ما جرى بمستشفى مدني الحبيبة حاضرة الجزيرة مسألة مخزية وتعتبر قمة التخلف والهمجية ولا يجب السكوت عنها ، كما يجب ايقاع اقصى عقوبة رادعة في حق المعتدين سواء كانوا رجالا ام نساء من الذين تسببوا في ايذاء الطبيب المسكين باتلاف عينه ، ويجب عليهم دفع 5 ديات في عرف القانون لأن ايقاع الضرر بهذا الجزء الحساس يستحق 10 ديات واكثر لأنه فقد نصف بصره ، هذه النعمة التي وهبها الله للبشر. ومن دونها تدرون ما سيحدث للانسان.
عندما يرى الطفل النور اول شخص يقابله غير عائلته هو الطبيب والممرض ، سواء للعلاج او التطعيم أو اي استشارة اخرى للوالدة او العائلة ، لذلك كل منا عندما يدخل المدرسة يتمنى أن ينضم إلى الجيش الابيض حتى يقوم بهذا العمل الجليل ، حتى يقوم بطعن الحقنة الحارة للاطفال ، وعلاج المرضى وخدمة الانسانية ، لكن للاسف الشديد العاملين في القطاعي الطبي والصحي في بلادنا مؤخرا صاروا يتعرضون للاعتداء من قبل ذوي المرضى بسبب الوفاة او عدم تحسن صحة المريض ، مع أنه الاعمار بيد الله ، وكما أن بعض المرضى يحضرهم اهلهم بعد تأخر حالتهم مما يعقد مشكلة الطبيب في الاسراع بعلاج الطبيب ومن الممكن أن يتوفى المريض بسبب تأخر الحالة.
وفي بلادنا وكافة دول العالم الثالث نتهاون خاصة في الامور الصحية بسبب الاهمال ونظن أننا نفهم في الطبي ، ويمكننا معالجة انفسنا او اهلنا بقرص مهدئ او جرعة دواء مخفف للألم ، وكذلك اصرار بعضنا على أن ما نشكو منه لايستدعي الذهاب للطبيب ، مما يؤدي لتأخر الحالة ، وكما ينقصنا ما يسمى بطبيب العائلة الذي يجب أن ان يكون مرجعنا في كيفية العلاج عبر الهاتف او التواصل المباشر للتعرف على الحالة. وعلى الرغم من أن مثل ذلك قد يساعد في الارتقاء بالخدمات الصحية ، ويوفر من تكاليف العلاج ، الا أننا لانهتم بذلك.
وخلال سنوات العهد البائد كان الاهتمام بالقطاع الصحي صفرا ، ولم تشيد اي مرافق صحية بالمعنى المفهوم لتواكب التطور الطبيعي للحياة خلال 30 عاما ، مما أدى إلى خلق اختلالات في القطاع الصحي ، وهذا ما اثر بدوره على توفير الخدمات الصحية بسعر معقول وفي مكان قريب من محل السكن ، وكما ان فتح اماكن العلاج بالاعشاب او الحجامة أو غيرها من الاساليب غير العلمية ، مما ادى لتدهور حالة الكثير من المرضى وفقد حياتهم في بعض الحالات.
وبسبب هذه الاوضاع غير الطبيعية وعدم توفر المعينات والمعدات والادوية لإنقاذ المرضى عند وصولهم للمستشفى ، مما يفقد ذوي المريض اعصابهم ، ولايجدون امامهم سوى هذا الطبيب المسكين ويقومون بالاعتداء عليه ، مع أنه برئ مما حدث لمريضهم العزيز عليهم. وقد كثرت هذه الحالات مما ادى لاصابة الكثير من الاطباء، وهذا يستدعى توفير الحماية لهم وقد اصدرت الحكومة مؤخرا القرارات المناسبة بهذا الشأن لكن ماهي كيفية التنفيذ، ففي فيديو لحادثة وقعت مؤخرا في احدى المستشفيات ، وبعض افراد الشرطة الذي كان بامكانهم انقاذ الطبيب كانوا يتفرجون مثل غيرهم والطبيب المسكين يتعرض للضرب والاعتداء بصورة مثيرة للاشمئزاز.
لذلك يجب ادخال مواد الكاراتيه والجودو والملاكمة وكافة الفنون القتالية في كليات الطب حتى تتيح للطبيب المسكين امكانية الدفاع عن نفسه عند حدوث مثل ذلك . وعندما حضر مؤخرا مجموعة من الاطباء الصينيين للمساعدة في جائحة كورونا اطلق المغردون في وسائل التواصل الاجتماعي نكتة مفادها انهم يحملون الحزام الاسود في الكاراتيه ، واذا قام احدكم بالاعتداء عليهم سيخسر الجولة ، وممكن الممكن أن يخسر حياته. يا جماعة هذه مجرد مزحة لكن ارجو منكم الدفاع عن الاطباء اذا تعرضوا لأي نوع من عدم الاحترام او الاعتداء أو تعرضت المراق الصحية للتخريب لأنها هذه ممتلكاتكم والطبيب ايضا ملك الشعب، بدلا من القيام بدور المشاهد الذي يهمه الأمر. وبدلا من الاعتداء الجيش الابيض يجب علينا ان نخفض رؤوسنا اجلالا واحتراما لما يبذله من جهود مقدرة في انقاذ حياة الملايين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة