|
|
 أصابتْ دكتورة آمنة والية نهر النيل و أخطأ عبد المحمود و رفاقه بقلم: عبدالعزيز وداعة الله
|
02:13 PM August, 11 2020 سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر
مهام الجيش هي بالفعل ما ذكَرَتْها دكتورة آمنة لقائد سلاح المدفعية بعطبرة اللواء عبد المحمود حماد الوالي العسكري السابق لولاية نهر النيل, فحسبما قال عبد المحمود لصحيفة اليوم التالي: (طلَبتْ مِنَّا –أي الجيش- الانسحاب و العودة الى الثكنات, و ذكرتْ لنا في اجتماع رسمي اننا مكلفون فقط بحماية حدود الولاية و عدم المساهمة في أي شيء يتعلق بالإطعام مِن الجوع) الرجل بعد كل هذا الزمن الذي اوصله لهذه الرتبة العسكرية الرفيعة لا يعرف مهام الجيش؟ و الثكنات ليست عيبا, و من زرع في العسكر ان من مهام الجيش الاطعام فقد خدعهم , و الاطعام من الجوع ليس من مهمة الجيش و لكن مهمته ان تأمين المواطن من الخوف, غير انه لا تزال اكثر من مائتي شركة تتبع للمنظومة الامنية تعمل في اعمال مدنية كالدقيق و الوقود و غاز الطبخ. و حينما غضب الجنرال بتذكيره بأن الإطعام ليس من مهام الجيش قال احد الظرفاء انه يمكن للجيش الاهتمام بالإطعام و لكن في حلايب و الفشقة,. و ما قالته الدكتورة آمنة هو عيْن الحقيقة و نقول به جميعا كما تقول به القوانين السودانية و الدولية.
و رجل منهم يخفي كوزنته يعترف بفشله كمسؤول و مع ذلك لا يود الاستقالة و العودة لثكنته, بل انه قال ضمن ما قاله مِن خزعبلات( جمع خُزَعبلة, و هي في اللغة الحديث الباطل الذي يبعث على الضحك) انهم-أي الجيش- لن يسلّموا السلطة للمدنيين, متحديا المجتمع الدولي الذي يرفض العسكرية و كانوا قد ارادوا ذلك عند بواكير الثورة و العودة لنظامهم لولا ما سمعوه من الاتحادين الافريقي و الاوروبي و المجتمع الدولي , و قد كانت عودة العسكر لثكناته امرا لازما منذ باكورة الثورة قبل ان تتوغل لجنة امن النظام البائد في سلطة الفترة الانتقالية و تحاول اعاقتها بكل الوسائل.. و عبد المحمود الغاضب هذا كان فاشلاً طيلة الفترة التى قضاها مكلفا فلم يطعمنا من جوع و فشل في تأميننا من الخوف, و قد كانت حدود الولاية و مداخلها مفتوحة رغم التوجيهات العليا من لجنة الطوارئ الصحية, و الولاية الاولي في انتاج الذهب يتسرب ذهبها دون ان تنعكس قيمة جرام واحد منه على مواطن الولاية او فائدة للخزينة العامة. و كان حري بعبد المحمود ان يعترف بفشله في ادارة الشؤون المدنية أمَّا نجاحه او فشله في المهام العسكرية فالمسألة واضحة.
