يعتبر قطاع السماسرة هو القطاع الأكثر تنظيما ونشاطا في الدولة، وهو القطاع الذي يلتهم كل منتج ويتلقف أي فرصة حتى بات لكل سلعة ولكل شيء سمسار متخصص، ولأنه القطاع الأكثر تنظيما والأضمن ربحا أغرى حتى رجال الدولة للدخول في المجال، لكونه أقصر الطرق للثراء. لذلك تجد كل السلع في السودان عندما تقفز أسعارها يصبح من المستحيل تراجعها، ولا يوجد تفسير غير أن هذه الفئة بارعة في احكام سيطرتها على السوق. بالمقابل باتت حصيلة المنتجين من أي سلعة هو ما يتفضل به السماسرة عليهم من فتات (حكم السوق).!
عليه ان أرادت الدولة تحقيق تنمية حقيقية تشجع الانتاج وتخفف معاناة المواطن ولتصبح صورة واقعنا الاقتصادي واضحة ليتم تشخيصها بالصورة المطلوبة التي تمكن من تحديد العلاج عليها بمحاربة هذه الآفة.
كل الأزمات الماثلة الآن أو معظمها بسبب هذا النشاط الهدام، معظم الناس أصبحت مهنة السمسرة تجذبهم لكونها لا تحتاج الى جهد فالمدير أصبح يسمسر والوزير يسمسر والوالي يسمسر والمزارع تخلى عن أرضه للسمسرة وكل صاحب حرفة أصبح سمسارا. هذا النشاط الهامشي الطفيلي يعتبر الأكثر تنظيما اذا لم تجد الدولة من الآليات لمحاربته سيظل السودان الى الأبد يعيش تحت ظل الأزمات.! صحيح هنالك أنشطة أخرى هدامة مثل التهريب والفساد الاداري ولكن الفرق بينها والسمسرة ان السمسرة تمارس جهارا نهارا ولا يوجد قانون يجرمها مثل التهريب والسرقة والاختلاس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الوسيلة حسن مصطفي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست