ضحكت اليوم بسبب المشردين الصبيان أو من يطلق عليهم الشماسة، ففي صفوف الخبز ستجد قرابة عشرة صبيان من المتشردين يقفون في أول الصف، حيث يأتون منذ الفجر، ويقبعون كالخنافس على مقربة من أي فرن. لا يجوز منح الفرد الواحد اكثر من خبز بقيمة خمسين جنيه، لكن الشماشي يشتري بخمسين وينزل رأسه ويدور خلف أخيه ثم يشتري مرة أخرى وهكذا، حتى اكتشفهم أحد زملاء الطوابير اليومية التي انكرها (مدني عباس). وفي طريق عودتي وجدتهم قد تجمعوا وجمعوا الخبز، استعدادا لبيعه لاصحاب الطبليات ومطاعم الأقاشي الشعبية الصغيرة. هؤلاء قد تعلموا من غير المتشردين كيف يمارسون تجارة الازمات، كالدولار والبنزين، والحروب ولكن على مستوى أصغر. وعندما يكبرون قليلاً، فسيتوزعون على جهات مختلفة، فالسكرجية والنسونجية سيصبحوا شيوعيين لا يفقهون شيئاً عن الشيوعية. ومن لديه الصبر قليلاً فسيصبح عضواً في الإسلام السياسي وهو لا يفقه شيئاً في الإسلام، والبعض سيدخل الجيش والبقية سيعظمون شعورهم بالإضطهاد ويخلقون حركات مسلحة. وهكذا سيلتقون مرة أخرى ليتحاصصوا ويتقاسموا السلطة كما يفعلون مع الخبز. وسيأتي جداد الكتروني يدافع عن هذا وذاك، وسيتناسخ مدني عباس لمئات مدني عباس كما فيلم ماتريكس، وعشرات من حمدوك وعشرات من صديق يوسف والشفيع الخضر وباقي العواطلجية، ليحكموا السودان ويتقاسموا الخبز، وينتج جيل الشماشة جيل شماشة آخرين، ويتناسل عن هذا الجيل جيل آخر إلى أبد الآبدين. اللهم قد طال ابتلاؤك علينا، اللهم فخلصنا وخارجنا من هذا المرحاض، وأنذر لك صوم ستة أشهر متتابعات..على الأقل تتخلص أنفي فيها من رائحة العفونة هذه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست