تُكابِر وفي المُكابَرة مجهود خرافي يُبدَل لتعود هيبة البارحة كأنَّ شيئاً لم يكن والزمن توقَّف على سابق منوال ، لكن المُشيَّد على وقع مهزومي عهد الشاه لم يُدرك بترك بقايا مهما بدت مجهرية استعادت مع تراكم الأخطاء المُرتكبة ما سببَّ في تغيير حال ، ببدء مصاعب تنامت مع أعمال صامتة إلى أن فضحتها حرب الإثني عشر يوماً حيث كادت إيران تسقط لولا الموقف الأمريكي وما اليه مال ، ليُبقِي على توازن العارفون بأسرار البيت الأبيض في الموضوع يذهبون أنه الأذكى وصولاً لما هو أهَمّ لا يُدرَك إلا بإشغال التفكير في متقلبات المستقبل ، بما يؤكد عدم ثقة الولايات المتحدة الأمريكية المطلق بما في عمق إسرائيل من تصميمِ الانفرادِ بتنفيذ مخطَّطٍ يقضي مع نهايته بنكران الجميل ، متمرِّدة على اليد التي مدَّتها ببواعث القوة تأييدا سياسياً وسلاحاَ متقدِّماً وحمايةً ليس لها مثيل . إيران دولة كبرى بتاريخها الحافل بأحداث أثرت بها وتأثرت معها معروفة بأصل أصيل ، عايشت تقلبات هزت الدنيا وخرجت منها بما لها وما عليها بالكامل ، لم تركع لمستعمر دخيل ، ولا سلمت في حقها بالميسور المتساهل ، بل قاومت مضحية بما تملك وما تحدت به قلة المخزون الشامل ، لم تكن دوما على حق كما لم تكن منزهة عن كل الباطل ، من أجل استمرار اسمها واقعا وقبله رسما ما جلب عليها عطف المستحيل ، لتتباهى بعد كل كبوة بمعدنها الخفيف على تحمل الصبر وبالنسبة لأعدائها يتراءى بالثقيل ، وكل مرة تحلم بعظمة الكلمة المسموعة منها تنبئ العامة الأجانب بنفسها الطويل ، أكان قوة تملك ما يكفيها ويزيد أو علماء سخروا أسرار بحوثهم الأكاديمية العليا في ابتكار الكثير بقليل ، إلى أن تمكنت إيران لتستحوذ على اهتمام أعظم الدول الأوربية الأمريكية شاهرة الخوف من طموحاتها الفارسية الرامية حسب قناعات تلك الدول التخلص من كل عميل ، مزروع وسط طهران وأخواتها المدن الإيرانية الكبرى مند سنين كسوس الخشب ينخر القويم ليصبح أجوف قابل التضليل ، بإشارة ولو كانت شفرتها غير عصيَّة على أبسط تحليل ، تنفجر مع أول ضربة عدائية مفاجئة من الداخل .
... اختصاراً ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تلح في التفاوض مع إيران اعترافها البيِّن بأهمية هذا البلد وقيمته إن دخل بيت الطاعة الأمريكي حققت ذاك الحل ، أن تكون متحكمة في كل الخيوط المزركشة به وسادة نومها مرتاحة البال ، ممَّا تحضره الثلاثي ( الصين / روسيا / كوريا الشمالية) ليفاجئ العالم في أقرب الآجال ، بسحب سجادة زعامة النظام الدولي الجديد من تحت أقدام أمريكا وتركها تحت تصرف المذكورين بغير منازع أو عقيم جدال ، إيران في الطريق لتأييد ذات الحلف والفكرة تراود تركيا لحد ما بالإضافة لباكستان ليكون النطاق قد اكتمل ، إذا استمرت جمهورية مصر العربية تتلقى ضغوطات إسرائيلية بإيعاز من إدارة ترامب الفاقد أخيراً ما صال به وجال ، مادام تخطيطه قائما على جمع ثروات شعوب المنطقة لصرفها على مجده المعرض حتما لزوال ، فالضحك على الدول شيمة قصيرة الحضور مادام الزمن عليها يدور بالأقصى غير المُحتمل ، ومهما صبرت مصر كنظام شعبها لن يصبرَ أكثر وله الحق في الاختيار ما دام الأمر وصل بأمريكا الرسمية لأسلوب من يدفع أفضل الأفضل ، يحظى بنشر ما يحكم به الشعب من استفزاز وأبشع استغلال .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة