زعم الأستاذ بدرالدين السيمت أنه: (لا يتحاور مع الجمهوريين لأنه لا توجد أرض مشتركة بينه وبينهم لكي يتأسس عليها الحوار.. فالجمهوريون أتباع مقلدون.. ينكرون الأصالة والفردية..).. من صفحة الأستاذ بدرالدين "جذوة التأويل" بالفيسبوك.. مبدأ الاستاذ السيمت هذا ينسحب على كل المسلمين، واصحاب الأديان الأخرى، والملحدين، إذ ان غير الجمهوريين ليس لديهم تصور حتى للإصالة والفردية، بالمعنى الذي يقصده الاستاذ بدرالدين.. مما يتعين تقريره ابتداءاً ان مبدأ الاستاذ السيمت هذا، خاطيء بمقاييس الدين وبمقاييس الفكر: 1/ من ناحية الدين النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أصيل، مأمور بأن يحاور من لا يؤمنون بالله حتى، دعك من منكري الأصالة والفردية.. يقول تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).. (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).. 2/ من ناحية الفكر، فمبدأ الأستاذ بدرالدين هذا، يعطل الفكر تماماً، ويجعل كل مجموعة تنغلق على ما لديها من أفكار.. المفكر الحر، إقرأ الداعية الديني، لا يشترط للدخول في حوار، إلا شرط الادب في الحوار، والموضوعية..أما اي شروط (قَبلِية)، الغرض منها حجب مجموعة، أو مجموعات من الحوار، فهذا الأمر ليس من الدين والفكر في شيء!! ثم هل التزم الأستاذ السيمت بمبدئه الذي وضعه بنفسه؟! لا!! فقد حاور الأستاذ بدرالدين جمهوريين كُثر، والحوار موجود وموثق في صفحته بالفيسبوك.. مثلاً قال الاستاذ بدرالدين بعد حوار مع الأخ الدرديري بدر: (ادعوك اخي الدرديري ومن شاء من الاخوات والاخوان الجمهوريين ان يعودوا للحوار معي في موضوع الصلاة كما وجه الاستاذ الكريم..).. صفحة السيمت بالفيسبوك.. هنا لم يكتف الاستاذ السيمت بالحوار، بل طلبه، في مناقضة لمبدئه!! والاستاذ السيمت يحاور عامة الناس من خلال محاضراته المنشورة بمواقعه المختلفة، فهو قد كتب مثلاً في احد محاضراته: (نرحب بالحضور وبالأسئلة والتعليقات وسوف يتم الرد عليها في نهاية البث..).. المرجع السابق.. هنا اختفت حجة: عدم وجود ارض مشتركة بين السيمت ومن يحاورهم!! إذن لماذا وضع الاستاذ السيمت هذا المبدأ وذهب يناقضه؟! ببساطة لأنه ليس صادقاً في مبدئه، الاستاذ السيمت يريد ان يستعمل هذا المبدأ، عندما يُحاصر ولا يجد فرصة للتبرير، فها هو يقول، انه لا يرد على من يحاوره، من قيادات الجمهوريين، بحجة أنه: يتحدث فيما لا يعلم!! عندما يظن السيمت انه يمكن بالحوار ان يكسب لصفه بعض الجمهوريين، والمستمعين، يقوم بحاورهم، وعندما يواجه بتناقضاته، يذكرنا بمبدأه العجيب هذا!! ثم، هل السيمت يناقش قضاياه الخاصة التي ليست لها ارتباط بالمسلمين والجمهوريين حتى يطلب منهم الا يحاوروه فيها؟ لا!! السيمت يسيء للقرآن والمرسلين بالقول ان الكتب السماوية ، بما فيها القرآن كتبت بواسطة البشر!! هذه هي ثمرة الأصالة التي يريد الاستاذ السيمت الا يناقشه فيها الآخرين، باستعمال مبدئه العجيب!! يقول الاستاذ السيمت: (هنا لاكتب، ولا كلمات، ولا حروف .. نحن هنا نتلو الكتاب الاصلي الذى كتبه الله بنفسه !! الكتاب الام لكل الكتب، المذكور في القرآن .. كتاب الطبيعة .. كل الكتب الاخرى كتبت بواسطة الانسان..).. إن الذي تقوله هذا إساءة شديدة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولجميع المرسلين، ولو تهربت من الحوار، بأي حيلة، فسيتم ملاحقتك بكلامك، فالأفضل الرجوع عنه، أو في الحد الأدنى النهوض بحجتك أمام الناس، فيما تعتقد انه صحيح.. أحمد محمد مصطفى النور
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة