لقد أمطَرَنا رموز النظام البائد بفاحش الالفاظ و أحطَّ العبارات علي مستوي القيادة و لم نسمع بِأيَّ واحدٍ منْ الثُلَّة المدعوة عند جمال عنقرة بالحتانة او امثالهم قد استنكر واحدة من هذه الفواحش و صمتوا عن فساد عهدهم البائد و مجازره و كانوا أبواقا مُعِينة للطغاة الفاسدين و جاءونا اليوم ينعقون و ينتحبون و يلطمون الخدود بسبب عبارة واحدة طائشة خرجتْ من صبي ثائر انقضي عام علي سفك دماء رفاقه امام القيادة العامة للقوات المسلحة ضد مَن جاءه في حيِّه مُدَبّر المجزرة بسيارة يتجاوز سعرها الأثنى عشر مليارا في حاشية من اصحاب اقلام النظام البائد التى لم يفتح الله عليها بكلمة حق واحدة ضد القهر و الظلم و التقتيل و نهب المال العام و تدمير البلاد ليتآمروا ضد ثورته. فإنْ كان قادتهم ادعياء الدين لم يتورعوا عن سفك دماء الابرياء و اطلاق سفيه القول و فاحشه فكيف نطلب التأدب مِنْ مَنْ لم يبلغ العشرين تجاه مَنْ يراه خصما له و على ثورته؟ لقد كان الفريق شمس الدين كباشى محل احترام عند كثير ممن اعرفهم في بداية الثورة قبل ان يفتضح انتمائه الكيزاني و العمل له دون خوف من رقيب او لوم فجماعة العسكر الحاكمة تفعل و تقول ما تشاء , و اعرف كثيرين مِن شدة اعجابهم بالفريق شمس الدين كباشى كانوا يفضّلونه على رفاقه في المجلس العسكري, و لو ان ذات الكباشى جاء لذات حي الحتانة قبل افتضاح امره لَوَجَد كامل الاحترام ليس مِن صاحب الدعوة(الاجتماعية التى لا ادري لماذا أغفل عنها حسين خوجلي و الخال الرئاسي و اسحاق صاحب الغزالة) و لكن ربما من كل اهل الحتانة الحي الذي تقطنه- مثل غيره من احياء العاصمة- كل الوان الطيف العرقي و السياسي و الثقافي. غير ان كباشي فضَّل ان يبعد نفسه عن قلب الشعب و بعد قولته (حدث ما حدث) توالت اسقاطاته مثل( لن نسلّم السلطة للمدنيين) ثم اقراره بفشله و خجله من كونه مسؤولاً عن الفشل, و لأن الحياء منزوع منه مثل اخوانه فإنه لم يتقدم باستقالته. و إنْ كان سعادة الفريق يريد ان يسترد هيبة كان موفورة له فليتقدم اليوم قبل الغد بما له من سلطات بإخراج تحقيقات لجنة نبيل اديب بوجه السرعة و لِيرينا إنْ كان بريئا هو و(اخوانه) العسكر. لقد حمّل الكيزان و ابواقهم المأجورة عبارة الصبي كل محمل و ارادوا ان يحكموا بها ليس على لجنة مقاومة الحتانة لوحدها و لكن على كل لجان المقاومة في السودان و على الثورة و حكومتها و الرموز الوطنية الشريفة, في حين انه آخِر مَن يحق لهم التحدث عن الاخلاق و الشرف و الوطنية . فهذه الابواق المشروخة لولا ان كان النظام البائد حاكما لَمَا وجدوا مكانا في مجال الإعلام بقدراتهم المهنية و الاخلاقية الوضيعة هذه, و بعد الثورة بسبب خنوع و وهن إعلام فيصل محمد صالح الذي يفترض منه ان يعطي الاعلاميين الثوار حقّهم في وسائل الإعلام القومية, حتى انَّ بعض من حولي سألوا ساخرين: كيف فات علي جمال عنقرة ان يدعو فيصل محمد صالح مع اصدقائه ضياء الدين بلال و رفاقه؟ و والله اني قطعت علاقاتي الاجتماعية بكثير مِنْ مَن لا يزال قلبه معلق بالنظام البائد أو من يحاول التقليل من شأن الثورة, حيث لا يتعلق قلب احد بالنظام البائد إلاّ من كان جزءاً منه او منتفع .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة