الاعتداء على الكوادر الطبية ظاهرة بدائية متخلفة !!
لم يكن ضمن صفات الشعب السوداني ذلك النوع من التصرف الأرعن .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي لم يجده العالم يوماً في ساحات الإرهاب والترهيب .. ويقال في الأمثال البلدية : ( الشعب السوداني ينام والدجاجة تأكل طعامه !! ) .. فهو ذلك الشعب الهادي اللطيف الذي لا ينفعل إلا بفعل فاعل يتعمد الإثارة .. وتلك القوانين الجديدة التي تم تفعيلها لحماية الأطباء والكوادر الطبية بالسودان هي ضرورية كإجراء وقائي ،، ولكنها ليست بالعلاج الناجع لتلك الظاهرة القبيحة .. فلابد من تلك التوعية المكثفة للإنسان السوداني .. وذلك في منابر المساجد وفي المنابر العامة ،، وفي عنابر التعليم والدراسة .. وكذلك في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .. فلابد من إفهام الناس بعدم صواب مثل ذلك التصرف الأرعن .
في مسار المجتمعات السودانية لم تكن تلك النصوص القانونية المكتوبة علاجاً قاطعا وناجعاً في يوم من الأيام .. وصفة الحماقة في بعض الأحيان هي صفة من صفات الشعب السوداني .. وهي من تلك المعضلات الكبرى التي تعاني وتشتكي منها المجتمعات السودانية .. ومن غرائب الصفات في المجتمعات السودانية أن ( الفكرة ) أو الحكم على فئة من فئات المجتمع ( بالسالب أو بالموجب ) تسرى كالوباء وتنتشر بين الناس كالنار في الهشيم .. وتظل تلك الفكرة راسخة في الأذهان مدى السنوات .. فإذا حكم نفر من الأنفار قولاً أو صفة على فئة من فئات المجتمع السوداني فإن الناس يتخذون ذلك الحكم أمراً مسلماً لا يقبل الحوار والجدال .. ويتبادلون ذلك الحكم فيما بينهم دون أي تمحيص أو تأكيد !.. فتلك الظاهرة تعد من أغبى الظواهر المعروفة عن الشعب السوداني .. وفي وقت من الأوقات حين زعم البعض وحكم بأن الأطباء في السودان يزدرون الناس ويستبدون ويستفزون ويتعمدون تجاهل المرضى في أهلك اللحظات فإن تلك الشائعات قد انتشرت في كافة المجتمعات السودانية بطريقة كالوباء ،، وحينها بدأ الناس يرددون تلك الشائعات والمقولة كالببغاوات دون ذلك البحث والتحقق والتأكد !.. وكأن الأمر مسلم به ولا يقبل ذلك الأخذ والجدال والحوار .. بل كأن ذلك الأمر منزل من السماء !. وتلك الأفكار البدائية عادة تترسب في أذهان الأمة السودانية وتصبح حكماً ملازماً طوال السنوات .
الواعون الناصحون من أبناء السودان يتمنون أن تختفي تلك الظاهرة البدائية المتخلفة عن سلوكيات الأفراد في المجتمعات السودانية .. ويتمنون أن يرتقي الإنسان السوداني إلى مصاف الشعوب المتقدمة والمتحضرة .. وأن يخرج الشعب السوداني من قوقعة الجهل والجهلاء .. فتلك الظاهرة تعد شائنة تشين كافة أفراد الأمة السودانية ،، ولا تشين فقط تلك الفئة من جهلاء الناس .. ومعروف بالتجارب الكثيرة أن تصرفات الجهلاء من الناس دائماً تشوه صورة العقلاء من الناس في المجتمعات .. والشعب السوداني يقول لهؤلاء الأطباء الذين أهينوا وضربوا في يوم من الأيام : ( لا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منا ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة