بالأمس قلنا إن الفشل هو العنوان الأبرز في وزارة التربية والتعليم التي عجزت عن الإيفاء بجميع الوعود التي قطعتها على نفسها وأهمها بداية العام الدراسي 2020/2021م في موعده المضروب من قبل الوزارة بعد ثلاث تأجيلات متتالية والرابعة لا محالة واقعة، ولا يقل أهمية عن ذلك عملية تغيير المناهج والكتب في جميع مراحل التعليم العام التي بشر بها د.عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج والكتب، هذه العملية التي بدأت على صفحات الصحف ووسائط التواصل الاجتماعي على غير المتعارف عليه في كل الدنيا بحسبان أنها عملية فنية علمية بحتة تبدأ بلجان متخصصة في العلوم التربوية والنفسية والعلوم الصرفة واللغات. عجزت وزارة التربية والتعليم عن الوفاء بالتزامها تجاه استحداث المنهج وطباعة كتبه وتحاول عبثاً الآن إيجاد كبش فداء وشماعة تعلق عليها فشلها في هذه المهمة العصية على أناس بدأوا معركتهم لبناء المناهج بالهتاف السياسي في وسائط الميديا، وقد كانت شماعة تمويل طباعة الكتب وتقصير وزارة المالية هو عذرهم الأقبح من الذنب الذي يطرحونه الآن ويعلمون أنهم يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا على الشعب السوداني كما أنهم يعلمون أن العام الدراسي على أعتاب التجميد لفشل المركز القومي في انجاز ما وعد به حتى الآن، لقد أهدر الدكتور القراي وقتا ثمينا في المناكفات والمشاكسات السياسية و التصريحات المثيرة للجدل حتى دقت ساعة الحقيقة وحان موعد فتح المدارس، ومنهجه الذي بشر به في رحم الغيب والله وحده يعلم كيف يبنى ومتى ينجز، كل عاقل ومتخصص بل وممارس لمهنة التعليم يعلم يقيناً أن بناء المناهج عملية معقدة وتحتاج إلى وقت وجهد في اعداد المناهج وفق دليل علمي محكم وبناءً على أهداف قومية محددة سلفاً علاوة على توفر ميزانية ضخمة لما يرافق ذلك من مراحل اعداد المنهج الجديد قبل الطباعة من تصحيح وتنقيح وتجريب في مراكز ومدارس متخصصة في مثل هذه الأعمال. اضطرت الوزارة لتقديم نسخة مشوهة من المنهج القديم الذي وصفته بالسوء والضعف لطلاب الفصول النهائية في مرحلتي الأساس والثانوي بعد أن فشلت في انجاز منهج جديد، وقد ذكرني ذلك بما حدث في مطلع التسعينات عند تعيين الأستاذ سبدرات وزيراً للتربية والتعليم وبدأ عهده كذلك بهتافات سياسية لا علاقة لها بالتربية والتعليم وتناوله المثير للشفقة للقصص والنصوص الأدبية في مقرر القراءة العربية تماماً كما فعل القراي عقب توليه ادارة المركز، وقد كانت النتيجة المنهج الاسعافي سيء الذكر الذي قدمه الوزير سبدرات بديلاً عن المنهج المطبق حينها، فها هو القراي يعود إلى حقبة سبدرات في وزارة التربية والتعليم ويجنح إلى فرية المنهج الاسعافي والذي هو ببساطة عبارة عن ورقة ترسل لإدارات التعليم بالولايات مكتوب عليها يحذف من المقرر الباب كذا وكذا ويدرس الباب الفلاني والعلاني، انها مرحلة الانحطاط التربوي يا سادة فالمنهج الذي يدرسه أبنائنا في الفصول النهائية الآن هو منهج تم اعداده بنظام الكجم وبعيد كل البعد عن المهنية والاحترافية، ولا يسعنا إلا أن نقرأ الفاتحة على نظامنا التعليمي المنهك أصلاً وندعو الأخ القراي ومن قبله وزير التربية والتعليم بالإسراع في تقديم استقالتهم ورحم الله إمرء عرف قدر نفسه فهم يعلمون سرهم أكثر من غيرهم فوراء الأكمة ما ورائها. السماني شكرالله [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
السماني شكر الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست