إن الإنسان الشمالي إنسان كسول، لا يعمل عملاً جاداً، ولا يحب الانتاج الذي يبذل فيه أي مجهود حقيقي. حتى هدامات الرمال في الشمال لم يحاولوا علاجها من شدة الكسل. إنهم يحبون العمل كأفندية مرطبين داخل الكندشات او سماسرة. عندما انفصل جنوب السودان، ارتفعت أجور العمال اضعافا مضاعفة، فقد كانت العمالة الجنوبية هي الأنشط سواء داخل العاصمة او خارجها، وبعودة الجنوبيين إلى الجنوب، فقد السودان الشمالي الأيدي العاملة. فلنتخيل أن جبال النوبة انفصلت واستقلت بنفسها، هناك قرابة سبعين في المائة سيفقدهم جيش الشمال في لحظة. فهذه السبعين في المائة من الجنود (الذين لا تتم ترقيتهم أبدا لضباط) من جبال النوبة. أغلب العمال من القبائل غير الشمالية هم الذين يشيلون هذا البلد على اكتافهم القوية، ومع ذلك يتم اتهامهم بالشكل فقط باعتبارهم تسعة طويلة. هؤلاء لو انفصلوا، فمن سيعمل ومن سيشيل هذا العب الذي يحتاج لجهد عضلي؟ الجلابي ذو الكرش والمؤخرة الأكبر من عمامته؟ طبعا لا.. إن من يحمل هذا البلد على اكتافه هم هؤلاء المهمشون في كنابي الجزيرة، ومقاتلي مليشيات الشمال، والبنائين والسواقين والعتالين غيرهم. وبأجور تافهة لا تسد رمق يوم واحد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة