في الوقت الذي فيه علماء الصحة والأوبئة يعملون ليلاُ ونهاراُ في أرقى المعامل العالمية الصحية للوصول لترياق يعالج أمراض فايروس ( الكرونا ) وإيجاد اللقاح اللازم له نجد تفشي ظاهرة الدجل والشعوذة في الكثير والكثير من القنوات التلفزيونية .. حيث برز البعض من هؤلاء البسطاء الجهلاء وادعوا بأنهم قد اكتشفوا ذلك الترياق المطلوب .. وهم هؤلاء البعض من أصحاب العقول الضحلة الذين يقدمون أشكالاُ وألواناُ من تلك التركيبات الدوائية البدائية الغير قياسية .. ويزعمون أن تلك التركيبات تعالج أمراض ( الكرونا ) .. وهي تركيبات من بعض الأعشاب ومن بعض المواد المحلية .. مجرد تركيبات اجتهادية من محض الخيال .. دون تجارب مسبق لها مع فايروس ( الكرونا ) .. ورغم ذلك يدعون بأنهم قد اكتشفوا ذلك الترياق الأكيد الذي يعالج ذلك الوباء الخطير .. وهو ذلك الوباء الذي يقلق اليوم كافة شعوب الأرض !!.. وهؤلاء الجهلاء الناقصين علماُ وعقلاُ وثقافةُ وفهماُ يزعمون بمنتهى البلاهة والبلادة بأنهم أقدر وأفهم من هؤلاء العلماء الفطاحل ( أطباء الصحة ) حول العالم .. هؤلاء العلماء الفطاحل الذين يتعاملون مع فايروس ( الكرونا ) في داخل تلك المعامل الصحية العالمية .. حيث يتعاملون مع فايروس ( الكرونا ) بمنتهى الجدية .. ويضعون ذلك الفايروس داخل المجاهر ( النووية ) المتقدمة المعزولة الفائقة الدقة والقياسات التقنية ,, ثم يمررون على ذلك ( الفايروس ) المئات والمئات من أنواع المضادات القوية المقترحة .. ومع ذلك يجدون أن ذلك الفايروس الخطير يقاوم ويقاوم ولا يستسلم إطلاقاُ أمام مضاد من تلك المضادات !! .. ويؤكد هؤلاء العلماء في كل أرجاء العالم بأنهم مازالوا يجرون تلك التجارب تلو التجارب على فايروس ( الكرونا ) ولم يكتشفوا حتى الآن ذلك الترياق وذلك المضاد الذي يجعل من الفيروس ينهار متخاذلاُ !! .. وفي أثناء ذلك فجأة تجرأ هؤلاء البلهاء أصحاب العقول الضحلة بمنتهى البساطة ليعلنوا للعالم في القنوات التلفزيونية بأنهم اكتشفوا ذلك الدواء والترياق القاطع الذي يعالج أمراض فايروس ( الكرونا ) !! .. وذلك بمجرد تركيبة من الأعشاب والمواد المحلية !! .. وهي تركيبة لا تعالج ولا تقدم ولا تؤخر في مواجهة ذلك الوباء الخطير .. وأكثر هؤلاء الناس الجهلاء لا يعرفون شيئاُ عن حقيقة وأسرار ذلك الفايروس ،، ولا يعرفون شيئاُ عن تلك الأوبئة الخطيرة !
تلك الظاهرة البدائية تنتشر كثيرا في الدول المتخلفة والنامية أكثر من تلك الدول المتقدمة .. وأي شخص مهما يدعي الفهم حين يتجرأُ المهنة ويقترح مثل تلك الأدوية البدائية من محض الخيال فمن المؤكد أنه جاهل ويغرد خارج سرب العلماء .. فهو ( جاهل ) في ثقافته وبليد في فهمه ومتخلف عن ركب العصر والتقدم .. ويدخل في خانة هؤلاء أهل الدجل والشعوذة .. وما أكثر أهل الدجل والشعوذة في هذا الزمان !!.. والإنسان الفاهم الذي يواكب العصر ويواكب العلم الحديث ذلك العلم الذي بلغ القمة في التطور والحداثة والاكتشافات لا يمكن أن يجاري أمثال هؤلاء المتخلفين من الناس حول العالم .. والذي يدافع عن هؤلاء البلهاء أو يروج عنهم فهو جاهل مثلهم في مستويات العقل والتفكير .. ومع الأسف الشديد يوجد الكثيرون من هؤلاء الذين يؤمنون بتلك الخزعبلات الفارغة .. وفي السودان نجد أن ظاهرة الدجل والشعوذة منتشرة بطريقة مؤسفة للغاية .. وفي بعض الأحيان يلاحظ المواطن السوداني تلك التجمعات في الأسواق الشعبية .. حيث أن أحد الأفراد يضع تركيبة من الدواء المحلي البدائي من محض الخيال ثم يعلن للملأ أن تلك التركيبة تعالج المئات والمئات من الأمراض !! .. وفي زعمه أن تلك التركيبة تعالج السكري وتعالج ضغط الدم وتعالج السرطان وتعالج الأيدز وتعالج مشاكل الركب وتعالج الضعف الجنسي وتعالج الرطوبة وتعالج مشاكل الغضروف وتعالج النزلات المعوية .. والمضحك في الأمر أن تلك التركيبة تعالج الإسهال إذا كان المريض يشتكي من الإسهال وفي نفس الوقت فإن تلك التركيبة تعالج الإمساك إذا كان المريض يشتكي من الإمساك !! .. والمهم في الأمر أن أي شخص يشتكي من أي مرض من الأمراض في الدنيا إذا سأل ذلك البائع يجد أن تلك التركيبة ( السحرية ) تمثل ذلك الترياق الفعال الذي لا يفشل إطلاقاُ ويعالج كل الأمراض !! .. وذلك البائع عادة يمسك في يده مكبر الصوت ويعلن أشكال وألوان الأمراض التي تعالجها تلك التركيبة .. وحين يمر بالقرب منه أحد هؤلاء العقلاء المثقفين من الناس يضحك على تحايل ذلك الدجال المحتال ويقول في نفسه : ( لو أصدق ذلك الدجال لما تواجدت المستشفيات ،، ولما تواجدت المراكز الصحية ،، ولما تواجدت مراكز الفحوصات ،، ولما تواجد الأطباء ) .. أما حين يمر هؤلاء الجهلاء من الناس بالقرب من ذلك الدجال فيتهافتون للاستماع ويشكلون دائرة حول مكانه باهتمام شديد .. والبعض منهم يشترى تلك التركيبة بتلهف شديد وكأنه وجد ضالته تلك المنشودة المفقودة منذ زمان !!.. والصورة برمته جاهل دجال يتسوق بالحيل والدجل والنفاق .. وجهلاء من الناس يشترون من منطلق الجهالة والبلادة والغباء !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست