشاف شق في فخذها واوصوا بعلاج طبيعي وتسبب ذلك في حدوث جلطات وريدية عميقة. وفشلوا في اكتشافهم وحتي فشلوا في اتباع البروتوكول المقرر واقترحوا عملية جراحية رفضتها تماما. وقاموا بتشخيص وعلاج خاطيء للسكري. وكنت مضطر لعلاج مصائبهم.
وكما في الطب نجد في مجالات الهندسة والزراعة والحرفيين والادارة والمحاسبة والدين والاعلام والتعليم والصناعة وكل المجالات بلا فرز التخلف والجهل والنمطية والفساد الذي تزرعه المؤسسات التعليمية والاعلامية والسياسية والدينية بسبب فساد وجهل ونمطية النظام الاكاديمي.
وأكثر ما يغيظ ويقرف ان يأتي شخص مدعي ويسألني ماهي مصادرك؟ بدلا من أن يسأل ما هي الأدلة والبراهين والقرائن ويتجاهل المنطق الذي يطلب إعادة الفحص والبحث والتفكير والإستنتاج والإنتاج. كما لو أن الخروج عن القوالب هي جريمة ومستهجن بينما البقاء فيهم والنمطية هي أمور طبيعية ومفيدة. https://wp.me/p1TBMj-XBhttps://wp.me/p1TBMj-XB
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة