الإخوان الجمهوريون في ميزان التعامل مع الخصوم و الإخلاق قمة لا تبارى 
بقلم:د.زاهد زيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2020, 06:07 PM

زاهد زيد
<aزاهد زيد
تاريخ التسجيل: 10-21-2019
مجموع المشاركات: 168

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإخوان الجمهوريون في ميزان التعامل مع الخصوم و الإخلاق قمة لا تبارى 
بقلم:د.زاهد زيد

    06:07 PM September, 08 2020

    سودانيز اون لاين
    زاهد زيد-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في صبيحة يوم جمعة لا يشبه الأيام العادية من شهر يناير عام 1985م ، استقيظت على أصوات بكاء وصراخ ينبعث من الشارع وكنت عادة أستيقظ متـأخرا أيام الاجازات والجمعة ، فانطلقت خارجا لأعرف ما الخبر ، فوجدت مجموعة من النسوة وبينهن أم صديقي ، كانت النساء يمسحن دموعهن بأطراف أثوابهن بينما تصرخ وتبكي أم صديقي . تجمع بعض رجال الحى عند أطراف الشارع .
    كان ذلك الصباح لا يشبه بقية الأيام فقد تم نتفيذ حكم الإعدام في الأستاذ محمود محمد طه .
    لم تكن لي علاقة بالجمهوريين ، وكل ما هناك علاقة الزمالة التي جمعتني ببعضهم في جامعة الخرطوم ، وحضور بعض أركان النقاش للأستاذ الدالي في شارع النشاط .
    كنت ولا أزال نَفُورا جدا من الانتماء الحزبي وغير الحزبي للجماعات الدينية وما يماثلها من تجمعات ، وربما هذا ما سمح لي أن أتجول بحرية في أوساط هؤلاء وألئك دون حرج ولا مانع .
    في أول عهدي بجامعة الخرطوم تعرفت عن قرب بمختلف التيارات السياسية والفكرية التي كانت محرمة في خارجها .
    تعرفت على الشيوعيين من خلال ندواتهم ، واتصالاتهم الفردية عبر الزمالة أو بغرض التجنيد .
    وتعرفت على الإخوان المسلمين بنفس الطريقة السابقة . وكذلك البعثيين والناصريين على قلتهم .
    ولكن كان تعرفي على الإخوان الجمهوريين من خلال الزمالة في الكلية ، وقد صادف أن كان منهم ثلاثة في دفعتنا . وكنت أحضر أركان النقاش الخاص بهم والذي يبدأ ظهرا ، خاصة مع الأستاذ الدالي . تماما كما أحضر أركان نقاشات أخرى لمجموعات أخرى . فلم يكن عندي ما يمنع من الحضور لهؤلاء أو هؤلاء .
    من خلال هذا الاحتكاك المباشر ، استطعت أن أكون فكرة عن كل مجموعة ، وربما كثرة المشاكسات وطبعي غير الميال للتحزب جعلاني في مأمن من الانضواء تحت أي مجموعة . وربما الذي أراه صوابا قد يكون نقصا عند غيري ، لكني ظللت عليه ولا زلت مما مكنني أن أحكم على الجميع وفق ما أراه من غير عصبية .
    وبعيدا عن أفكار الإخوان الجمهوريين وأفكار الإخوان المسلمين وما بينهما من تباعد ، هناك جانب يلفت النظر ، وهو ألا مقارنة البتة بين معاملة وأخلاق الإخوان الجمهوريين والإخوان المسلمين .
    فما رأيت أحدا من الإخوان الجمهوريين يسئ بالقول أوالفعل لخصم من خصومهم ، ولعل في هذا تتزاحم الصور التي تخبرك بمدى ترفع هؤلاء الناس عن العنف أيا كان ، لفظي أو جسدي .
    فمقتل الأستاذ محمود محمد طه ، في ميزان الجمهوريين أمر جلل وهزة عصفت بركنهم الركين ، وإن تعجب فالعجب كل العجب أن تراهم بعد كل هذا متماسكين لم يفقدوا وقارهم ولا انزلق فكرهم وخطابهم الدعوي إلى مهاوي الإنتقام أو النيل والأذية من خصومهم .
    وقد شهدت مواقف كثيرة تشهد لهم بالأناة والصبر على الأذى ، كحادثة الاعتداء على جناحهم في معرض الخرطوم الدولي .
    هذا الرقي والسمو الإخلاقي ، تفتقده معظم الأحزاب والجماعات الفكرية في بلادنا ، خاصة الإخوان المسلمين ، الذين عرفوا بالعنف الممنهج والمنظم بمختلف أنواعه . وكذلك أحزاب وجماعات أخرى لها نصيبها من ممارسة العنف ضد خصومهم .
    وحقيقة لو أن أحزابنا انتهجت النهج التصالحي مع الخصوم ، بنفس الطريقة التي يتمثل بها الجمهوريون لتغير المشهد السياسي كثيرا .
    لا ينحصر التوصيف فيما ذكرت ، ولكن لم يعرف الجمهوريون كحزب بأنهم تحالفوا مع أي حكومة أو عملوا معها ، ربما وجدوا مساحة من الحرية للعمل في عهد من العهود ، ولكن ذلك لم يدفعهم للانخراط في تحالف سياسي مع حكام ذلك العهد .
    النموذج الذي يقدمه الجمهوريون للاحزاب الأخرى ، لم يقابله أي نوع من الاحترام أو التقدير ، بل تمادى خصومهم في ايذائهم ووصفهم بالكفر والخروج عن الملة ، والذي بلغ قمته في إعدام قائدهم ومرشدهم .
    اعتقد ان على الجميع ان يفهموا الفرق بين الفكر وممارسة الفكر ، وفي هذا المقال ليس دعوة للفكر الجمهوري فأنا لست منهم بل اخالف طرحهم في اغلب إن لم يكن في كل جوانبه ، ولكن أحلل ظاهرة مماسة ذلك والدعوة إليه بسلوك فريد ، لا يتوفر لمعظم أحزابنا السياسية وجماعاتنا الفكرية .
    في هذا الجو السياسي الملبد بالغيوم تماما كسماء بلادنا الخريفية ، نحتاج للرقي والسمو في العمل السياسي خاصة بعد ان تلوث بممارسات الكيزان الفاسدة ، وعلى الاحزاب والجماعات الفكرية أن تتعلم من الإخوان الجمهوريين .
    لعلي لا أختم كلامي هذا دون أن أنبه ، الغافلين والذين يبهتون الناس ، ويقفون بالمرصاد لكل كلمة حق تقال إلى حقيقة أن المقصود بالمقال هو لفت نظر هؤلاء قبل غيرهم إلى تعديل نهجهم وأسلوبهم في التعامل مع خصومهم .
    وما العيب في ذلك والمسلم مأمور بالأخذ بالحق و هو الأولى به من أي مصدر أتى ، ليس مهما مادام هو الحق .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de