تشهد السودان حرباً وجودياً تتحمل مليشيات الدعم السريع المسؤولية الرئيسية عن فظائعها المنهجية. لم تعد هذه المليشيات، التي تُصنَّف كمنظمة إرهابية، تقوم بأعمال قتال عادية، بل تنفذ حرب إبادة تستهدف المدنيين وتدمير مقومات الحياة، بدعم خارجي واضح.
تتجاوز أفعال هذه المليشيات كل الأعراف الإنسانية، من خلال تهريب البشر والموارد، واستخدام التجويع سلاحاً، وحرمان المدنيين من الإغاثة. ويأتي استهدافها لمقرات الأمم المتحدة، كما حدث في هجوم كادقلي بالطيران المسير على موقع تابع للبعثة الأممية، ليشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وخرقاً فادحاً لـ:
1. ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية سلامة موظفيها (1994). 2. اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، التي تحظر الهجمات على المدنيين والعاملين الإنسانيين وتجرم التجويع. 3. مبادئ القانون الدولي الإنساني العرفي، خاصة مبدأي التمييز والتناسب.
إن استمرار هذه الفظائع هو نتيجة مباشرة لتساهل المجتمع الدولي وعدم محاسبة هذه المليشيات. وفي هذا الإطار، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كمصدر رئيسي لهذا الدعم المشبوه، الذي ينتهك مبدأ عدم التدخل واحترام القانون الدولي الإنساني. لولا هذا الدعم المنهجي، لما بلغت المليشيات هذا المستوى من الوحشية، ولما ساهمت شركات علاقات عامة مرتبطة بها في تبييض صورتها لدى العالم.
ما يحدث في السودان يمثل ظاهرة خطيرة: جماعات وحشية تُحركها إرادة خارجية بهدف التدمير والنهب، كأدوات لتفتيت البلاد. يجب على المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، تحمل مسؤوليته بالضغط على دولة الإمارات لوقف دعمها، وتفعيل آليات المحاسبة على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وفرض عقوبات شاملة. السكوت تجاه ما يحدث تواطؤٌ مع الجريمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ادم ابكر عيسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست