الإعلام هو أهم الأدوات المستخدمة للشيطنة والفتنة وزرع اليأس، حينما جاءت الانقاذ كانت تدرك اهمية الاعلام، وكانت تعلم انه من اهم الاوراق التي يمكن ان تلعب بها، حتي تسيطر علي الشعب وتسحق اية معارضة، وذلك لان نظريات السيطرة عبر الاعلام كانت سائدة في ذلك الوقت، كان -ولا زال- يقال ان الاعلام يحقق ما تعجز عنه الصواريخ والدبابات، وعندما غزت امريكا العراق بررت ذلك بكذبة تعتبر كذبة القرن، (العراق يمتلك اسلحة دمار شامل) لم يكتشف الناس الكذبة الا بعد انتهاء الحرب، لا زلت اذكر العنوان الرئيس لاحد اصدارات مجلة نيوزويك، (اين الاسلحة؟) ولا اجابة للسؤال حتي الآن. الآن بعد ذهاب الانقاذ ظهر كذبهم وفسادهم الكبير، والآن يتساءل الناس: اين البترول؟ اين الذهب؟ اين ثورة التعليم، اين التأمين الصحي؟ اين التكافل؟ ، اين الزكاة؟ اين الدعم الاجتماعي؟ اين السدود؟ اين الكهرباء؟ اين مشاريع المياه؟ أين زيرو عطش؟ اين الطريق والموية والمستشفي؟ اين بسط الامن؟ اين القوي الأمين؟ اين الدين؟ اين و اين؟
كل ذلك كان كلام في الاعلام!! هذا كان ما يسمي بالسيطرة عن طريق الاعلام، النظرية تقول اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الشعب المسكين! الآن النظام المخلوع ليس لديه غير الكذب والتضليل الاعلامي، وهو من اكثر الاعمال التي يجيدها، فلديه شهادة خبرة 30 سنة، والحكومة والاحزاب المكونة ل قحت نسبة نجاحها صفر في هذا الجانب، فعلي مدار 30 سنة فشلت في ان يكون لديها مجرد قناة فضائية، مع ان الذي لديه منتج تافه: كريم لعلاج الشيب او الترهل يتخذ فضائية! لكن لم ينجحوا في عمل اذاعة، ولذلك استطالت مدة حكم الانقاذ بصورة غير معقولة، رغم الفشل الذي كان يظهر للكل، ورغم ان الجماعة انقسموا انقساما هم انفسهم رأوا فيه نهايتهم، ولولا ان الظروف خدمت الثورة لما سقط النظام.
كيف خدمت الظروف الثورة؟ اولا تطورت وسائل الاتصال والسوشل ميديا، بحيث اصبح مراقبتها والتحكم فيها امرا صعبا، ثانيا وهذا هو المهم: استهانة قيادات الانقاذ العواجيز بالاعلام والسوشل ميديا، (تريدون ان تسقطون الانقاذ بالكيبورد والواتساب؟) هكذا صاح المخلوع في احدي اللّمات، ومن ثم ماذا فعلت الحكومة؟ هذه كانت غلطة الشاطر: سمحت بهامش صغير للراي الآخر! لكن اين؟؟؟؟؟؟ في الفضائيات!!!!! والناس كان لديهم ثقة كبيرة في الفضائيات، ما هو اهم ما كان يتداول في الواتس؟ مقاطع من نقد للحكومة، صادر من الفضائيات، الفضائيات التي تسيطر عليها الحكومة؟؟؟؟!!!!!! ومن اعلاميين معروف انتماؤهم!!!! وماذا؟ الحقيقة كانوا اعلاميين جهابذة!!!! وطبعا قنوات جاهزة، ويعلمون بمن يتصلون، ومن يستضيفون، و .. و.. فاستطاعوا ان يعطوا صورة حقيقية ل (حال البلد)، وبعدين (مواطنين صحفيين) يتصلون بالبرنامج ليحكوا مشاكلهم!!! واخر يتحدث عن حزب يضم كل السودانيين، يكون بديلا للنخبة الفاشلة، و يحكي حكاوي من سوق امدرمان، ومن التراث العربي، يدلل بها علي فشل تلك النخبة، و .. و ... و .. افتكروا ان الموضوع (كلام ساكت)، وانهم بهذا يمكن ان يصنعوا ملهاة، تشغل الناس عن مشاكلهم، والحقيقة انا لدي رأي اخر: انا اخشي ان هؤلاء الاعلاميين اندمجوا في عملهم اكثر من اللازم، بمعني ان مهنيتهم واحترافييتهم غلبت انتماءهم، ولكنهم تنبهوا، أو ان هناك من نبههم، أو ربما حتي (قرصهم في ودنهم) فبدأوا (يجروا واطي) بل انقلبوا (عديل كدة) وبدأت النبرة تختلف؟
نتوقف هنا لظروف انقطاع الكهرباء ونواصل غدا انشاء الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة