2 أبريل 2021م في تقديم للقاء أجراه المهندس عثمان ميرغني مع والي الخرتوم السيد/ أيمن نمر ، وأشار إليه في حسابه الشخصي على الفيسبوك . قال عثمان ميرغني أن الوالي أكّـد له "أن ولاية الخرطوم تتأهب لبرنامج تنموي عملاق بقيادة جيل شباب الثورة". واضح أن الوالي يعيش أحلام يقظة مميّزة . ويرغب من الجميع أن يعيش معه هذه الأحلام ، ويصدق ويصفق ويتماهى مع حالة قميص فرعون. من أين يأتي والي الخرتوم بتمويل مالي لهذا البرنامج التنموي العملاق الذي يبشرنا به ونحن نتلمس الطريق بأيدينا وأرجلنا بسبب انقطاع الكهرباء وانتشار الظلام. ونلزم الصمت ونجتهد في التخفي من إناث البعوض ؛ وإناث البعوض تهزأ بنا؟ هل يظن الوالي أن التنمية العملاقة يمكن أن تتحقق بسهولة الأحلام ومجانيتها؟ هل يظن الوالي أن "قيادة جيل شباب الثورة" تستطيع أن تحقق المعجزات بأيديها العارية من كل إعتمادات مالية وطاقة كهربائية ووقود ووسائط وأدوات ووسائل وآليات؟ واضح أن لجوء الوالي إلى إستخدام عبارة " جيل شباب الثورة" إنما يجيء لدغدغة مشاعر التعاطف العام مع وعوده البرّاقة هذه ؛ التي لا تسندها سوى الأحلام. وقناعات من قبيل "باكـر يحلّها ألف حلاّل". الآن وبمواجهة سلسلة جبال النفايات والأوساخ التي تتكدس في الأحياء يتوالد فيها البعوض والآفات . وتقوح منها روائح المايقوما. وتنتشر في شوارع ولاية الخرتوم ، وتجعل منها عاصمة زبالة . فإن المطلوب من الوالي أن يتواضع ويحلم على قدر إستطاعته في إمكانية حل المشاكل ، ومعالجة الكوارث البيئية الماثلة القابلة للحل إذا توفرت الرغبة والإرادة ليس إلاّ. عن أي "مشروع تنموي عملاق" يتحدث والي الخرتوم وروائح الزبالة تفوح في كل متر مربع من ولايته . ووصلت إلى مرحلة التمدد إلى أرصفة الشوارع الرئيسية ولا حياة لمن تنادي؟ يبدو والله أعلم أن والي الخرتوم يستعير هنا تركيبة عنوان "المشروع الحضاري" الكيزاني . ولكن مع بعض التعديل ليصبح "المشروع التنموي" ولسان حاله يردّد "ليس على الشعارات والوعود في بلدان العالم الثالث جمارك أو قيمة مضافة". قديماً وقبل سنوات قالوا أن الأسباب في تراكم هذه الزبالات أن ولاة الخرتوم وكبار القوم من " بنِي كُوَيْـزةَ " كانوا يفسدون في الولاية . ينهبون الأموال ويتقاضون العمولات والرشاوي، ويتقاسمون شركات النظافة مداخيلهم وأجورهم . وهو ما أدى إلى توقف هذه الشركات عن أداء واجبها في التخلص من النفايات. والإكتفاء بتحصيل ما فيه النصيب من يد المواطن . ولكن اليوم وبعد زوال دولة بني كويزة هؤلاء منذ عام 2019م . فما هي المبررات التي يمكن سياقتها والتعلّل بها في ظل المدنية الإنتقالية الراشدة؟ في الواقع لا توجد مبررات يمكن الإتكاء عليها. ولن يقتنع أحد لو قال مسئول في ولاية الخرتوم أن شركات النظافة الخاصة التي يمتلكها الكيزان البائدة لا تزال مسيطرة على سوق الزبالة ، وما تنفك تنهب أموال السكان وتتقاعس عن أداء واجبها، دون حسيب أو رقيب في ظل التمكين وعلى عينك يا تاجر. لم يطلب منه أحد أن يهبط على سطح القمر أو حتى على قمة سلسلة جبال كرري . ولكن كنا نتوقع أن يبدأ والي الخرتوم بما هو أمامه ومتيسر وخفيف في متناول اليد وعلى قد الحال وبالإمكان . فهذه معالجات الإداري الناجح الفاعل الذي عادة ما يبدأ يمعالجلة ما هو ماثل أمامه . وحتى لا يقال عنه "حشّاش بي دقنو". وأما أن يذر والي الخرتوم العاجلة ويحلم بالآخرة . فهذا ما ليس من أمر معالجات الدنيا ومشاكل حياة الخلق ومصالحهم في شيء. لاسيما إذا كانت هذه المشاكل تتعلق بزبالة تؤثر على سلامة البيئة وصحة الناس في ولاية الخرتوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة