تلك المناخل والغرابيل عادةً تسقط الصغائر وتبقي على الكبائر .. وقد جاء الوقت لتنشيط تلك المناخل لتؤدي دورها على الوجه الأكمل .. والمكون الإنساني في كافة أرجاء السودان يعج بأشكال وألوان تلك المقدرات الذهنية والعقلية العالية .. وفي كافة أنحاء وقبائل وعشائر السودان يوجد هؤلاء المثقفين أصحاب العقول الواعية الماهرة الذين يشرفون المقامات عند المحك واللزوم .. والذين يجيدون التفكير بذلك القدر الذي يشرف البلاد .. ولذلك من الأحرى والأجدى من هؤلاء أصحاب العقول الكبيرة الواعية أن يلتقوا جميعاُ حول موائد الوئام والوفاق والاتفاق لينقذوا البلاد من التردي في الهاوية .. وهي تلك البلاد التي تتراجع وتتردى بوتيرة الفشل والإخفاقات والتخاذل منذ عام 1956 .. وقد كفى الشعب السوداني أن يعيش في مراحل الظلمات أكثر من ذلك .. حيث كانت الغلبة والهيمنة دائماً وأبداً في أيدي تلك الأطراف الهمجية الجاهلة !! .. وهي تلك الأطراف أصحاب العقول ( المعطلة ) الباهتة !
وهنالك عيب أساسي يتوفر في ذلك المثقف السوداني .. حيث أنه ينسى دوره الأساسي بالنهوض بالبلاد ،، ليخوض مع الخائضين في حلبات الجهل والجهلاء .. وبطريقة مخزية للغاية نجد ذلك المثقف السوداني يعطي الولاء الأكبر لفكر من الأفكار السياسية ،، أو يعطي الولاء الأكبر لذلك التوجه العقائدي .. أو يميل ذلك الميل المتخلف لنظرة عنصرية قبلية متخلفة .. ولا يعطي الولاء الأكبر لدولة السودان !.. وتلك الصورة المعكوسة هي التي تسود وتلطخ سيرة المثقف السوداني مهما يحمل من المؤهلات والكفاءات والشهادات الأكاديمية .. والأجدى بالمثقف السوداني أن يخرج من قوقعة الضحالة والبساطة ومجاراة الجهلاء في هذه البلاد .. حيث يقع على عاتقه تلك المسئولية الجسيمة لإنقاذ البلاد من التردي والسقوط .. وعليه أن يتجرد من جوقة الجهلاء في هذا البلد المريض الذي يعج بالجهلاء .. ولابد أن يتلقي الرفاق من المثقفين السودانيين من كافة مناطق السودان .. ليجلسوا حول مائدة الوفاق والاتفاق بطريقة عصرية متحضرة تليق بأبناء الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة