ارتفعت المواصلت من ٣ جنيهات لثلاثين ثم لخمسين ثم لمائة وأخيراً، اصبحت اجرة الحافلة مائة وخمسين جنيهاً ذهاب..ومائتي جنيه في العودة(حافلة دي ولا لوفتهانزا). هذا نهاراً اما ليلا فتصل لخمسمائة جنيه. لا ينقص إلا عمل تخفيض للترانزيت. الموظف يستهل مشوار ذهاب وعودة حوالى ٣٠٠ جنيه. (هذا للخط الواحد)، ومع زيادة قليلة في الخط يمكن أن تكون مواصلاته خمسمائة جنيه في اليوم. (هذا مع افتراض انه لن يذهب لأي مكان آخر سوى العمل، لا بكيات، ولا أفراح، ولا طهورات). وكما قال حمدوك لن يزور صديقه لشرب كباية الشاي لأنه سيعجز عن دفع تكاليفها. (نجاح باهر للسيد حمدكة في الأذية بس). بحسابات بسيطة فالموظف يحتاج لما لا يقل عن خمسة عشر ألف جنيه في الشهر مواصلات، زائد فطور (طلب الفول أصبح ثلاثمائة وخمسين جنيه)...شكرا حمدكة.. تسعة زائد خمسة عشر ألف يعني اربعة وعشرون ألف جنيه في الشهر بدون شاي ولا قهوة فهذه من الرفاهيات. فلنفترض أن هذا الموظف لديه زوجة وأولاد سيذهبون للتعليم وللعلاج ويحتاجون لطعام ومواصلات فهذا يعني أن نفس هذا الموظف يحتاج لمأتي ألف جنيه شهرياً. ولو كان منحوس الحظ، فهو يحتاج لإيجار منزل أو شقة صغيرة جداً (استديو) في حي شعبي لن يقل عن اربعين الف جنيه. ومن (عندنا كدة) نعمل تخفيض، وليكن ثلاثين ألف جنيه. هذا بدون الرفاهيات (كاللحمة والخضروات والفواكه لأن هذه اصبحت أول المستحيلات قبل الغول والعنقاء والخل الوفي). أحد (البلباصين) في مؤتمر دعم حمدوك قال لابراهيم الشيخ أنت رجل أعمال ضل طريقه إلى السياسة فتبرع ابراهيم الشيخ بمليون دولار. وهكذا تم مسح تاريخ ميلاد ثروته مع الكيزان بإستيكة، ولجنة التمكين الجديدة عملت غمرانة. لا بأس. ولكن هذا يكشف تلك الطبقية المهولة التي تفصل بين تسعة وتسعين في المائة من المسحوقين وأقل من واحد في المائة من الرأسماليين. هوة شاسعة. ستراها بوضوح وأنت تنظر في الشارع، وترى المواصلات العامة بكل ناقلاتها القديمة البائسة التي تنزل منها وتجد أن ملابسك ممزقة من نتوءات حديدها المكوي باللحام وهي محتشدة بالفقراء، بالبائسين، بآلاف من ستات الشاي البائسين، بآلاف أخرى من العاطلين عطالة مقنعة بالأعمال الهامشية، بالآلاف من اللصوص والنشالين، بالآلاف من المرضى الذين يملأون المستشفيات الحكومية منعدمة الإمكانيات. أين العدالة؟ كل شيء يستفيد منه هؤلاء العملاء وجواسيس الإمارات، ومن يتكلم يطعن فيه بالكوزنة، كما كان الكيزان يطعنون فينا بالشيوعية. مجموعة من المنتفعين الجبناء تدافع عن حمدوك، كما حدث عندما كنا نقف في صف الغاز وجاء ضابط عسكري (مسبسب شعرو)، وطلب عشرين انبوبة فانبرت تلك القلة الجبانة لتدافع عنه والاغلبية الاجبن وقفت ساكتة. هؤلاء الخراصون لا زالوا جبناء، أو منتفعين، لا خيار ثالث لكل من يدافع عن موتنا كمواطنين بسبب عمالة حكومة الإمارات ومو إبراهيم هذه. هذا البلد يحتاج لإنقلاب عسكري من ضابط عسكري شجاع، ينهي هذه المهزلة. اليوم ومنذ الصباح وقفت لمدة ثلاث ساعات في صف الخبز. وأخيرا انتصرت وعبرت، وحصلت على الخبز. لكن اي خبز هذا؟، لو رايته لحسبته كركاسة التسميع، وكأنما صنع من تراب بيت النمل معجوناً ببصاقِ عجوز. والحمد لله على كل حال. يا قوم.. لا يوجد دولة في العالم فيها أزمة خبز.. لا يوجد دولة في العالم تخلط فيها الحكومة الدقيق بمواد غير معروفة لتخدع المواطنين. هذا شيء مقرف. والازمة مستفحلة، ولا زالت شماعة التلتين سنة بتاعة الكيزان شغالة. والكارثة، أننا حتى الآن لا نرى أي مشروع أو خطة واضحة ومفهومة. طيب.. والحل؟.. الحل في البل #أرحل_حمدوك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة