آلية لرفع مستوى الجامعات السودانية كتبه عبدالمنعم محمود بكري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-01-2025, 01:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2025, 11:21 AM

عبدالمنعم محمود بكري
<aعبدالمنعم محمود بكري
تاريخ التسجيل: 12-01-2025
مجموع المشاركات: 1

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آلية لرفع مستوى الجامعات السودانية كتبه عبدالمنعم محمود بكري

    11:21 AM December, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالمنعم محمود بكري-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    من يتابع حال الجامعات السودانية بعد الحرب لا يحتاج لكثير شرح ليدرك حجم الجرح الذي أصاب التعليم العالي في بلادنا. مبانٍ دُمّرت، معامل نهبت، مكتبات أُحرقت أو شُرّدت، وطلاب تقطعت بهم السبل. وفي وسط هذه الفوضى وجد كثير من الأساتذة أنفسهم مضطرين لمغادرة البلاد. بعضهم كان يعمل أصلاً في الخارج قبل الحرب، والبعض الآخر حمل حقيبته بعد أن سقط آخر باب في جامعته أو انقطع آخر مرتب كان يربطه بوظيفته.
    والسوداني بطبعه لا يهاجر وحده. مسؤولياته تسافر معه: أمه، أبوه، خالاته وعماته، وحتى الجيران الذين يطرقون بابه آخر الشهر. الإنسان عندنا لا يعيش لنفسه فقط، ولذلك يصبح الرجوع لوظيفة ضعيفة الراتب، في جامعة تحتاج سنين من الترميم، أمراً صعباً مهما كانت الرغبة في خدمة البلد.
    لكن بعد أن هدأت نار الحرب في بعض المناطق وبدأت الجامعات تتلمس طريقها للعودة، ظهر سؤال مهم: كيف يمكن أن يستفيد السودان من أساتذته الموجودين بالخارج دون أن نخسرهم نهائياً؟ وكيف يمكن أن نحافظ على صلتهم بجامعاتهم، وفي الوقت نفسه نساعد المؤسسات التي دمرتها الحرب على النهوض من جديد؟
    الفكرة التي أراها واقعية وقابلة للتطبيق، ولا تتطلب معجزات، هي أن تسمح الجامعات السودانية لأساتذتها العاملين بالخارج بالاحتفاظ بوظائفهم، بشرط بسيط ومعقول: مساهمة سنوية رمزية — لنقل في حدود ستة آلاف ريال سعودي"6000 ريال سعودي او ما يعادله" — تُخصص مباشرة لدعم الجامعة التي ينتمون إليها. هذا المبلغ، بالنسبة لمن يعمل في الخارج، ليس ثقيلاً، لكنه يحدث فرقاً حقيقياً إذا التزم به عدد كبير من الأساتذة. وبالمقابل تظل وظيفة الأستاذ محفوظة، ودرجته العلمية كما هي، وإذا قرر العودة يوماً يجد الباب مفتوحاً.
    ولكي لا تكون العلاقة مجرد مساهمة مالية، يمكن للجامعة أن تطلب من الأستاذ تدريس مقرر واحد عن بُعد كل عام. كثير من المواد النظرية يمكن شرحها عبر الإنترنت، والجامعات حول العالم أصبحت تعتمد على هذا الأسلوب حتى قبل الحروب. وبهذا تبقى صلة الأستاذ بطلابه قائمة، وتستفيد الجامعة من خبرته، ولا يشعر هو بأنه انقطع عن المجال الأكاديمي في بلده.
    ميزة هذا المقترح أنه لا يقف عند حدود المغتربين فقط. فحين يحتفظ هؤلاء بوظائفهم دون حضور فعلي داخل السودان، تستطيع الجامعات أن تفتح المجال أمام أساتذة شباب للتوظيف بعقود سنوية أو لتقديم مساعدات تدريس، فيملأون الفراغ ويكتسبون خبرة، وفي الوقت نفسه يحافظون على استمرار الدراسة. وهكذا يصبح النظام مرناً: الجامعة تستفيد، والطلاب يستفيدون، والشباب يجدون فرصاً، والمغترب يحافظ على مكانه.
    ودول كثيرة خرجت من الحروب فعلت شيئاً مشابهاً. في لبنان والعراق وسوريا ورواندا، لعب الأكاديميون في الخارج دوراً أساسياً في استمرار الجامعات، إما عبر التدريس من بعيد أو عبر مساهمات سنوية أو المشاركة في صيانة المعامل والمكتبات. فلماذا لا نستفيد نحن أيضاً من هذه التجارب ما دمنا نواجه تقريباً الظروف نفسها؟
    طبعاً لن ينجح أي مقترح دون شفافية وثقة. لذلك من الضروري أن تكون الأموال المساهمة من الأساتذة موجّهة لصندوق واضح ومعلن، تحت إشراف لجان من الجامعة نفسها ومن جهة مستقلة حتى يطمئن الجميع أن الأموال تُصرف في مكانها الصحيح: ترميم القاعات، شراء أجهزة، تحسين الإنترنت، دعم البحث العلمي، أو أي أولوية تتفق عليها الجامعة.
    في النهاية، لا أحد يطلب من الأساتذة العاملين بالخارج المستحيل، ولا أحد يقلل من حجم المسؤوليات التي يحملونها فوق رؤوسهم. لكن البلد الآن يحتاج كل صوت وكل عقل، ولو كان بعيداً بآلاف الكيلومترات. والمسألة ليست «عودة الآن» ولا «انقطاع كامل»، بل هي صيغة وسط تحفظ ارتباط الأستاذ بوطنه، وتساعد الجامعة على الوقوف، وتمهّد لطريق عودة حقيقية عندما تتحسن الظروف.
    إذا أردنا فعلاً أن نعيد الجامعات السودانية إلى مكانها الطبيعي، فلابد من حلول جديدة تليق بالمرحلة. وهذا المقترح واحد من تلك الحلول التي يمكن أن تُطبق بهدوء، دون ضجيج، ودون أن نحمّل أحداً فوق طاقته. فقط قليل من التنظيم، قليل من الرغبة، وكثير من الإيمان بأن الجامعة ليست مجرد مبانٍ، بل هي ذاكرة وطن ومستقبله.

    عبدالمنعم محمود بكري























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de