و عبد المحمود اغضبته الحقائق التى قالتها له دكتورة آمنة و كرر ما فعله رفيقه ذاك الذي كان قد كُلِّف بولاية الخرطوم و حينما أُعْفِى مِن التكليف خرج مغاضبا الى ثكنته التى قيل انها استقبلته بابتهاج و اطلاق الرصاص في الهواء, و حسنا انهم اطلقوه في الهواء داخل ثكنتهم و لم يخرجوا به الى الشارع كما فعلت مجموعة (امنية) في عهد الثورة. و تاريخ القوات المسلحة يشهد لها بالوطنية و الوقوف مع المواطن غيْر أنَّ المجموعة من العسكر التى تعمل لصالح حزبها المحلول و ضد الثورة باسم القوات المسلحة فيها اساءة للشرفاء. و قد ظهر صحفي اسمه ينتهى ب(الكباشي )ينصح دكتورة آمنة بالتمهل و عدم التهور, و لم تستوقفني و تضحكني نصائحه بقدرما اسمه, فنحب جدا مدينة (الكباشي) و شيوخها و لكن مؤخرا اصبح هذا الاسم مُنفَّراً(repellent )
و ما جري مِنْ سرقة لخزينة محلية بربر يدفع بالسؤال المشروع: اين الشرطة؟ أم ان الشرطة ارادت السير في نفس طريق الجيش؟ و كانت دكتورة امنة المكي قد كشفت عن انسحاب حراسات الجيش المكلفين بحماية محلية بربر ما ادي لسرقة الخزنة –كما اوضحت الوالية في تصريح للتلفزيون الرسمي ان ضباطا امتنعوا عن حضور اجتماع اللجنة الامنية و برروا ذلك بصدور اوامر من القيادة بالتغيب عن الاجتماع . و جريمة السرقة هذه تقع المسؤولية المباشرة فيها على مديرها التنفيذي, و للأسف فان كثيرا من المدراء التنفيذيين لا يعملون بخط الثورة, و على وزارة الحكم الاتحادي تدارك هذا الامر. و على ثوار مدينة بربر, المدينة العملاقة ان يهبوا لنصرة الثورة و الوقوف بصلابة معها, و ان يهبوا لمساعدة اجهزة الثورة في القبض على المتورطين و المتعاونين لهم لينالوا من بعد ذلك اشد انواع العقاب ليكونوا عبرة للفاسدين, فالتاريخ قد سطَّر كل شيء للثورة و سجَّل الدمازين و ميدان بُرّي الدرايسة, و عطبرة و قطاراتها الحاشدة و غيرها الى جانب اسماء الشهداء و المناضلين, فلا تجعلوا اسم بربر يقترن بالسرقة في عهد الثورة. و يُحمد للسيد صلاح ابراهيم ناظر عموم الجعليين اعلانه الوقوف و مساندة دكتورة آمنة المكي و قال انه يعي تماماً دوْر المرأة نابذا بذلك القبلية و الجهوية و الجندرة و قوله: ( الدكتورة آمنة شخصية ممتازة و قوية و أمينة و اتمنى لها النجاح لخدمة اهل الولاية) فله التحية و كامل التقدير.
و المطلوب الآن ان يقف الجميع خلف الولاة المدنيين و نبذ الجهوية و القبلية البغيضة التى زرعها النظام البائد في كثير مِن الأنفس, و مِن العيب كل العيب ان تقف فئة ما صغرت او كبرت بانتهاج ذات الاسلوب البغيض في التمكين للجهوية, و الحرية حق مشروع و لكنها لا ينبغي ان تكون اداة للتعويق و عرقلة العمل, فلكي تنجح الثورة لا بد من ارساء ثقافة التنازل, فما كل ما يتمناه المرء يدركه. و ما حدث في ولاية كسلا من محاولات رفض للوالي الجديد يؤكد انّ مفاهيم الجهوية و القبلية لا تزال راسخة, و على اعلام فيصل صالح ان ينهض و يعمل على ازالة كل المفاهيم الخبيثة التى وطدها النظام البائد في الاذهان بدلا من الغناء و البرامج الباهتة الغالبة في الوسائل الاعلامية الرسمية.
و إنَّ أي تقاعس للأجهزة الامنية أو غيرها عن اداء مهامها خاصة في الحدود للسماح بالتهريب لا ينبغي ان يمر مرور الكرام. و نقول لكل مَن يفكر مجرد التفكير و يحلم بعودة النظام البائد انت واهم. و ينبغي اعادة النظر في مقدار النسب المخصصة من الميزانية العامة لكل قطاع من القطاعات: التعليم و الصحة و الامن و غيرها مراعاة للأهمية فلا يُعقل ان تنهض بلادنا و الاطباء و المهندسون و اساتذة الجامعات يتقاضون اجوراً ضعيفة و نسبة ضئيلة من الميزانية .
|
|
  
|
|
|
|
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست