المأساة الحقيقية تكمن عند ما تموت فينا المشاعر الإنسانية التي تبعث روح الدعم و المبادرة لكل ما هو محتاج... يتوسد الاطفال الحجارة... وينامون علي الأرصفة دون أن تمتد إليهم يد الإنسانية... لا تؤلمنا معاناة الأطفال في فصل الشتاء... الفقراء أكثر الفئات التي ترتفع معاناتها.. وأحيانا يكون الشتاء قاتل عندما تعجز الحكومة في بناء مؤسسات اجتماعية تهتم بكافة القضايا التي تفرزها السياسات الاقتصادية الفاشلة.... لنطلق مبادرة من أجل توزيع ما يحمي تلك الأجساد من موجات البرد القاتل.... مازال رحيل الروائي و التشكيلي محمد حسين بهنس علي الرصيف يواجه موجات البرد دليل علي فقدان النزعة الإنسانية ..... and الكوارث تحتاج الي وقفة المجتمع قرية الصحوة بالنيل الأبيض التي دمرت الفيضانات فيها ١٠٠ منزل و بقاء الأسر في العراء يواجهون شتاء قاتل يجب أن توحدنا هذه القضايا نتكاتف من أجل دعم تلك الأسر.... إذا افتقدنا الحكومة الرشيدة يجب أن لا نفتقد المجتمع الذي يستند علي قيم التكافل و التعاون و نجدة المحتاج...... حتي لا نكتب عن بهنس اخر ونشيع معه الإنسانية.....ما أبشع آن يموت الإنسان متجمد من شدة البرد علي الرصيف... ما يحزن أن ينام الأطفال علي الأرصفة في بلد يتمتع فيها الوزير و بكافة امتيازاته ويلهث فيها أصحاب المصالح الشخصية للسلطة.... فعلا كما قال الأديب غسان كنفاني (إن قضية الموت ليس علي الاطلاق قضية الميت....... إنها قضية الباقين) الشتاء قد يكون جميل ولكن يضيع جماله عندما نشاهد ارتجاف الفقراء...... andكل شيء جميل في الشتاء عدا ارتجاف الفقراء.
مارك توين
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة